لقيا بلا ميعاد مع العلامة محمد المختار ولد امبالَّه:عندما تَفْضُلُ الصلاةُ في مياسر الصفوف..

عندما تَفْضُلُ الصلاةُ في مياسر الصفوف..
في نهاية الأسبوع المنصرم صادفت في مسجدنا إبَّان صلاة العصر أخي في الله العلامة محمد المختار بن امبالّه " دِبَّايُ" علما فقلت له مداعبا و كان مسبوقا: لم يزل بك حتَّى صلّيت في ميمنة الصف؟! فضحك و قال: أدركتُ ذلك فحاولت تجنَّبه قدر الجهد فأوصلتني المحاولة إلى طرف الميسرة!
و أدركنا الإمام و بعض المصلين في أثناء الحديث فخضنا في صلب موضوع "كزرة" جماعة المسجد لتوسعته من جهة الجنوب إذ ضموا إليه بعض الشارع العمومي العريض.
سألته آنذاك في الموضوع فأجاب إجابة طريفة قائلا: " لا ضيرَ أن تحضر فيه الجماعة و لكن  لعلَّ الصلاة في مياسر الصفوف فيه تكون أفضلَ منها في الميامن!"في نهاية الحديث استأذنتُه فأذن لي بنشر النظم التالي:
و رجل أداء غيره اختلط == لجهره فليسمع النفس فقط
كجهر مرأة و جهر المرأة == كسرها في الدين و المروءة
إذ كل سنة إذا تؤدي == إلى حرام فعلها تعد
حكم به الدردير في الشرح جهر == فطالعنه عند قول المختصر
[جهر أقله] و حيث الجهر قل == فإنه قليله لا يستقل
جهر المصلي لا يجوز بإزا == آخر منه فلتكن محترزا
و صوته الحسن في الشريعه == لجهره لم يك بالذريعه
كذا روى الأبي لابن رشد == و مقتفيه مقتف للرشد
و منعوا الرفع من الأصوات == من باب أحرى خارج الصلاة
بالذكر و العلم وبالتلاوه == و لو تلاوة لها طلاوه
ففي العشاءين و في الصبح و في == جمعة فالسر في السبق قفي
حكم رواه العلم الحطاب == و ما روى الحطاب مستطاب
و عمدتي في هذه الأقوال == " دِبَّايُ" عبر الهاتف الجوال
ألقى بها إلي من "تمبدغا" == و كنت أصغي في الأثير إصغا
و إنني فيها على الخبير == سقطت مذ بثت على الأثير
و الشيخ للجهر لدى السبق هجر == و التزم السر و بالسر جهر
فلتقفه فهو إمام معتبر == في ما به جهر أو به أسر
و النظم إذ سمعه أجازه == فصرت أفخر بذي الإجازه
لا زال ذا المؤتمن الإمام  == يؤمه الأمان والسلام
و بالمناسبة فإنني أفخر بجوار الشيخ في حي "أفْنور" في تفرغ زينه و أرتاد دروسه و مجلسه كلما سنحت الظروف عساي أنال من علمه الدافق أو أصيب من خُلقه الرائق .و قد ورد ذكره من بين الجيران المذكورين في القصيدة الموسومة باسم الحي و المنشورة في تدوينة سابقة و مطلعُها:
الحمد لله إذ ذا الحي لي جار == نعم الجوار ونعم الجار و الدار
أما ذكره فقد جاء على النحو التالي:
..................................... ++ .....................................
أما ترى العلماء العاملين به ++ تسمو بمقدمهم للحي أقدار
فيه المظالم والفتيا يقوم لها ++ محمد حكمه في الشرع مختار
و ينشر العلم في الأرجاء محتسبا ++ تناقلت بثه للعلم أخبار
 كل الأئمة في الأقطار أمهم ++ فإن يقف يقفوا و إن يسر ساروا
و قد ذكرتُ الشيخ كذلك في مناسبة مشهودة هي مناسبة زيارته لآل محمد ناجي بن سيدي محمد بن عابدين الصعيدي ابَّان نزولهم الحي و قد أمر الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي بإكرامه فأُلقيت قطعتان ترحيبيتان بالشيخ أولاهما ألقاها محمد عالي بن سيدي الصعيدي و الثانية ألقاها محمدن ولد الصلاحي .
قال محمد عالي:
أيا مرحبا تترى تُجدَّد سرمدا =:= لأستاذنا من نال مجدا و سؤددا
محمدٌ المختار شمس زمانه =:= و بدر هدى يهدي الأنام إلى الهدى
بفضلك تشدو الكائنات و تزدهي =:= به غرر الأشراف مثنى و موحدا
فسار به من لا يسير مشمِّرا =:= و غنَّى به مَن لا يغني مغرِّدا
و الشطر الأول من البيت الثاني من إملاء الشيخ علي الرضى
و قال محمدن بن صلاّحي:
أيا مرحبا أهلا و سهلا بعالِم =:= له في ميادين العُلاَ بيننا السبق
محمدُ مختارُ الشريفُ و حبذا =:= حديث له يحلو به اللفظ و النطق
أيا عالما نَبْآ بطلعة وجهه =:= تحيتنا يشدو بها الغرب و الشرق
 فلا زلتَ في أمن تُسرُّ موفَّقا =:= لك العلم و الإحسان و العدل و الرِّفق
و جاءت مساهمتي في ذلك السياق على النحو التالي:
كأنما غفل الزمان فاستُرِقت == من عِقده ليلة و العِقد مُنتظِمُ
بها ظفرنا فبتنا لا زمانَ لنا == أما المكانُ فحيث العلم و الكرم
على صعيدٍ لدى آل الصعيدِ لنا == به صُعودٌ به الجوزاءُ تُستلم
في مجلس طيِّبٍ بالذكر يُنعشه == محمدُ العالمُ العلاَّمةُ العَلَمُ
محمدُ السعي مختارٌ لمنطقه == و فعله نعمت الأفعال و الكلِم
في روضة من رياض العلم مونقةٍ == دانٍ جَناها لنا وِردٌ و مُغْتَنَمُ
 فيها اجتمعنا و شمل الهمِّ مُفترِقٌ == و الأنس منعقِدٌ فيها و منسجم
و في تلك الليلة الممتعة سمعت الشيخ محمد المختار يروي مواقف جريئة في علاقاته مع النظام بعضها أقيل على إثره من منصب مستشار رئيس الجمهورية و إن أذن لي رويت من تلك المواقف ما هو جدير حقا بالإفراد في التدوين، فجزاه الله عن الإسلام و المسلمين..

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...