الشيخ المصطفى بن الشيخ القاضي..
الشيخ المصطفى بن الشيخ القاضي..
قال لي السائق محمود "تاغه" علما و تحتمل التصغير بعد أن أوقف سيارة القيادة بإحكام عند مدخل منزل الشيخ المصطفى بن الشيخ القاضي في حاضرة بئر البركه بمقاطعة ألاك : "أستأذنكم سيِّدي الحاكم في طلقٍ ناريٍّ احتفاءً بهذا الشيخ طبقا لما يَفرضه عليَّ قانون العوائد المتأصلة في منطقتنا هذه " قلتُ : هو لك و مثله معه نيابةً عنِّي! و كذلك فعل بمهنية و إتقان و لعلها المرة الأولى التي يستأذن فيها لاستخدام بندقيته الحديثة تلك إذ هو من أكبر الصيادين المطاردين باستمرار من قبل العاملين على حماية الطبيعة في تلك المنطقة!
كان وصولنا بعيْد صلاة المغرب و كان الفصل شتاءً و كانت كثافة الطلقات النارية أمام منزل الشيخ كفيلة بالإعلان عن قدوم ضيف من مستوى معين! و ساعدت مجاورة المسجد لمنزل الشيخ و انفضاض الناس من الصلاة في استقطابنا لجل رجال الحي.و هكذا شكلنا موكبا بشريا معتبرا سرعان ما اتجه صوب منزل الشيخ يتقدمه الأدلاَّءُ من المقربين منه و كل الناس مقربون لديه.
دخلنا على الشيخ في فناء بيته فلاحظت همسا و أخذا و ردٌّا في مقدمة الموكب فاقتربت فإذا بالشيخ جالس في مكان صلاته فيما يبدو ، و هو مُوَلٍّ وجهه شطرَ القبلة ، معمل أصابعه في سبحته في حركة منتظمة دائبة، مستغرق في الذكر و كأنه غائبٌ بل هو غائب في ربِّه عن ما سواه ! فهمتُ مصدر الإحراج لدى القوم فأبيت إلاَّ الجلوس إلى جانبه في انتظار الساعة التي يصحو فيها مهما كانت متأخرة! و ما إن أكمل الشيخ أوراده و أذكاره حتى استعاد بشريتَه و إذا به يرحب و يوميءُ إلى القوم برفق أن ٱفعلوا كذا و كذا مما انطبعت عليه نفوسهم من ضروب الإكرام.
هكذا جرى أول لقاء لي مع الشيخ و كان خاطفا و لكن مراسيم الإستقبال تركت في نفسي أثرا طيبا ما فارقني قط.
غادرت المقاطعة بل و المنطقة بعد ذلك بقليل أي في صيف سنة 1992 م فعُدت إلى الشيخ أودِّعُه و لكنَّ علاقاتِي به ما انقطعت يوما فيما بعدُ إذ جعلتُ من حضرته المباركة وقفة لازمة أعرِّج عليها كلما تهيأت أبسط الظروف لذلك.
مررت به مرة في رمضان 2010 م و بالذات في 244 أغشت في حاضرتهم الجديدة " البلد الطيب " و أنا إذ ذاك أمين عام في أحد القطاعات الوزارية أصطحب وفدا إلى بعض الولايات الشرقية فاستأذنت رفقائي في الطريق في السلام عليه فأردناها هنيهةً بعد التراويح لمجرد السلام و التماس الدعاء ، فإذا بها تمتدُّ بقدر ما امتدَّ درس الشيخ في موضوع التفسير. كانت ليلة ممتعة بالفعل عنَّ لي أن أصف تفاصيل ذلك المشهد المهيب نظما فقلت:
دخلنا على الشيخ في فناء بيته فلاحظت همسا و أخذا و ردٌّا في مقدمة الموكب فاقتربت فإذا بالشيخ جالس في مكان صلاته فيما يبدو ، و هو مُوَلٍّ وجهه شطرَ القبلة ، معمل أصابعه في سبحته في حركة منتظمة دائبة، مستغرق في الذكر و كأنه غائبٌ بل هو غائب في ربِّه عن ما سواه ! فهمتُ مصدر الإحراج لدى القوم فأبيت إلاَّ الجلوس إلى جانبه في انتظار الساعة التي يصحو فيها مهما كانت متأخرة! و ما إن أكمل الشيخ أوراده و أذكاره حتى استعاد بشريتَه و إذا به يرحب و يوميءُ إلى القوم برفق أن ٱفعلوا كذا و كذا مما انطبعت عليه نفوسهم من ضروب الإكرام.
هكذا جرى أول لقاء لي مع الشيخ و كان خاطفا و لكن مراسيم الإستقبال تركت في نفسي أثرا طيبا ما فارقني قط.
غادرت المقاطعة بل و المنطقة بعد ذلك بقليل أي في صيف سنة 1992 م فعُدت إلى الشيخ أودِّعُه و لكنَّ علاقاتِي به ما انقطعت يوما فيما بعدُ إذ جعلتُ من حضرته المباركة وقفة لازمة أعرِّج عليها كلما تهيأت أبسط الظروف لذلك.
مررت به مرة في رمضان 2010 م و بالذات في 244 أغشت في حاضرتهم الجديدة " البلد الطيب " و أنا إذ ذاك أمين عام في أحد القطاعات الوزارية أصطحب وفدا إلى بعض الولايات الشرقية فاستأذنت رفقائي في الطريق في السلام عليه فأردناها هنيهةً بعد التراويح لمجرد السلام و التماس الدعاء ، فإذا بها تمتدُّ بقدر ما امتدَّ درس الشيخ في موضوع التفسير. كانت ليلة ممتعة بالفعل عنَّ لي أن أصف تفاصيل ذلك المشهد المهيب نظما فقلت:
لقيتُ قوما لهمُ == في الذكر ذكر قد أتى
قد آمنوا ثم اتقوا == وصفا لهم قد ثبتا
يسري لدى الشِّيب و في == كل فتاة و فتى
لما أتيتُ جمعهم == جئت بقلب أسنتا
يا ليته يوما إلى == نهج الصواب التفتا
و من ينبهْ عامرا == أولى له أن يسكتا!
و لا تسلْ لقاؤُهم == أين و كيف و متى
في رمضان ليلةً == همِّي بها تشتتا
زال عناء سفري == فما لقيت عنتا
و الكيف معلوم لذي == عينين قد أبصرتا
في مجلس للذكر معْ == شيخ تراه مخبتا
أقنت فازداد عُلىً == بالله لما أقنتا
في الذكر قد تذاكروا == و إن تلوه أنصتا
يقتنص الشارد من == فن إذا ما انفلتا
فيستحيلَ صعبه == نوادرا و نكتا
يذكِّر الإله مَنْ == نسي أو تعنتا
يَهدي بهدْي المصطفى == إن ناطقا أو صامتا
به يلين قلب من == قد كان من قبلُ عتا
تقر عيناك به == مهما إليه رنتا
في بلد بطيبه == قد طاب صيفا و شِتا
سماؤه و أرضه == عليهمُ قد حنتا
كأنما شوقا لهم == فراقَهم قد أبتا
فالأصل طاب منهمُ == و الفرع طاب منبتا
و " البلد الطيب " لا == يخبث ما قد أنبتا!
قد آمنوا ثم اتقوا == وصفا لهم قد ثبتا
يسري لدى الشِّيب و في == كل فتاة و فتى
لما أتيتُ جمعهم == جئت بقلب أسنتا
يا ليته يوما إلى == نهج الصواب التفتا
و من ينبهْ عامرا == أولى له أن يسكتا!
و لا تسلْ لقاؤُهم == أين و كيف و متى
في رمضان ليلةً == همِّي بها تشتتا
زال عناء سفري == فما لقيت عنتا
و الكيف معلوم لذي == عينين قد أبصرتا
في مجلس للذكر معْ == شيخ تراه مخبتا
أقنت فازداد عُلىً == بالله لما أقنتا
في الذكر قد تذاكروا == و إن تلوه أنصتا
يقتنص الشارد من == فن إذا ما انفلتا
فيستحيلَ صعبه == نوادرا و نكتا
يذكِّر الإله مَنْ == نسي أو تعنتا
يَهدي بهدْي المصطفى == إن ناطقا أو صامتا
به يلين قلب من == قد كان من قبلُ عتا
تقر عيناك به == مهما إليه رنتا
في بلد بطيبه == قد طاب صيفا و شِتا
سماؤه و أرضه == عليهمُ قد حنتا
كأنما شوقا لهم == فراقَهم قد أبتا
فالأصل طاب منهمُ == و الفرع طاب منبتا
و " البلد الطيب " لا == يخبث ما قد أنبتا!
قبل وفاة الشيخ المصطفى رحمه الله بظرف وجيز رأى العلامة الشيخ محمد يحيى بن المنجى رؤيا مفادها أن ميزانا منتصبا و الشيخ جالس على إحدى كفتيه و على الكفة الثانية يجلس ابنه الفتى المحفوظ (خليفته الحالي) و هما جدُّ متعادليْن فاستغرب ذلك التعادل نظرا لفارق السن ، فهتف به هاتف فقال" على مَ استغرابُك فإن كان الشيخ المصطفى هو نجل الشيخ المحفوظ ، فإن المحفوظ هو نجل الشيخ المصطفى"! و تشاء الأقدار أن يكون للشيخ محمد يحيى بعد ذلك بقليل دور حاسم في تنصيب المحفوظ هذا .خليفة لوالده بالإجماع و لمّا يعُدْ الناس من مراسيم الدفن!
Commentaires
Enregistrer un commentaire