الشريف سيدي محمد " حَمَّ علمًا " ولد عابدين الصعيدي
الشريف سيدي محمدْ حَمَّ علمًا بن عابدين الصعيدي..
لقيته قبل وفاته بسنة و قد جئت أعوده إثر مرض ألمَّ به فقال لي: لقد أُنهِكَتْ قُوايَ بنسبة النصف مقارنةً مع السنة الفارطة و ما كانت قُواه في تلك السنة المرجعية لتحتمل النقص فما هو بالشروب الأكول بل هو العابد المجاهد للنفس القائم الليل المواظب على زيارة عمه و شيخه بُكرةً و عشيًّا في مقبرة ابَّير التورس لا يَصدُّه عن ذلك حرٌّ و لا قرٌّ.لم أعهد منه مثل ذلك الأسلوب من قبل إنما هو مثال للفأل الحسن و الملاطفة الطيِّبة.
لقد صدق الشريف سيدي محمد الملقب حمَّ بن عابدين الصعيدي ، فقد توفي بعد ذلك التاريخ بقليل فدفن في ذات المقبرة التي لم يفتأ يرتادها في كل الأوقات.كان يزورها منفردا و لمَّا تقدمت سنه و ضعُف جسمُه اتخذ له من حفيده الرضا بن محمد ناجي أو الشيخ الرضا فيما بعد مرافقا و مساعدا له. أخلص الفتى إخلاصا في خدمة جدِّه فكان له بذلك أجر مضاعف زاوج فيه بين بر الوالد و خدمة الصالح و الإحسان إلي شريف.يقول الشيخ الرضا ذات يوم و نحن في الطريق عائدين زوالا من المقبرة إذ تأثر الجد بفرط الإعياء والعطش فأسرعت إلى الحي فجئته بماء بارد و لا تزال ماثلةً في مخيِّلتي صورته و هو ضارع إلى الله يدعو لي بإخلاص ما عهدت مثله قط.
التقى حمَّ بلمرابط محمد سالم بن ألمَّا فأطلعه الله على رسوخ قدمه فقدَّم إليه عرضه المشهور، طلب منه أن يقيم معه في حيه فيتقاسم معه ماله ، و لكنْ لحسن حظ بئر السبيل فلم ينبرم العقد.لم تشأ الأقدار للشريف أن يقيم مع الشيخ و لكنه ترك معه في المحظرة نجله الأكبر محمد ناجي (والد الشيخ الرضا) ليتفقه في الدين.
كان المرابط محمد سالم يصف حمَّ بالقطب.و قد رويت عن محمد ناجي مباشرة قوله:" كان بين المرابط محمد سالم و حمَّ اتفاق يُخوِّلني حق التخلف عن المحظرة لقضاء شهر رمضان من كل سنة مع الوالدين أصلّي بهما التراويح.و كنت كلَما هممت بالذهاب ودَّعني المرابط محمد سالم و قال لي ٱقرأ سلامي حمَّ و قل له أنني أطلب منه أن يضمن ليَ على الله الفرح عند لقائه !.
و مضت سنون متتالية يجدد فيها الشيخ كل مرة وصيته فأزداد حرصا على تبليغها بأمانة دون أن أجد لها أيَّ جواب حتَّى إذا جاء ذاك اليوم الذي قال لي فيه الوالد و هو يودعني بلِّغ سلامي إلى المرابط محمد سالم و قل له إنني ضامن له على الله الفرح عند لقائه".قال محمد ناجي:فرحت فرحا لم أفرحها من قبل و بادرت إلى الشيخ فور العودة فبلغته الضمانة. و بلغ المرابط من الإغتباط بذلك أنْ طلب منِّي أن أكتب له ضمانة الوالد تلك ففعلت مذيِّلا إياها بآية من عندي ذكرها محمد ناجي فنسيتها فكانت لدي نسيا مَنسيا.
قال محمد ناجي و إنْ أنسَ لا أنسى مشهد الشيخ يومذاك و هو يتناول الورقة فيُمِرُّها على وجهه فينزعها مبللة بالدموع لفرط ما جأش بالبكاء !
و تشاء الأقدار أن ينتقل المرابط محمد سالم بن ألمَّا إلى الرفيق الأعلى في السنة الموالية.
هذا و لا زلت أتوهم كغيري ممن خبروا ذلك الشريف الولي عن قرب أنني طالما نلت عنده حظوة أعتزُّ بها فجزاه الله بأحسن جزائه عن الجميع.
توفي حمَ رحمه الله فرثيته بما توهمته يومئذ شعرا فقلت:
قال محمد ناجي و إنْ أنسَ لا أنسى مشهد الشيخ يومذاك و هو يتناول الورقة فيُمِرُّها على وجهه فينزعها مبللة بالدموع لفرط ما جأش بالبكاء !
و تشاء الأقدار أن ينتقل المرابط محمد سالم بن ألمَّا إلى الرفيق الأعلى في السنة الموالية.
هذا و لا زلت أتوهم كغيري ممن خبروا ذلك الشريف الولي عن قرب أنني طالما نلت عنده حظوة أعتزُّ بها فجزاه الله بأحسن جزائه عن الجميع.
توفي حمَ رحمه الله فرثيته بما توهمته يومئذ شعرا فقلت:
ربع الحقيقة والشريعة أقفرا== والصبح من ليل الجهالة أسفرا
والكون أضحى في اكتئاب مفزع==والحزن والإيلام قد عما الورى
مذ غاب حم الندب من لو يفتدى==بالنفس أو بالمال فينا عمرا
من غاب في ذات الإله عن السوى==فإلهه للنفس منه قد اشترى
ولى إإمام العارفين المرتضى==من للمعالي والهدى قد شمرا
من كان "سيد" حيه و"محمدا"==في عصره ما إن له ند يرى
ليت الذي فقد "الصعيدي" قد درى==يدرى به المولى لنا كم قدرا
من ثلمة في ديننا واها له==كم خصلة حلت به تحت الثرى
كم بات يتلو للكتاب مرتلا==كم سورة منه قرا أو حبرا
كم قام ليلا خاشعا مستغرقا==في ربه عن جفنه ينفي الكرى
فالليل يسعى نحوه في بدئه==والفجر حتما إن دنا منه جرى
كم للدعا قد أمه ذو عسرة==كم عسرة من يمنه قد يسرا
في حقه من قال برد في الندى==أو قطبه أو قال غوث ما افترى
يا من تروم لفضله حصرا كفى==فالفضل من "حمَّ" الرضى لن يحصرا
أنزله ربي جنة يزهو بها==والطف بنا يا ربنا فيما جرى
ولترأب الصدع الذي يبدو بنا==واقدر لنا في هوله أن نصبرا
فعزاؤنا من بعده في فتية==لو بالغ المثني عليهم قصرا
أبقاهم المولى لنا ذخرا فكم==كسرا بهم ففي دينه قد جبرا
ثم اللصلاة على النبي أنذرا==في ملة الهادي كما قد بشرا
والكون أضحى في اكتئاب مفزع==والحزن والإيلام قد عما الورى
مذ غاب حم الندب من لو يفتدى==بالنفس أو بالمال فينا عمرا
من غاب في ذات الإله عن السوى==فإلهه للنفس منه قد اشترى
ولى إإمام العارفين المرتضى==من للمعالي والهدى قد شمرا
من كان "سيد" حيه و"محمدا"==في عصره ما إن له ند يرى
ليت الذي فقد "الصعيدي" قد درى==يدرى به المولى لنا كم قدرا
من ثلمة في ديننا واها له==كم خصلة حلت به تحت الثرى
كم بات يتلو للكتاب مرتلا==كم سورة منه قرا أو حبرا
كم قام ليلا خاشعا مستغرقا==في ربه عن جفنه ينفي الكرى
فالليل يسعى نحوه في بدئه==والفجر حتما إن دنا منه جرى
كم للدعا قد أمه ذو عسرة==كم عسرة من يمنه قد يسرا
في حقه من قال برد في الندى==أو قطبه أو قال غوث ما افترى
يا من تروم لفضله حصرا كفى==فالفضل من "حمَّ" الرضى لن يحصرا
أنزله ربي جنة يزهو بها==والطف بنا يا ربنا فيما جرى
ولترأب الصدع الذي يبدو بنا==واقدر لنا في هوله أن نصبرا
فعزاؤنا من بعده في فتية==لو بالغ المثني عليهم قصرا
أبقاهم المولى لنا ذخرا فكم==كسرا بهم ففي دينه قد جبرا
ثم اللصلاة على النبي أنذرا==في ملة الهادي كما قد بشرا
و كذلك توفيت الزغمَ بنت عابدين بعد ظهر الخميس 23-04-1987 فقلت في رثائها:
ليت الردى حكم به ما قضى== من حكمه في الخلق لن ينقضا
أو ليته رام الفدا في بني== قطب الوجود المنتقى المرتضى
في ذمة الرحمان من قد غدت == أنوارها في الكون ملء الفضا
لا أختشي حزنا على " الزغمَ" بل == حسبي "الرضى" في فقدها بالقضا
يا ربنا صل على المصطفى == في الدهر ما برق الحيا أومضا
أو ليته رام الفدا في بني== قطب الوجود المنتقى المرتضى
في ذمة الرحمان من قد غدت == أنوارها في الكون ملء الفضا
لا أختشي حزنا على " الزغمَ" بل == حسبي "الرضى" في فقدها بالقضا
يا ربنا صل على المصطفى == في الدهر ما برق الحيا أومضا
و لي كذلك في زيارة شيخنا الشريف حمَ بعد ذلك:
يا حمَّ من بنوره يستضا == يابن النبي المصطفى المرتضى
يا من به آمالنا أشرقت== يمنا كما نور الهدى قد أضا
يا من بيمنه غدا كوننا== متسع الأرجاء رحب الفضا
جئتك يا قطب الورى زائرا == ذا حاجة أرجو لحاجي القضا
قد أحكمت أحكام عهد لنا == في ما مضى والعهد لن ينقضا
إن لم تعد أشباحنا تلتقي == فالوصل من أرواحنا ما انقضى
أمتك من ألطاف رب السما == آلاء أنوار بها يستضا
يا من به آمالنا أشرقت== يمنا كما نور الهدى قد أضا
يا من بيمنه غدا كوننا== متسع الأرجاء رحب الفضا
جئتك يا قطب الورى زائرا == ذا حاجة أرجو لحاجي القضا
قد أحكمت أحكام عهد لنا == في ما مضى والعهد لن ينقضا
إن لم تعد أشباحنا تلتقي == فالوصل من أرواحنا ما انقضى
أمتك من ألطاف رب السما == آلاء أنوار بها يستضا
جزى الله عنا أشياخَنا الشرفاء الصعيديين فهم قدوتنا في القيم و أسوتنا في الأخلاق و أئمتنا في المساجد و أساتذتنا في المحظرة و أشياخنا في مدارج السلوك إلى مالك الملوك
Commentaires
Enregistrer un commentaire