من ديوان الشعر الحسَّاني : دورالمرغاية في تأجيج الثورة البوركينابية..




دورالمرغاية في تأجيج الثورة البوركينابية..
لعلي كنت أستشرف مستقبل الثورة البوركينابية إبَّان انطلاقها عندما كتبت التدوينة التالية و أرسلتها على الخاص لصديقنا الدكتور الوزير عبد القادر بن محمد فنشرها على صفحته الناصعة النافعة.
 التأمت جماعة الحل و العقد من أهل تلك المنطقة فوق كثيب أكننت يتدارسون ما تناقلته وكالات الأنباء هذه الأيام من خبر استخدام المرغاية لدى بعض الشعوب الإفريقية في غير ما عهدت له و لأغراض لا تنسجم مع طبيعتها الهادئة المسالمة التي تقيد حركاتها و تحصر نشاطاتها في دلك العيش لا التحريض على الطيش!
 و في نهاية الإجتماع تأرجحت آراء القوم بين تأويلين اثنين أولهما احتمال أن تكون تلك المرغايات الثائرة درج ذووها على استخدامها في دلك الأطعمة ذات الحرارة المفرطة مثل تلك السائدة في بعض المناطق .و ثانيهما أن تكون هذه الأدوات الخشبية الخارجة عن طبعها هي من صميم سلالات هي أصل مرغاياتنا المعاصرة و بفعل الزمان و المكان و بموجب قانون النشوء و الإرتقاء تمايز الشكلان و إن كانا من أصل واحد ! وبرز تأويل ثالث سرعان ما عدل عنه ذووه لافتقاره إلى ما يعضده من الدليل و هو احتمال أن تكون الآلتان متطابقتين من حيث الشكل و الإستخدام و تنافرت الطباع باختلاف المكان فقط فنتج عن ذلك تقسيم المرغايات وفقا لذلك المعيار إلى فئتين إحداهما إِجِِكِّ المرغايات!
 أذن المؤذن فانفض الإجتماع. و في اليوم الموالي كان الناس يتناقلون بعض الإنتاج الشعبي مما تواردت عليه خواطر بعض الأدباء الحاضرين على منوال ما سمعوه فاستحسنوه في هذا الموضوع.
قال أحدهم:
فالهم المرغاياتْ أشتات ++ مرغايَ لركَيع الغايَ
كانت وحدَ يغير اطراتْ ++ اتبان امعاهَ مرغاي
قال آخر
: سر المرغاي فالدنكيس ++ ما عند المرغايَ غايَ
فلِّ ماهْ الدنكيس اتقيس ++ من كَبل اتغيس المرغايَ
فقال الثالث:
مرغايَ فيدين الصيداتْ ++ ما تِدِلك لا ركَعت غايَ
ماهِ ذيكْ الغاي وساتْ ++ شِ ما كانت لُ وسايَ!
و قال رابع و هو الأخير:
حِمدُ لله المرغايات ++ جبْرُ عند اللَّ عنايَ
كد ألِّ يَعط ما بلاتْ ++ بيهمْ ذُ الناسْ البلاَيَ
 و بهذا الكاف الأخير انتبه القوم فانتقلوا إلى موضوع الساعة فهرعوا إلى المكبات العشوائية يحملون بلاياتِهم و ربما حمل بعضهم مرغايةً يحسَبها بلايةً و هو لا يشعر!

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..