فقه المقاصد و تنزيلها على الواقع : مَن عرَف ما قصَد هان عليه ما وجد ..
مَن عرَف ما قصَد هان عليه ما وجد ..
شرَّفني أخي الدكتور محمد بن عابدين بدعوته إيايَ لحضور ندوة تنظمها الإذاعة الوطنية هذه الليلة إن شاء الله حول موضوع فقه المقاصد و تنزيلها على الواقع..دُهشتُ لدقة الإختيار و بادرتُ بالإعلان عن تلبية هذه الدعوة الكريمة لأتطفل على المختصين في هذا المجال بالغ الأهمية.
و بالمناسبة تذكرت أمرين أوردهما في ما يلي:
أولهما قطعة بديعة أنشأها الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف فجاريته فيها بمناسبة إنشاء إذاعة القرآن التي هي باكورة هذه السلسلة الذهبية من الندوات العلمية و النفحات الربانية التي لا تزال تغمرنا من حيث لم نكن نتوقع .و الثانية تتعلق بتقييد ذي علاقة بالموضوع كنت وضعتُه منذ بعض الوقت إثر مطالعة عابرة في كتاب المعيار للونشريسي.
و هنا أفتح قوسا لأقول إنني ما ذكرت هذا الكتاب يوما إلاَّ و تذكرت طرفة و حادثة .أما الطرفة فهي أن العلاَّمتيْن ببَّها بن محمذ و امحمدْ بن أحمد يوره تذاكرا مرة بحضور أمير الترارزه سيدِ بن محمد لحبيب حول المعيار الذي لم يكن يوجد منه في المنطقة إلاَّ نسخة فريدة لدى مكتبة أهل الشيخ سيديا فأورد الأمير بداهة قول النابغة الغلاَّوي:
و اعتمدوا المعيار لكن فيهِ == أجوبة ضعَّفها بفيهِ!
و أما" المعيارية" الثانية فهي أنني قدمتُ إحدى عشيات 1993 إلى منطقة لعوينات شرقيَ أكجرتْ في مقاطعة لعيون في الحوض الغربي لفض نزاع عقاري.و ربما كان من دوافع السرعة في ذلك التحرك لقاء العالم حمُّودْ و هو والد الصحفي المشهور دحنَّه حمُّود و أخو العلامة احماه الله بن سيدي ببكر شيخ محظرة أكجرت رحم الله الجميع.و بينما أنا جالس مع الفقيه حمود إذ فاجأنا قدوم احماه الله يكاد لا يعتدل في راحلة جمله لكثرة ما يحتضن من مجلدات و ما إن اقترب من المنزل حتى نادى على أخيه قبل أن ينيخ جمله و هو يقول بصوت جهوري : " جئتك بالمعيار مطبوعا"!و لست أدري أي الرجلين كان أشدَّ غبطة بالموضوع و إن كنت أكثر منها فرحا بمثل ذلك المشهد في تلك الربوع النائية!
و بالمناسبة تذكرت أمرين أوردهما في ما يلي:
أولهما قطعة بديعة أنشأها الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف فجاريته فيها بمناسبة إنشاء إذاعة القرآن التي هي باكورة هذه السلسلة الذهبية من الندوات العلمية و النفحات الربانية التي لا تزال تغمرنا من حيث لم نكن نتوقع .و الثانية تتعلق بتقييد ذي علاقة بالموضوع كنت وضعتُه منذ بعض الوقت إثر مطالعة عابرة في كتاب المعيار للونشريسي.
و هنا أفتح قوسا لأقول إنني ما ذكرت هذا الكتاب يوما إلاَّ و تذكرت طرفة و حادثة .أما الطرفة فهي أن العلاَّمتيْن ببَّها بن محمذ و امحمدْ بن أحمد يوره تذاكرا مرة بحضور أمير الترارزه سيدِ بن محمد لحبيب حول المعيار الذي لم يكن يوجد منه في المنطقة إلاَّ نسخة فريدة لدى مكتبة أهل الشيخ سيديا فأورد الأمير بداهة قول النابغة الغلاَّوي:
و اعتمدوا المعيار لكن فيهِ == أجوبة ضعَّفها بفيهِ!
و أما" المعيارية" الثانية فهي أنني قدمتُ إحدى عشيات 1993 إلى منطقة لعوينات شرقيَ أكجرتْ في مقاطعة لعيون في الحوض الغربي لفض نزاع عقاري.و ربما كان من دوافع السرعة في ذلك التحرك لقاء العالم حمُّودْ و هو والد الصحفي المشهور دحنَّه حمُّود و أخو العلامة احماه الله بن سيدي ببكر شيخ محظرة أكجرت رحم الله الجميع.و بينما أنا جالس مع الفقيه حمود إذ فاجأنا قدوم احماه الله يكاد لا يعتدل في راحلة جمله لكثرة ما يحتضن من مجلدات و ما إن اقترب من المنزل حتى نادى على أخيه قبل أن ينيخ جمله و هو يقول بصوت جهوري : " جئتك بالمعيار مطبوعا"!و لست أدري أي الرجلين كان أشدَّ غبطة بالموضوع و إن كنت أكثر منها فرحا بمثل ذلك المشهد في تلك الربوع النائية!
و أعود إلى صلب الموضوع لأفيَ بالعهد الموعود بشقيْه:
قال الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف بمناسبة انشاء إذاعة القرآن الكريم:
ألقت إليك إذاعة القرآن == موجاتها بالدر والمرجان
فاخشع لآيات بها متلوة == فيها الهدى وبيان كل بيان
وأصخ لها الساعات كلا واجتهد == أن لا تبيع زمانها بزمان
فيها لأهل الله أخصب مرتع == أربى على الحوذان والسعدان
يتجدد الإيمان عند سماعها == وبها نذوق حلاوة الإيمان
أثر الأثير بها لدى أهل الحجا == والوقر زال بها عن الآذان
لا تعدون أذناك عنها ورشة == مفتوحة لكرامة الإنسان
جاد الزمان بها فصانت منبرا == شغلته قبل إذاعة الشيطان
ما إن عرفنا قبلها من مثلها == في مورتان هنيت يا مورتان
فعلى من أنشأها ثناء أول == وعلى من أنعشها الثناء الثاني
فاخشع لآيات بها متلوة == فيها الهدى وبيان كل بيان
وأصخ لها الساعات كلا واجتهد == أن لا تبيع زمانها بزمان
فيها لأهل الله أخصب مرتع == أربى على الحوذان والسعدان
يتجدد الإيمان عند سماعها == وبها نذوق حلاوة الإيمان
أثر الأثير بها لدى أهل الحجا == والوقر زال بها عن الآذان
لا تعدون أذناك عنها ورشة == مفتوحة لكرامة الإنسان
جاد الزمان بها فصانت منبرا == شغلته قبل إذاعة الشيطان
ما إن عرفنا قبلها من مثلها == في مورتان هنيت يا مورتان
فعلى من أنشأها ثناء أول == وعلى من أنعشها الثناء الثاني
فأردفت قائلا:
لله در إذاعة القرآن == مذ أنشئت أو أنعشت في آن
قد أنشأت مذ أنشئت دربا على == هدي من الإيمان والإحسان
قد أنعشت مذ أنعشت أملا سرى == في الشعب مسرى الروح في الأبدان
نور تهلل ساطعا متوقدا == من جذوة قبست من الإيمان
إني مع المثني عليها أنثني == وأسوق بيتا سيق في ذا الشان:
(فعلى من أنشأها ثناء أول == وعلى من أنعشها الثناء الثاني)
قد أنشأت مذ أنشئت دربا على == هدي من الإيمان والإحسان
قد أنعشت مذ أنعشت أملا سرى == في الشعب مسرى الروح في الأبدان
نور تهلل ساطعا متوقدا == من جذوة قبست من الإيمان
إني مع المثني عليها أنثني == وأسوق بيتا سيق في ذا الشان:
(فعلى من أنشأها ثناء أول == وعلى من أنعشها الثناء الثاني)
فائدة متى يجوز أو يحرم على المجتهد التقليد بتاريخ 18-06-2004
ويحرم التقليد للمجتهد == إن ظن للحكم على المعتمد
وحائز صفات الاجتهاد == لم ينظر الحكم بشرع الهادي
يمنعه التقليد ما يحوز == وقيل بل في حقه يجوز
حال غياب الفهم للحكم ففي == ذا الحال عنه الاجتهاد ينتفي
ومنع تقليد رووا لقاض == لحاجة الإسراع في التقاضي
ما دام حكم القطع للنزاع == يدعو للاجتهاد فيه داع
وجاز تقليد لذي اجتهاد == رجحانه في الاجتهاد باد
إذ أنه يحوز علما أسنى == خلاف من في المستوى أو أدنى
لضيق وقت جاز ذا التقليد == لذي اجتهاد حكمه يريد
واشترطوا في الحكم وقتا إن يضق == والحكم ذا إن لم يضق لم ينطبق
وجاز للمجتهد التقليد == في ما يخصه لهُ تحديدُ
و لا يعُمُّ غيرَه إنْ يُفتي == إذ رأيه غاية من يستفتي
وعالم وعلمه لا يفضي == إلى اجتهادٍ مثل الأمِّي المحض
كلاهما يلزمه تقليد == مجتهد برأيه يفيد
جاء بذا الحكم لنا المدروس == محمد بن يوسف السنوسي
وعمدتي فيه على المعيار == فيه بدا كوضح النهار
وإن بدا الخلل سيق عني == فالعجز ليس منهما بل مني
لكن على المحقق المستقصي == إكمال ما كان به من نقص
صلاتنا على النبي وآل == محمد جوهرة الكمال
وحائز صفات الاجتهاد == لم ينظر الحكم بشرع الهادي
يمنعه التقليد ما يحوز == وقيل بل في حقه يجوز
حال غياب الفهم للحكم ففي == ذا الحال عنه الاجتهاد ينتفي
ومنع تقليد رووا لقاض == لحاجة الإسراع في التقاضي
ما دام حكم القطع للنزاع == يدعو للاجتهاد فيه داع
وجاز تقليد لذي اجتهاد == رجحانه في الاجتهاد باد
إذ أنه يحوز علما أسنى == خلاف من في المستوى أو أدنى
لضيق وقت جاز ذا التقليد == لذي اجتهاد حكمه يريد
واشترطوا في الحكم وقتا إن يضق == والحكم ذا إن لم يضق لم ينطبق
وجاز للمجتهد التقليد == في ما يخصه لهُ تحديدُ
و لا يعُمُّ غيرَه إنْ يُفتي == إذ رأيه غاية من يستفتي
وعالم وعلمه لا يفضي == إلى اجتهادٍ مثل الأمِّي المحض
كلاهما يلزمه تقليد == مجتهد برأيه يفيد
جاء بذا الحكم لنا المدروس == محمد بن يوسف السنوسي
وعمدتي فيه على المعيار == فيه بدا كوضح النهار
وإن بدا الخلل سيق عني == فالعجز ليس منهما بل مني
لكن على المحقق المستقصي == إكمال ما كان به من نقص
صلاتنا على النبي وآل == محمد جوهرة الكمال
Commentaires
Enregistrer un commentaire