من ديوان الشعر الفصيح : في نصرة الحبيب.




في نصرة الحبيب

يا بشيرا ويا نذيرا لقوم == قد أساؤوا إلى البشير النذير
إذ أتاهم يتلو كتابا منيرا == قد دعاهم إلى القوي القدير
خبروني فهل بهذا يوفى =حق من جاء بالكتاب المنير
شهر البعض ذا السلاح فراموا == عبثا أن يشهروا بالشهير
زعموا أن سيصبحون نجوما == هم نجوم لكن نجوم هجير !
فاشهدوا أن شهدت بالله ربا == قد وعته مشاعري وضميري
وبأن النبي أرسل حقا == يرشد الناس بالخطاب اليسير
وبما قد أتى النبي به من == هدي وحي أقفوه وفق مسيري
تبت لله فاشهدوا من ذنوبي == من كبير أتيت أو من صغير
نفس ولى عهد الصبا وإليه == فالتشيري إن شئت أو لا تشيري
يا ركابي سيري لنصرة طه == وعلى نهجه اليسير فسيري
إن في يقظتي لطه انتصارا == ومنامي إن نمت فوق سريري
ليت لي من زهر الرياض لديه == من أريج أشتمه أو عبير
إن أساؤوا ففيك أحسنت ظني == أنت حصني الحصين أنت مجيري
وإذا ما راموا ابتعادا فإني == رمت قربا من النبي الأجير
أنت بالدين عصمتي وأماني == ومجنّي من موجبات السعير
بك أُكْفى طول المدى كل هم == من جليل يهمني أو حقير
بك جلبي لكل خير ودفعي == كل شر أخافه مستطير
فحياتي أنت المؤمل فيها == أنت عوني ليسر كل عسير
يا شفيعي ما لي سواك ملاذ == أرتجيه لجبر قلب كسير
عدتي أنت في الدنا وعتادي == واعتمادي فيها لمثوى أخير
أنت عند الممات غوثي وغوثي == في جوابي لمنكر ونكير
وملاذي في القبر حين أوارى == يا لهول الأمر العظيم المثير
حينما لا يبقى من المرء إلا == ذكريات تبث عبر الأثير
قد مضى إن إلى الجزا أو عقاب == دون ظلم ولو بقدر نقير
لست آتي إذا أتيت بكسب == بل بضعف العبد الفقير الحقير
رب هب لي شفاعة يومها إذ == من سناها يفك قيد الأسير
بك أرجو يوم القيامة بشرى == بجوار الحب النبي البشير
إذ أراني أجتاز كالبرق لمحا == ثم آوي لظل عرش وفير
حيث أمن يحفني وأمان == وسلام من كل شر خطير
حيث أرقى أرقى المقامات نزلا == في جنان تزهو بخير كثير
مع شيخي الشيخ الرضى وذويه == ومريديه في سلوك وسير
ومحبيه والبنين وأهل == وشيوخ وصحبة وعشير
فترى الكل يسعدون بما قد == ألبسوا من إستبرق وحرير
ويحلون من أساور صيغت == ذهبا خالصا بصنع الخبير
حيث نُحظى بنظرة الوجه طابت == من عظيم عدل علي كبير
 وصلاة على المشفع تترى == وسلام من السميع البصير

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...