من تجليّات عبقرية الشيخ سيدي الكبير رحمه الله تعالى..

من تجليّات عبقرية الشيخ سيدي الكبير رحمه الله تعالى..
جاء في مقال الباحث الأديب محمدن بن امَّد عن شيخنا الشيخ سيد المختار الكنتي نقلا عن صاحب الوسيط قوله عند ذكر الشيخ سيدي الكبير : ‘‘ وله قصيدة بديعة، يمدح بها وليَّ الله الشيخ سيد المختار الكنتى، وتستخرج منها ثلاث قصائد، لكل منها بحر، أعني أنها كلها في بحر الكامل، ثم تقرأ أوائل أشطارها الأول، فتكون قافية من بحر المديد، ثم تستخرج من أوائل أشطارها الثواني، قافية من بحر البسيط، وليس من حفظي إلا مطلعها وهو:
طلعتْ ببُرجِكَ للبريَّةِ أسْعُدُ == أيَّامَ جاد بك الزّمانُ الأجْود ‘‘ .
و قد بقي على ابن الأمين و هو حافظة زمانه الفائق أقرانه من هذه القصيدة البديعة مائة و سبعة أبيات إذ أن عدَّ أبياتها مائة و ثمانية ! .
 إنَّ هذه القصيدة العجيبة الدالَّة على العبقرية الخارقة لصاحبها شيخنا الشيخ سيدي الكبير هي فعلا عبارة عن ثلاث قصائد :
أولا ـ القصيدة المرجعية وهي من بحر الكامل
ثانيا ـ القصيدة الثانية و هي التي تتشكل من قراءة بدايات أشطارها الأول المبيَنة بين مزدوجتين و هي
من البحر المديد
ثالثا : القصيدة الثالثة وهي التي تتشكل من قراءة بدايات أشطارها الأخيرة المبيَنة بين مزدوجتين كذلك  وهي من البحر البسيط
و يُروى أن بعض العلماء الذين كانوا حاضرين لإلقاء هذه القصيدة مدح شيخَنا الشيخ سيديا الكبير بقصيدة نسَجَها على منوال قصيدته المتميِّزة هذه اعترافا منهم بفضله .
و أقول تصريحا لا تلويحا أنني من المدوَّنة الألكترونية ‘‘ اللَّوح’‘  دوَّنتُ هذه الكنوز الدفينة و ما تصرَّفتُ فيها إلاَّ بالقدر الذي تقتضيه ضرورة التوضيح كما يلُوحُ جليا بالرجوع إلى الأصل.
أولا ـ القصيدة المرجعية وهي من بحر الكامل
‘‘ طلَعَتْ ‘‘ ببُرْجِكَ لِلْبَرِيَّةِ أَسْعُدُ== ‘‘ أَيَّامَ ‘‘ جَادَ بِكَ الزَّمَانُ الْأَجْوَدُ
‘‘ مُزْنُ النَّدَى ‘‘ بِسَمَاءِ كَفِّكَ لَمْ يَزَلْ == ‘‘ يُرْوِي الظِّمَا ‘‘ مِنْهَا الرِّوَاءُ الْمُرْغِدُ
‘‘ وَطَفَا ‘‘ لِطَائِفَةِ الرُّسُوبِ عَلَى مَطَا’‘ == بَحْرٍ بِهِ ‘‘ لَكَ طَوّفُوا مَا يُقْصَدُ
‘‘ فَهِمَتْ ‘‘ مُخَاطَبَةُ النُّفُوسِ لِمَن بِهَا== ‘‘جَثَمُوا ‘‘ لَدَيْكَ خِطَابَ مَنْ يَتَوَدَّدُ
‘‘ لِلْمُجْتَدِي ‘‘ مِنْ غَمْرِ فَائِضِهِ لُهًى == ‘‘ تَعْجِيلُ ‘‘ وَاصِلِ جَزْلِهَا لَا يَنفَدُ
‘‘ طُرَفًا ‘‘ يُزَاحِمُ فِي الْحُصُولِ سَمَاحَةً ‘‘ == إِبْرَازَهَا ‘‘ مِمَّن جَدَاهَا الْمَوْعِدُ
‘‘ شَرِبَتْ ‘‘ شَوَارِعُ وِرْدِهَا مِن مَّوْرِدٍ== ‘‘ لَمْ يَحْكِهِ ‘‘ الْبَحْرُ الْخِضَمُّ الْمُزْبِدُ
‘‘ مِن لُّجَّةٍ ‘‘ أَمْدَادُهَا وَفُيُوضُهَا’‘ == نِعَمٌ ‘‘ عَطَاءُ مُفِيضِهَا مُتَبَدِّدُ
‘‘ غَمَرَتْ ‘‘ فِجَاجَ الْخَافِقَيْنِ غِمَارُهُ == ‘‘ يَا لَيْتَ ‘‘ هُ مِمَّنْ يَدُومُ وَيَخْلُدُ
‘‘ .10وَجَرَتْ ‘‘ لَهُ جُرْدُ الْمَدِيحِ كَمَا جَرَى == ‘‘ شِعْرِي ‘‘ فَبَرْذَنَهَا عُلَاهُ الْأَمْجَدُ
‘‘ فِي كَف ‘‘ هِ جَمَعَ الْوُجُودَ جَمِيعَهُ == ‘‘ هَلْ ‘‘ لِلْوُجُودِ يَدٌ بِمَنْ يَدُهُ الْيَدُ
‘‘ مَن ‘‘ جَاءَهُ مُسْتَرْفِدًا فَلَهُ غِنَى == ‘‘ لَا يَنقَضِي ‘‘ وَلَهُ مَرَاشِدُ تُسْعِدُ
‘‘ خَلَفَ ‘‘ الْمَلِيكَ عَلَى الْعِبَادِ فَكُلُّ ذِي ‘‘ == أَجَلٍ ‘‘ يُمَلِّكُهُ الْقِيَادَ وَيُحْفِدُ
‘‘ شَبِمًا ‘‘ رَحِيقًا لَا يَنِي مَشْرُوبُهُ == ‘‘ أَوْ يَنقَضي ‘‘ مَا يَرْتَجِي الْمُتَعَمِّدُ
‘‘ ذَرَّاتُهُ ‘‘ مِن مَّدِّ نُورٍ أَحْمَدٍ’‘ == قَبْلَ ‘‘ الْوُجُودِ سَرَى إِلَى مَنْ يُحْمَدُ
‘‘ دُرَرُ ‘‘ الْعُلُومِ لِمُعْتَفِيهِ رَمَى بِهَا ‘‘ == أَن ‘‘ جَاشَ لُؤْلُؤُ فَيْضِهِ وَزَبَرْجَدُ
‘‘ خُبِئَتْ ‘‘ وَمَا بَرِحَتْ فَرَائدُ حِكْمَةٍ ‘‘ == يَقْضِي ‘‘ بِهَا لِفَرِيدِهِ الْمُتَفَرِّدُ
‘‘ فِي خِدْر ‘‘ أَصْدَافِ الْغُيُوبِ وَلَمْ يَكُ الْ’‘ == حَكَمُ ‘‘ الذِي آتَاهُ حُكْمًا يُعْبَدُ
‘‘ هَذَا ‘‘ وَأَسْرَارُ الْمَعَارِفِ كُلِّهَا == ‘‘ لَوْ حُمَّ ‘‘ مَشْهَدُهَا لَهَا هُوَ يَشْهَدُ
‘‘ .20صَدَفًا ‘‘ تُصَانُ بِهِ الْجَوَاهِرُ صَانَهُ == ‘‘ فِي الْحَالِ ‘‘ مَنْ هُوَ سَيِّدٌ وَمُحَمَّدُ
‘‘ صَدَفَتْ ‘‘ لِوِجْهَتِهِ الْوُجُودُ فَقَاصِدٌ == ‘‘ مَا ‘‘ لَا يَزَالُ وَقَاصِدٌ مَا يَنفَدُ
‘‘ عَن صَوْبِهِ ‘‘ لَمْ تَنصَرِفْ رَغَبَاتُنَا == ‘‘ نَرْجُوهُ ‘‘ لِلْجَلَل الذِي هُوَ مُؤْيِدُ
‘‘ أُمَمٌ ‘‘ مِنَ الشُّؤْمِ الْمُبِيدِ غَمَصْنَهُ== ‘‘ مِن ‘‘ ثَمَّ غَاصَ بِهَا الزَّمَانُ الْأَنكَدُ
‘‘ جَهِلُوا ‘‘ غَنَاءَ الْغَوْثِ فِي الْجُلَّى وَفِي == ‘‘ أَرَبٍ ‘‘ عَلَيْهِ انسَدَّ بَابٌ مُوصَدُ
‘‘ مِقْدَارُ ‘‘ مَن دَارَتْ بِهِ أُرْحِي الْوَرَى == ‘‘ مَا ‘‘ ضَرَّهُ جَهْلُ الْحَقِيرِ وَمَزْهَدُ
‘‘ مَنْ ‘‘ عِندَهُ فَتْحُ الرِّتَاجِ وَغَلْقُهُ ‘‘ == هَالَ ‘‘ الْجَهُولَ بِهِ الْجَفَا وَالْمَطْرَدُ
‘‘ عَرَفَ ا ل ‘‘ ذي مِنْ غَيِّهِمْ جَهِلُوا بِهِ == ‘‘ أَرْوَاحُ نَا ‘‘ سٍ جُندُهَا يَتَجَنَّدُ
‘‘ قَرْمٌ ‘‘ عَلَى الْمَجْدِ الْمُؤَثّلِ شَأْوُهُ == ‘‘ إن ‘‘ كَلَّتِ الْأَجْوَادُ ، شَأْوٌ مُبْعِدُ
‘‘ قُطْبٌ ‘‘ بِأَعْبَاءِ الْخِلَافَةِ كَافِلٌ ‘‘ == شَالَتْ ‘‘ عِنَايَتُهُ عَنَاءً يُجْهِدُ
‘‘ .30سَخَتِ ‘‘ الْعُصُورُ بِهِ وَمَن تَكُ عِندَهُ ‘‘ الْ == قَدَمُ ‘‘ الْمَكِينَةُ لَمْ يَسَعْهُ الْمَرْفَدُ
‘‘ كَرَمًا ‘‘ أَمَدَّ بِهِ الْكَرِيمُ عِبَادَهُ == ‘‘ بَلْ ‘‘ كَانَ مِنْهُ لِمَا عَفَوْهُ مُجَدِّدُ
‘‘ يَدُهُ ‘‘ إِلَى حِزْبِ الْهُدَى مُدَّتْ بِمَا == ‘‘ لَوْ ‘‘ شَاهَدُوهُ مَسَرَّةً لَمْ يَرْقُدُوا
‘‘ كَالسَّيْلِ ‘‘ جَاءَ حَمِيلُهُ مُتَدَفِّقًا == ‘‘ رَمَتِ ‘‘ الْغُثَاءَ فُيُوضُهُ تَتَفَيَّدُ
‘‘ إِن ‘‘ تَرْمِ عَن صِدْقِ الْإِرَادَةِ نَحْوَهُ ‘‘ == نَظَرًا ‘‘ لِتَلْحَظَكَ الْحُظُوظُ الْحُفَّدُ
‘‘ زَحَفَ ‘‘ تْ إِلَيْكَ مِنَ الْفُتُوحِ خَزَائِنٌ == ‘‘ فِي قُطْرِ نَا ‘‘ ئِلِهَا الْهَنَاءُ الْأَرْغَدُ
‘‘ نُشِرَتْ ‘‘ بِدَعْوَتِهِ الْبِلَادُ وَمَيْتُهَا == ‘‘ حَدَبًا ‘‘ ووَهْدًا إِذْ جَفَاهَا الْمُثْئِدُ
‘‘ مِن ‘‘ جُودِهِ جَادَ الضَّنِينُ وَمُرْتَمَى == ‘‘ أَلْحَاظِ ‘‘ هِ يُغْنِيكَ مَنْ يَسْتَرْشِدُ
‘‘ رِمَمُ ‘‘ اتِّبَاعِ الْمُصْطَفَى بُعِثتْ بِهِ == ‘‘ مِن ‘‘ بَعْدِ مَا أَفْنَى قُوَاهَا الْمُلْحِدُ
‘‘ فَنِيَتْ ‘‘ بِهِ سُودُ الْمَسَاوِي مِثْلَمَا ‘‘ == سَعِدَتْ ‘‘ بِهِ شُمُّ الْعُلَا وَالسُّؤْدَدُ
‘‘ .40كَالْجَوْدِ ‘‘ تَخْلِيَةً وَتَحْلِيَةً إِذَا == ‘‘ مِن لَّحْظِهِ ‘‘ يَهْمِي بِحَالِكَ مُمْئِدُ
‘‘ إنْ ‘‘ يَحْتَوِشْكَ مِنَ اللَّعِينِ وَجُندِهِ == ‘‘ أُمَمٌ ‘‘ فَرُمْتَ بِهِ الْإِعَانَةَ يُنجِدُ
‘‘ وَكَفَا ‘‘ كَ مِن دَفْعٍ بِمَا لَوْ شَنَّهُ ‘‘ == لَانشَقَّ ‘‘ مِنْهُ عَلَى الْقَسَاءِ الْجُلْمُدُ
‘‘ وَنَفَى ‘‘ إِذَا اسْتَدْعَيْتَهُ مِن مُعْضِلٍ == فِي الْحِينِ ‘‘ عَنكَ دُعَاهُ مَا لَا يُطْرَدُ
‘‘ مِصْبَاحُهُ ‘‘ مِ الْجَهْلِ يُجْلَى حَالِكٌ == ‘‘ عَن ‘‘ شَاهِدِيهِ بِمَا تَوَهَّجَ أَسْوَدُ
‘‘ ظُلَمًا ‘‘ يُزِيحُ فَيَكْتَسِي مِن ضِدِّهَا == ‘‘ مَحْجُوبُ ‘‘ نَافِرِهَا سَنًا لَا يَخْمُدُ
‘‘ أَلِفَتْ ‘‘ كَوَاكِبُهُ سَمَاءً كَاشِفًا ‘‘ == حُجُبَ ‘‘ الرُّيُونِ سِرَاجُهَا الْمُتَوَقِّدُ
‘‘ مَكْنُونُ ‘‘ أَسْرَارِ الْعَليمِ بِصُرَّةٍ == ‘‘ حِيكَتْ ‘‘ مِنَ الْغَزْلِ الذِي هُوَ يُحْصِدُ
‘‘ مَن ‘‘ سَرَّهُ هَدْيُ الْمُهَدِّي فَلْيَسِرْ == ‘‘ وُ ‘‘ سْعًا بِمَا يَعْتَادُ هَذَا السَّيِّدُ
‘‘ أَلِفَ ا ‘‘ لْوَرَى بِفَوَاتِحٍ لَوْ سَدَّهَا == ‘‘ لَانسَدَّ ‘‘ مِن سُبُلِ الْهِدَايَةِ مَرْصَدُ
‘‘ .50وَشَفَى ‘‘ بِمَرْهَمِ خُلْقِهِ أَدْوَاءَهُمْ ‘‘ == مِن ‘‘ كُلِّ ضِغْنٍ ضَاقَ عَنْهُ الْمِسْرَدُ
‘‘ تِرْيَاقُهُ ‘‘ مِن كُلِّ سُمٍّ نَاقِعٍ == ‘‘ مَفْلُولُ نَا ‘‘ جِذِهِ صَرِيعٌ يُبْرِدُ
‘‘ عِلَلًا ‘‘ تَقُودُ إِلَى الْبَوَارِ تَصُدُّهَا ‘‘ == ثُلَمٌ ‘‘ بِهَا هُوَ قَائِدٌ فَمُوَرِّدُ
‘‘ جَثَمَتْ ‘‘ عَلَى الرُّكَبِ الْبُغَاةُ وَقَوْلُهَا ‘‘ == إِنَّا ‘‘ لَنَا مِنكَ الْمُقيمُ الْمُقْعِدُ
‘‘ فِي جَوْفِ ‘‘ مَسْجِدِهِ وَمَحْضِ تُقَاتِهِ ‘‘ == وَإِنِ ‘‘ اعْتَدَوْا يُتْقِيهِمُ وَيُسَجِّدُ
‘‘ مِن ‘‘ كُلِّ مَنزِلَةٍ تَزِينُ وَرُتْبَةٍ == ‘‘ عَظُمَتْ ‘‘ لِأَخْمَصِهِ الْمَقَامُ الْأَصْعَدُ
‘‘ دَنِفَ ا ‘‘ لتُّقَى لَوْ لَمْ يُدَارِكْ مَا جَنَتْ ‘‘ == زَلَّاتُ نَا’‘ قِضِهِ دَوَاهُ الْأَحْمَدُ
‘‘ وَبَنَى ‘‘ لَنَا مِن صَخْرِهِ أَحْمَى حِمًى ‘‘ == فَلَنَا ‘‘ بِهِ عِزٌّ مُنِيفٌ أَيِّدُ
‘‘ لِلدِّينِ ‘‘ يَدْعُو بِالْمَوَاعظِ زَانَهَا == ‘‘ بِالْحُبِّ ‘‘ مِنْهُ وَمَا يَوَدُّ الْأَصْيَدُ
‘‘ إِذْ ‘‘ حَقُّ مَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ تَأَلُّفٌ == ‘‘ فِي اللهِ ‘‘ ثُمَّ إِذَا أَبَى فَتَهَدّدُ
‘‘ .60 عَظُمَتْ ‘‘ سِيَاسَتُهُ تَبَارَك رَبُّنَا ‘‘ == مَن ‘‘ لَّمْ يَسُسْهُ مِنَ الْهِدَايَةِ يَبْعُدُ
‘‘ فِتَنُ ‘‘ الدَّجَاجِلةِ الْغُوَاةِ فَرَرْنَ مِنْ == ‘‘ تِلْقَائِهِ ‘‘ مِنْ خَوْفِ رَمْيٍ يُقْصِدُ
‘‘ تَغْتَالُهُ ‘‘ نَّ بِهِ مَغَبَّ تَطَرُّدٍ == ‘‘ ذِمَمٌ ‘‘ مِنَ الْحَقِّ الْمُهَيْمِنِ طُرَّدُ
‘‘ غُرَفًا ‘‘ بِهَا تُحْمَى الْمَحَارِمُ شَادَهَا == ‘‘ نَدْعُو كَ ‘‘ رِيمًا ذَبَّ عَنْهُ يُؤَيِّدُ
‘‘ وَحَشَا ‘‘ الْبَصَائِرَ إِثْمِدًا فَعُيُونُهَا == ‘‘ يَاْ ‘‘ بَى لَهَا فَقْدَ الشُّهُودِ الْإِثْمِدُ
‘‘ أَبْوَابُهَا ‘‘ مِن بَعْدِ رَتْجٍ حَلَّهَا == ‘‘ رَبٌّ ‘‘ يَحُلُّ بِهِ الرِّتَاجَ وَيُوصِدُ
‘‘ حَرَسًا ‘‘ يَبِيتُ مُرَاقِبَ الْمَوْلَى إِذَا ‘‘ == يَأ ‘‘ وِي لِمَرْقَدِهِ الْوَخِيمُ الْأَبْلَدُ
‘‘ هِمَمًا ‘‘ بِهَا يُفْنِي وَيُوجِدُ خُصَّ بِ’‘ الـ-----ـلهِ ‘‘ الذِي هُوَ كُلَّ شَيْءٍ يُوجِدُ
‘‘ يَحْمِي نِهَا’‘ يَتَهَا النِّهَايَةُ أَنَّ مَنْ == ‘‘ يَاْ’‘ بَى سِوَاهُ مَنَاطُهَا مُتَأَبِّدُ
‘‘ تُلْفَى ‘‘ عَلَى مَرِّ الْمَدَى أَفْكَارُهُ == ‘‘ صُمُدًا ‘‘ إِلَى مَنْ غَيْرُهُ لَا يُصْمَدُ
‘‘ .70وُقُفًا’‘ مَعَ الْآدَابِ فِي حَرَكَاتِهَا == ‘‘ إِنْ ‘‘ حَثَّهَا مُتَوَعِّدٌ أَوْ مُوعِدُ
‘‘ فِي كُلِّ ذَا’‘ مِنْ غَيْبَةٍ فِي السِّرِّ لَا == ‘‘ قَالٌ ‘‘ يَرِيبُ وَلَا نُدُودَ يُنَدِّدُ
‘‘ سَلَفًا’‘ تَجِدُّ بِعَزْمِهِ الْهِمَّاتُ فِي == ‘‘ كِنٍّ’‘ يَتِيهُ بِهِ الْألَفُّ الْمُخْلِدُ
‘‘ سَلَكُوا’‘ سَبِيلًا سَابِلًا مَهْمَا بِهِ == ‘‘ كَانَ’‘ ائْتِمَامَهُمُ الْفَرِيقُ الْوُرَّدُ
‘‘ مِنْهَاجُ’‘ هُ مِنْهَاجُ قَوْمٍ جَدَّدُوا == ‘‘ مَا’‘ رَمَّ مِن دِينِ الرَّسُولِ وَشَيَّدُوا
‘‘ مِن’‘ كُلِّ عِرْنِينٍ أَشَمَّ مُهَذَّبٍ’‘ == يَقْضِي’‘ الْعِيَانُ بِأَنَّهُ مُتَوَحِّدُ
‘‘ سَلَفٌ ‘‘ تَسَلَّفَ رَبُّهُ مِن سَعْيِهِ == ‘‘ و’‘ جِهَادِهِ مَا يَشْكُرُ الْمُسْتَرْفِدُ
‘‘ نُخَبٌ’‘ تَنَخَّبَهَا الْجَلِيلُ وَضَمَّهَا == ‘‘ مَا ‘‘ مِنْهُمُ فَظٌّ وَلَا مُتَشَدِّدُ
‘‘ مُخْتَارةٌ ‘‘ مِن بَاحةِ الْكُنتِيِّ لَمْ == ‘‘ يَسِمِ ‘‘ الطُّلَى مِنْهَا عَنِيفٌ يُفْسِدُ
‘‘ نَجَلُوا’‘ جَحَاجِحَ جِلَّةً يُبْقِيهِمُ == ‘‘ إِن ‘‘ بَادَرُوا الْخُلْدَ الثَّنَاءُ الْمُخْلِدُ
‘‘ .80نُخَبًا’‘ بِمَا انتُخِبَتْ بِهَا أوْقَاتُهَا == ‘‘ تُؤْتِي’‘ الْمَوَاقِتَ كُلَّهَا مَنْ يُعْبَدُ
‘‘ مُخْتَارَةُ’‘ الْهِمَم الْعَوَالِي عَن جَفَا’‘ النُّــ------ـجْحِ’‘ الْمُؤَمَّلِ مِنْهُ فَضْلٌ أَوْحَدُ
‘‘ خُلَفَا’‘ ءُ قَدْ رُفِعُوا بِمَا أَوْلَاهُمُ == ‘‘ مِن ‘‘ ضَمِّهِ الْعَلَمُ الْمُنَادَى الْمُفْرَدُ
‘‘ فَهُمُ ‘‘ إِذَا ثَقُلَتْ عَلَى أَعْنَاقِنَا == ‘‘ حَاجَاتُنا ‘‘ الشُّمُّ الْكِرَامُ الْمُجَّدُ
‘‘ لَا أُبْعِدُوا ‘‘ مِن سَادَةٍ أَسْدَوْا لَنَا == ‘‘ وَطَرًا’‘ يُضَنُّ بِعِلْقِهِ لَا أُبْعِدُوا
‘‘ سُرُجٌ’‘ تُضِيءُ لِمَن دَنَا وَلِمَن قَصَا == ‘‘ أَنفَاسُ’‘ سَاطِعِهَا الذِي يَتَصَعَّدُ
‘‘ كَشَفَتْ’‘ شَوَاعِلُ ضَوْئِهِنَّ غَيَاهِبًا == ‘‘ رَاجِي هَ’‘ زِيمَةِ جُندِهَا مُتَجَلِّدُ
‘‘ عَن مًجْتَلٍ ‘‘ طَلَبَ الْإِغَاثَةَ حَالُهُ ‘‘ == مِنْ ‘‘ غَوْثِهِمْ لَا تَسْتَنِيمُ الْعُضَّدُ
‘‘ سُدْ فَا’‘ قِدَ الْعَثَرَاتِ إِن تَعْثُرْ بِهِمْ == ‘‘ فَقَدَ انْهَ’‘ ضَتْكَ الْمُنْهِضَاتُ السُّعَّدُ
‘‘ بِهِمُ ‘‘ يُزَالُ مِنَ الزَّلَازِلِ مَالَهُ == ‘‘ غمَمٌ ‘‘ يَضِيقُ بِهَا الْهُمَامُ الصِّندِدُ
‘‘ .90يُهْدَى ‘‘ إِلَى دَفْعِ الْعَنَاءِ مَنِ اعْتَنَى ‘‘ == بِمَنِ ‘‘ اقْتَنَى بِهِمُ السُّعُودَ وَيَسْعَدُ
‘‘ سُبُلُ’‘ الْمَعَارِفِ وَالْعَوارِفِ والْعُلَا == ‘‘ هُمْ ‘‘ نَاصِبُو أَعْلَامِهِنَّ لِيُرْشِدُوا
‘‘ ذَلِّلْ’‘ بِهِمْ عِزَّ الْأَعِزَّةِ وَاشْأ مَن == ‘‘ سَبَقُوا’‘ وَقُدْ بِقِيَادِهِمْ إِنْ يَهْتَدُوا
‘‘ مَا ‘‘ شِئْتَ فَافْعَلْ إِنْ يَجُلْ بِكَ مِنْهُمُ== ‘‘ فِي الشَّأْوِ’‘ جَوَّابُ الْمَيَادِنِ أَجْرَدُ
‘‘ إِنَّ’‘ الْكِرَامَ الْمُرْفِدِينَ هُمُ إِذَا == ‘‘ أَذْ’‘ وَى الْهُمُودُ نَدَى يَدَيْ مَنْ يَرْفِدُ
‘‘ حَوَتِ ‘‘ الْمَصُوغَ الْفرْدَ مِنْهُمْ صِيغَةٌ== ‘‘ مَلَكُوا ‘‘ بِهَا قَصَبَ السِّبَاقِ وَأَفْرَدُوا
‘‘ حَنَفًا’‘ عَنِ النَّهْجِ الْمُعَبَّدِ مَنْ هَدَى == ‘‘ بِالْفَرْضِ’‘ مِنْهُمْ لَا يَخَافُ وَمَنْ هُدُوا
‘‘ وَرِثّتْ ‘‘ شَنَاشِنَهُمْ ذَوُو أَحْسَابِهِمْ == ‘‘ مِيرَاثَ مَنْ ‘‘ يَعْلُو عُلَا مَنْ يَمْجُدُ
‘‘ عَنْ خَاتِمِ ‘‘ الرُّسْلِ الْمُقَفَّى مَن لَّهُمْ == ‘‘ مِيرَاثُهُ ‘‘ فِي الْجِنسِ فَخْرٌ مُتْلَدُ
‘‘ وَقَفَتْ ‘‘ بَنُو أَصْلَابِهِمْ آبَاءَهَا == ‘‘ حُكْمَ ‘‘ الْقُسُوسِ عَلَى الْخُطَى يَتَزَيَّدُ
‘‘ .100بَلْوَى’‘ هَوَاهُمْ فِي الْهَوَى أَلْوَوْا بِهَا == ‘‘ لَا زَالَ ‘‘ مِنْهُمْ لِلْمَعَادِ مُعَوِّدُ
‘‘ الْأَوْلِيَا’‘ ءُ هُمُ مَقَابِسُ نُورِهَا == ‘‘ مِن نُّورِ’‘ هِمْ كُلُّ الْقِبَاسِ الْوُقَّدُ
‘‘ فَكَفَا’‘ هُمُ فَضْلًا بِأَنَّ مُحَمَّدًا == ‘‘ صَلَوَاتُ’‘ مُرْسِلِهِ عَلَيْهِ تَجَدَّدُ
‘‘ غَنِيَتْ’‘ بِهِمْ شِرْعَاتُهُ فِي مَعْقِلٍ == ‘‘ الْبِرُّ’‘ يَاْلَفُهَا وَتُجْفَى الْمُرَّدُ
‘‘ فِي كِنِّ هِ’‘ مَّتِهِمْ يُكَنُّ الْكَوْنُ إِنْ == ‘‘ يَعْمَدْهُ ‘‘ مِن جُندِ الْمَفَاسِدِ عُنَّدُ
‘‘ رُحَمٌ ‘‘ سَعَى بَعْدَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ== ‘‘ فِي جَمْعِ’‘ شَتَّاهَا الْوَلِيُّ مُحَمَّدُ
‘‘ عَطَفَتْ ‘‘ عَوَاطِفُ مِنْ عِنَايَتِهِ عَلَى == ‘‘ أَصْحَابِهِ ‘‘ حَتَّى يَرَوْا مَنْ يَعْبُدُ
‘‘ مِن رَّبِّنَا’‘ الْهَادِي عَلَى الْهَادِي هَمَتْ == ‘‘ مُنْهَلَّةَ’‘ تَهْتَانُهَا مُتَسَرْمِدُ
. .108 ‘‘ تُحَفًا ‘‘ لَهُ فِي آلِهِ وَصِحَابِهِ == ‘‘ دِيَمٌ  ‘‘ مِنَ الزُّلْفَى بِهَا خُتِمَ الْغَد
ثانيا: القصيدة الثانية و هي التي تتشكل من قراءة بدايات الأشطار الأوَّل من القصيدة الكاملية المرجعية المبيَنة بين قوسين و هي من البحر المديد:
طَلَعَتْ مُزْنُ النَّدَى وُطُفَا == فَهَمَتْ للْمُجْتَدِي طُرَفَا
شَرِبَتْ مِن لُّجَّةٍ غَمَرَتْ == وَجَرَتْ مِن كَفِّ مَنْ خَلَفَا
شَبِمًا ذَرَّاتُهُ دُرَرٌ== خُبِئَتْ فِي خِدْرِهَا صَدَفَا
صَدَفَتْ عَن صَوْبِهِ أُمَمٌ == جَهِلُوا مِقْدَارَ مَنْ عَرَفَا
قَرِمٌ قُطْبٌ سَخَتْ كَرَمًا == يَدُهُ كَالسَّيْلِ إِن وَكَفَا
نُشِرَتْ مِن جُودِهِ أُمَمٌ == فَنِيَتْ،كَالْجَوْدِ إِن وَكَفَا
وَنَفَى مِصْبَاحُهُ ظُلَمَا == أَلِفَتْ مَكْنُونَ مَنْ أَلِفَا
وَشَفَى تِرْيَاقُهُ عِلَلًا == جَثَمَتْ فِي جَوْفِ مَن دَنِفَا
وَبَنَى لِلدِّينِ إِذْ عَظُمَتْ == فِتَنٌ تَغْتَالُهُ غُرَفَا
وَحَشَا أَبْوَابَهَا حَرَسًا == هِمَمًا يَحْمِينَهَا تَلَفَا
وَقَفَا فِي كُلِّ ذَا سَلَفًا == سَلَكُوا مِنْهَاجَ مَن سَلَفَا
نُخَبٌ مُخْتَارَةٌ نَجَلُوا == نُخَبًا مُخْتَارَةً سَلَفَا
فَهُمُ لَا أُبْعِدُوا سُرُجٌ == كَشَفَتْ عَن مُجْتَلٍ سُدُفَا
بِهِمُ يُهْدَى إِلَى سُبُلٍ == ذُلُلٍ مَا إِنْ حَوَتْ حَنَفَا
وُرِثَتْ عَنْ خَاتِمٍ وَقَفَتْ == بِلِوَاهُ الْأَوْلِيَا فَكَفَى
 غَنِيَتْ فِي كِنِّهِ رُحَمٌ == عَطَفَتْ مِن رَّبِّنَا تُحَف
ثالثا : القصيدة الثالثة و هي التي تتشكل من قراءة بدايات الأشطار الأخيرة من القصيدة الكاملية المرجعية المبيَنة بين قوسين كذلك و هي من بحر البسيط :
أَيَّامَ يُرْوِي الظِّمَا بحْرٌ بِهِ جَثَمُوا== تَعْجِيلُ إبْرَازِهَا لَمْ يَحْكِهِ نِعَمُ
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ هَل لَّا يَنقَضِي أَجَلٌ == أَوْ يَنقَضِي قَبْلَ أنْ يَقْضِي بِهَا الْحَكَمُ
لَوْ حُمَّ فِي الْحَالِ مَا نَرْجُوهُ مِنْ أَرَبٍ ==مَا هَالَ أَرْوَاحَنَا أَن شَالَتِ الْقَدَمُ
بَل لَّوْ رَمَتْ نظَرًا فِي قُطْرِنَا حَدَبًا ==أَلْحَاظُ مَن سَعِدَتْ مِن لَحْظِهِ أُمَمُ
لَانشَقَّ فِي الْحِينِ مِنْ مَحْجُوبِنَا حُجُبٌ== حِيكَتْ ولَانسَدَّ مِن مَّعْلُولِنَا ثُلَمُ
إنَّا وَإِنْ عَظُمَتْ زَلَّاتُنَا فَلَنَا == بِالْحُبِّ فِي اللهِ مِن تِلْقَائِهِ ذِمَمُ
نَدْعُوكَ يَا رَبِّ يَا اللهُ يَا صَمَدٌ == إن قَال كُن كَانَ مَا يَقْضِي وَمَا يَسِمُ
أن تُؤْتِيَ النُّجْحَ مِنْ حَاجَاتِنَا وَطَرًا == أَنفَاسُ رَاجِيهِ مِن فِقْدَانِهِ غُمَمُ
بِمَنْ هُمُ سَبَقُوا فِي الْمَجْدِ إِذْ مَلَكُوا == بِالْفَرْضِ مِيرَاثَ مَن مِيرَاثُهُ حِكَمُ
 لَا زَالَ مِن صَلَواتِ الْبَرِّ يَعْمَدُهُ == فِي جَمْعِ أَصْحَابِهِ مُنْهَلَّةً دِيَمُ.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..