سهرة علمية و روحانية مع شيخنا الشيخ بن حمَّ..
سهرة علمية و روحانية حافلة جمعتني البارحة حتى أوشكنا أن يدركنا الصبح في حاضرة " أغورس السلام" 40 كلم على طريق الأمل مع شيخنا الشيخ بن حمَّ أبادر فأقيِّد بعض ما علِق منها في ذاكرتي من فوائد:
ـ لازم الشيخ شيخه مدير محظرة ابير التورس آنذاك العلامة محمد عالِ بن محنض طوال السنوات الثلاث الأخيرة من عمره زادت بشهور كانت يحضر جميع الدروس و لكنه قرأ منفردا " نظم عبيد ربه " للآجرومية في النحو و وشرح ابن بري لمنظومة "الدرر اللوامع" في مقرأ الإمام نافع وثلاثة أرباع ألفية ابن مالك مع حفظ المتن و الشرح عن ظهر قلب.
ـ كان العلامة محمد عالِ عالما موسوعيا منفتحا للنقاش و البحث.قال الشيخ كنا ذات ليلة مع شيخنا كراي بن أحمد يوره قبل وفاته بفترة وجيزة فسأله الشيخ علي الرضا عن أعلم من عرف من العلماء فرد بداهة :"ما رأيت أعلمَ من محمد عالِ و لا أدقَّ منه حفظا للنصوص ولا أسرع استحضارا لها عند الحاجة و لا أكثر موسوعية !"
ـ قال الشيخ بن حم سأل طالب يوما حديث عهد بالمحظرة شيخَنا محمد عالِ هل لديه معرفة بالشعر الحساني فقال:أعرف منه خمسة عشر بحرا قد اندثرت كلها و سمَّى بعضها. قال له الطالب الوافد و هل تقرض الشعر الحسانيَّ؟ قال:نعم.فاستنشده منه فأنشد نماذج كلُّها في التوحيد منها هذا الكاف في "امريميده":
يالظَّايْكْ اتبيعْ الشهْوَ == لِمرارْ الموتْ ادَّاوَ
أ لا تيت تخلكْ لك سَهْوَ == عنْ ذِي اشديدِتْ لِعْداوَ.
ـ قال الشيخ بن حمَّ كذلك: ما رأيتُ أدقَّ منه تعبيرا في إقرائه النص أي نص! فعلى سبيل المثال يشرح عبارة "أجدَّكَ"
بالعبارة الحسانية "ألاَّ حكْ عندكْ ؟ " و يشرح الدل و الدلال بعبارة "حَكْ لِغْلَ" إلى غير ذلك ..
و على هامش السهرة سألت الشيخ بن حمَّ عن أين يقع" يطيون" أو اجدرْ" لخظر"حيث يوجد قبر الشريف سيدي محمد الصعيدي فقال إنه يقع على بعد 41 كلم جنوب شرق قرية "ابَّير التَّورس". قلت في نفسي:كادت الغلبة أن تكون لأخينا الشريف الباحث المعلوم لمرابط!
و على هامش السهرة كذلك حدثنا أحد الطلاب بقصة مفادها أن العالم الجليل نافع بن حبيب بن الزايد نزل ضيفا في قرية " المشكور" عند أهل القاضي ابينْ بن ببانه في غيابه فبالغوا في إكرامه فقال في ذلك:
يا قاضيَ العصر لا عاداك مقدور == لا تنْسَ دارك مهما تُشكر الدور
لا تبتغي لِسوى "المشكور" مُرتحلا == إن الثواءَ لدى " المشكور" مشكور
استقطب ذكر الصالحين جزءًا كبيرا من سهرتنا و لكن حسن خلق الشيخ كان السائد من بداية الجلسة بعيُدَ صلاة العشاء حين افتتاحها بقراءة بحث حول الشيخ عبد العليم الفيومي المتوفى سنة 1214 ه شيخ الشريف الصعيدي و إلى ساعة توديعنا قبيل صلاة الصبح لدى المدخل.
فائدة: أخبرني الشيخ بن حمَّ راويا عن محمد الأمين بن عابدين أن الصعيدي انتصب للتدريس في حي أهل باكللَّ سنة كاملة ابتدأ بها مُقامه في هذه الربوع.عندها تذكرت قول ابن بونه:"لا أعرف عن الصعيدي إلاَّ براعته في العلم"!
ـ لازم الشيخ شيخه مدير محظرة ابير التورس آنذاك العلامة محمد عالِ بن محنض طوال السنوات الثلاث الأخيرة من عمره زادت بشهور كانت يحضر جميع الدروس و لكنه قرأ منفردا " نظم عبيد ربه " للآجرومية في النحو و وشرح ابن بري لمنظومة "الدرر اللوامع" في مقرأ الإمام نافع وثلاثة أرباع ألفية ابن مالك مع حفظ المتن و الشرح عن ظهر قلب.
ـ كان العلامة محمد عالِ عالما موسوعيا منفتحا للنقاش و البحث.قال الشيخ كنا ذات ليلة مع شيخنا كراي بن أحمد يوره قبل وفاته بفترة وجيزة فسأله الشيخ علي الرضا عن أعلم من عرف من العلماء فرد بداهة :"ما رأيت أعلمَ من محمد عالِ و لا أدقَّ منه حفظا للنصوص ولا أسرع استحضارا لها عند الحاجة و لا أكثر موسوعية !"
ـ قال الشيخ بن حم سأل طالب يوما حديث عهد بالمحظرة شيخَنا محمد عالِ هل لديه معرفة بالشعر الحساني فقال:أعرف منه خمسة عشر بحرا قد اندثرت كلها و سمَّى بعضها. قال له الطالب الوافد و هل تقرض الشعر الحسانيَّ؟ قال:نعم.فاستنشده منه فأنشد نماذج كلُّها في التوحيد منها هذا الكاف في "امريميده":
يالظَّايْكْ اتبيعْ الشهْوَ == لِمرارْ الموتْ ادَّاوَ
أ لا تيت تخلكْ لك سَهْوَ == عنْ ذِي اشديدِتْ لِعْداوَ.
ـ قال الشيخ بن حمَّ كذلك: ما رأيتُ أدقَّ منه تعبيرا في إقرائه النص أي نص! فعلى سبيل المثال يشرح عبارة "أجدَّكَ"
بالعبارة الحسانية "ألاَّ حكْ عندكْ ؟ " و يشرح الدل و الدلال بعبارة "حَكْ لِغْلَ" إلى غير ذلك ..
و على هامش السهرة سألت الشيخ بن حمَّ عن أين يقع" يطيون" أو اجدرْ" لخظر"حيث يوجد قبر الشريف سيدي محمد الصعيدي فقال إنه يقع على بعد 41 كلم جنوب شرق قرية "ابَّير التَّورس". قلت في نفسي:كادت الغلبة أن تكون لأخينا الشريف الباحث المعلوم لمرابط!
و على هامش السهرة كذلك حدثنا أحد الطلاب بقصة مفادها أن العالم الجليل نافع بن حبيب بن الزايد نزل ضيفا في قرية " المشكور" عند أهل القاضي ابينْ بن ببانه في غيابه فبالغوا في إكرامه فقال في ذلك:
يا قاضيَ العصر لا عاداك مقدور == لا تنْسَ دارك مهما تُشكر الدور
لا تبتغي لِسوى "المشكور" مُرتحلا == إن الثواءَ لدى " المشكور" مشكور
استقطب ذكر الصالحين جزءًا كبيرا من سهرتنا و لكن حسن خلق الشيخ كان السائد من بداية الجلسة بعيُدَ صلاة العشاء حين افتتاحها بقراءة بحث حول الشيخ عبد العليم الفيومي المتوفى سنة 1214 ه شيخ الشريف الصعيدي و إلى ساعة توديعنا قبيل صلاة الصبح لدى المدخل.
فائدة: أخبرني الشيخ بن حمَّ راويا عن محمد الأمين بن عابدين أن الصعيدي انتصب للتدريس في حي أهل باكللَّ سنة كاملة ابتدأ بها مُقامه في هذه الربوع.عندها تذكرت قول ابن بونه:"لا أعرف عن الصعيدي إلاَّ براعته في العلم"!
Commentaires
Enregistrer un commentaire