شهادة في حق الشيخ محمد عبد الله بن بوداديه أو شريفِ سكَله..
شهادة في حق الشيخ محمد عبد الله بن بوداديه أو شريفِ سكَله..
طلب مني من لا تمكنني مخالفتُه و لا تسعني إلا مطاوعتُه الشيخ عبد المجيد ابن الشيخ محمد عبد الله بن بودادية التنواجيوي نسبا الحوضي منشأ الغيني دارا و هو خليفته الحالي حفظه الله و رعاه أن أُؤدي شهادة كنت سمعتها و وعيتُها فرويتها عن الصحفي أحمدو بن احْمَيِّدْ رحمه الله في حق شيخه أعني والده طيب الله ثراه.
كان الصحفي المرحوم أحمدو بن احميِّد المولود حوالي سنة 1929 و المتوفى بتاريخ 17 نوفمبر 19899 من المريدين المخلصين للشيخ محمد عبد الله بن بوداديه و لا يفتأ يذكره بخير.
و ما أكثر ما روى لي من أخباره النادرة و مآثره الباهرة إذ كان كما يصفه مثالا في الزهد و المجاهدة و الكرم و الإخلاص في السر و العلانية.
كانت حضرته ملاذا آمنا لجميع الموريتانيين الذين قادتهم الغربة إلى تلك البلاد النائية من أدغال افريقيا فيجدون لديه ما يفتقرون إليه من أنس و أمن و اطمئنان.ياوي ضعيفهم و يكرم ضيفهم و يداوي مريضهم و يقضي حاجاتهم و يربي منهم الأرواح و الأجسام .
كان للشيخ محمد عبد الله بن بوداديه أو شريف سكله كما يسمونه مكانة كبيرة عند أهل تلك البلاد لما شاهدوا من فضله و كراماته و لكن فضله على مُضَيِّفيه المحليين كان أكبر بكثير إذ علم المسلمين منهم مباديء الإسلام و أسلمتْ على يديه أجيالٌ كاملة من الوثنيين.
يقول الأستاذ أحمدو إنه أخبره أنه لقي الأمر من شيخه بالإستيطان في ذلك المكان الموحش عندما كان قلعة حصينة للسحرة و الوثنيين .و أنه في مبتدأ أمره ما أصبح يوما إلا و عريشه ممطور بوابل من الأسحار التي لا قبل له بها فيقيه الله شرها .
قال و ما كان للشيخ باعترافه علم بأي وفَق مرسوم أو سر مكتوم أو معلوم يبطل به عمل هؤلاء إلا ما هو مأثور من صريح الآية الأسنى و الأسماء الحسنى و صحيح الحديث و مأثور الدعاء و في ذلك لعمري كفاية أي كفاية!
و لا زال الشيخ يدعو الوثنيين و يعلم المبتدئين و يجتهد في تربية المريدين و يأوي الوافدين من جميع المسلمين الأقربين و الأبعدين إلى أن اكتملت عناصر الحاضرة الإسلامية الناشئة بتأسيس مسجد عامر و محظرة بعطاء باهر في حضرة ذات نور زاهر.
هنالك تناقل الركبان خبرَ الرجل و حضْرته و حاضِرته فأمه الناس من كل حدب و صوب منهم المُريد و المَريد يَردون و يصدرون و لكل منهمْ الظفر بأمنيته على وفق نيته و بقدر همَّتِهْ.
سمع الأستاذ أحمدو بن احميِّدْ عن ذلك الشريف الفاضل المقدم في الطريقة التيجانية بواسطة عن الشيخ عمر تال ما كثر عنه القول و تواترت عليه النقول و بهر العقول فسافر إلى قرية سكالى فحل بها عشية و قد ترسخ اعتقاده أكثر بما شاهده لدى الرجل من مشاهد ربانية خلال الفترة الوجيزة التي قضاها في ضيافته.
يقول الأستاذ احمدو ما إن وصلتُ حاضرة سكله عشيةً حتى فوجئتُ برسول من الشيخ يقول لي أجبْ الشيخ فامتثلتُ فوجدته في عريش متواضع على مقربة من المسجد فقال لي: منذ أن خطر ببالك أن تزورنا قبل ثلاثة أيام و نحن نترقب مجيئك باشتياق ! ثم استفاض في الحديث على قدر جهد الشيخ المسن المجاهد للنفس و الشيطان .
و ممّا حدَّثني به آنذاك أنْ قال: أنا لا أبرح هذا المنزل إلا إلى المسجد و لا أتناول من الغذاء إلا ما يُدِرُّه عليَّ ضرع شياه هي من تليد ممتلكاتي الخاصة أو ما أجنيه خالصا من حصاد هذا الحرث الذي أنا أول من أصلح أرضه و أشار بيده الشريفة إلى مساحة زراعية غير بعيدة من ذلك المكان.
ثم قال لا زلنا في الحديث حتى دخل عليه وثنيٌّ صرف في وجهه علامات مميزة فلقنه الشهادتيْن في مشهد مَهيب و لا زلنا كذلك حتى جاءه خادمه فأومأ إليه يقول: فلانٌ السلطان يرسل إليك هدية سنية من ضمنها تسع بقرات فما كان من الشيخ إلاَّ أن التفت إلى المسلم حديثِ العهد بالإسلام و قال له: هذا رزقٌ ساقه الله إليك!
ثم قال: و في نهاية الحديث ناولني الشيخ كتاب جواهر المعاني وقال إقرأه وفقا للميزان الذي وضعه شيخُنا الشيخ سيدي احمد التيجاني وهو قوله المشهور: " زنوه بميزان الشرع فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه"! قال : فطالعت الكتاب وعدت إليه ببعض الاستفسارات فرد عليها و لقنني الورد التجاني بأذكاره المعروفة.
يقول احمدو : نشأتْ بيْني و بين الشيخ ألفة عجيبةٌ تضافرتْ على تعزيزها عوامل عديدة منها صلة المشيَخة و أواصر القربى و الإشتراك في الغربة . حدثني مرة عن حياته الأسرية الخاصة و كان قد تزوج سيدة فاضلة من أهل تلك البلاد فأنجبت له أولاده المعروفين.
قال الأستاذ أحمدو إن الشيخ قال له مرة بعطف أبويٍّ ظاهر: عجبتُ لهؤلاء الأبناء ذوي التوجهات المختلفة و أعجب أكثر لمن منهم جمحت به النفس إلى جمع المال و الإستزادة منه!
و يروي الأستاذ أحمدو بن احميِّدْ رحمه الله عن شيخه ذلك من العبادة و الإستقامة و ثمرتها ما يبهر العقول.
و من ذلك قوله: كثيرا ما أكون جالسا معه في كامل بشريته حتى أفاجأ به و كأن جسمه يتلاشى فيغيب كالمُنقطِع عن الحياة و ينهمر منه العرق حتى تبتل ملابسه ثم يستعيد بشريته بتدرُّج فإذا بخادمه الخاص يتدخل عَفويا فيستبدل تلك الملابس حتى ليعصرها عصرا ثم يستأف الشيخ معي الحديث فيذكر لي من عجائب ما شاهده أو من شاهده أثناء ذلك الحال الرباني الغريب الدال على رسوخ قدمه و عُلُوِّ مَقامه!
و في معرض مغادرته حضرة الشيخ يقول الأستاذ أحمدو:جئته للوداع فعطف علي و ألح في أن أقيم معه لتدريس أبنائه مبادئ الدين و اللغة العربية فاعتذرت و قبل الاعتذار.
أما أبناء الشيخ المعنيون آنفا فهم الأطر و السادة المعروفون لديكم اليوم: النائب محمد عالي شريف و إخوته الفضلاء الأكارم و منهم الشيخ الخليفة عبد المجيد حفظه الله و رعاه. !
ولد الشيخ محمد عبد آلله بن بودادية سنة 1890 م في الحوض الشرقي و توفي سنة 1957م في مدينة سكله و بها دفن قرب مسجده على بعد مئات الأميال من العاصمة الغينية كونكري.
رحمه الله فقد كان من أبرز سفرائنا المعتمَدين المبلِّغين الأمانةَ ، الحاملين الرسالةَ ، الرافعين رايةَ الدعوة خفَّاقة في السماء كما استلموها أول مرة بيْضاءَ ناصعةً من أيدي الفاتحين من الرعيل الأوَّل من المجاهدين بالسيف و القلم المنطلقين من ثغرهم الحَصين و مأمنهم المكين في أرض المنارة و الرباط.
كان الصحفي المرحوم أحمدو بن احميِّد المولود حوالي سنة 1929 و المتوفى بتاريخ 17 نوفمبر 19899 من المريدين المخلصين للشيخ محمد عبد الله بن بوداديه و لا يفتأ يذكره بخير.
و ما أكثر ما روى لي من أخباره النادرة و مآثره الباهرة إذ كان كما يصفه مثالا في الزهد و المجاهدة و الكرم و الإخلاص في السر و العلانية.
كانت حضرته ملاذا آمنا لجميع الموريتانيين الذين قادتهم الغربة إلى تلك البلاد النائية من أدغال افريقيا فيجدون لديه ما يفتقرون إليه من أنس و أمن و اطمئنان.ياوي ضعيفهم و يكرم ضيفهم و يداوي مريضهم و يقضي حاجاتهم و يربي منهم الأرواح و الأجسام .
كان للشيخ محمد عبد الله بن بوداديه أو شريف سكله كما يسمونه مكانة كبيرة عند أهل تلك البلاد لما شاهدوا من فضله و كراماته و لكن فضله على مُضَيِّفيه المحليين كان أكبر بكثير إذ علم المسلمين منهم مباديء الإسلام و أسلمتْ على يديه أجيالٌ كاملة من الوثنيين.
يقول الأستاذ أحمدو إنه أخبره أنه لقي الأمر من شيخه بالإستيطان في ذلك المكان الموحش عندما كان قلعة حصينة للسحرة و الوثنيين .و أنه في مبتدأ أمره ما أصبح يوما إلا و عريشه ممطور بوابل من الأسحار التي لا قبل له بها فيقيه الله شرها .
قال و ما كان للشيخ باعترافه علم بأي وفَق مرسوم أو سر مكتوم أو معلوم يبطل به عمل هؤلاء إلا ما هو مأثور من صريح الآية الأسنى و الأسماء الحسنى و صحيح الحديث و مأثور الدعاء و في ذلك لعمري كفاية أي كفاية!
و لا زال الشيخ يدعو الوثنيين و يعلم المبتدئين و يجتهد في تربية المريدين و يأوي الوافدين من جميع المسلمين الأقربين و الأبعدين إلى أن اكتملت عناصر الحاضرة الإسلامية الناشئة بتأسيس مسجد عامر و محظرة بعطاء باهر في حضرة ذات نور زاهر.
هنالك تناقل الركبان خبرَ الرجل و حضْرته و حاضِرته فأمه الناس من كل حدب و صوب منهم المُريد و المَريد يَردون و يصدرون و لكل منهمْ الظفر بأمنيته على وفق نيته و بقدر همَّتِهْ.
سمع الأستاذ أحمدو بن احميِّدْ عن ذلك الشريف الفاضل المقدم في الطريقة التيجانية بواسطة عن الشيخ عمر تال ما كثر عنه القول و تواترت عليه النقول و بهر العقول فسافر إلى قرية سكالى فحل بها عشية و قد ترسخ اعتقاده أكثر بما شاهده لدى الرجل من مشاهد ربانية خلال الفترة الوجيزة التي قضاها في ضيافته.
يقول الأستاذ احمدو ما إن وصلتُ حاضرة سكله عشيةً حتى فوجئتُ برسول من الشيخ يقول لي أجبْ الشيخ فامتثلتُ فوجدته في عريش متواضع على مقربة من المسجد فقال لي: منذ أن خطر ببالك أن تزورنا قبل ثلاثة أيام و نحن نترقب مجيئك باشتياق ! ثم استفاض في الحديث على قدر جهد الشيخ المسن المجاهد للنفس و الشيطان .
و ممّا حدَّثني به آنذاك أنْ قال: أنا لا أبرح هذا المنزل إلا إلى المسجد و لا أتناول من الغذاء إلا ما يُدِرُّه عليَّ ضرع شياه هي من تليد ممتلكاتي الخاصة أو ما أجنيه خالصا من حصاد هذا الحرث الذي أنا أول من أصلح أرضه و أشار بيده الشريفة إلى مساحة زراعية غير بعيدة من ذلك المكان.
ثم قال لا زلنا في الحديث حتى دخل عليه وثنيٌّ صرف في وجهه علامات مميزة فلقنه الشهادتيْن في مشهد مَهيب و لا زلنا كذلك حتى جاءه خادمه فأومأ إليه يقول: فلانٌ السلطان يرسل إليك هدية سنية من ضمنها تسع بقرات فما كان من الشيخ إلاَّ أن التفت إلى المسلم حديثِ العهد بالإسلام و قال له: هذا رزقٌ ساقه الله إليك!
ثم قال: و في نهاية الحديث ناولني الشيخ كتاب جواهر المعاني وقال إقرأه وفقا للميزان الذي وضعه شيخُنا الشيخ سيدي احمد التيجاني وهو قوله المشهور: " زنوه بميزان الشرع فما وافق فخذوه وما خالف فاتركوه"! قال : فطالعت الكتاب وعدت إليه ببعض الاستفسارات فرد عليها و لقنني الورد التجاني بأذكاره المعروفة.
يقول احمدو : نشأتْ بيْني و بين الشيخ ألفة عجيبةٌ تضافرتْ على تعزيزها عوامل عديدة منها صلة المشيَخة و أواصر القربى و الإشتراك في الغربة . حدثني مرة عن حياته الأسرية الخاصة و كان قد تزوج سيدة فاضلة من أهل تلك البلاد فأنجبت له أولاده المعروفين.
قال الأستاذ أحمدو إن الشيخ قال له مرة بعطف أبويٍّ ظاهر: عجبتُ لهؤلاء الأبناء ذوي التوجهات المختلفة و أعجب أكثر لمن منهم جمحت به النفس إلى جمع المال و الإستزادة منه!
و يروي الأستاذ أحمدو بن احميِّدْ رحمه الله عن شيخه ذلك من العبادة و الإستقامة و ثمرتها ما يبهر العقول.
و من ذلك قوله: كثيرا ما أكون جالسا معه في كامل بشريته حتى أفاجأ به و كأن جسمه يتلاشى فيغيب كالمُنقطِع عن الحياة و ينهمر منه العرق حتى تبتل ملابسه ثم يستعيد بشريته بتدرُّج فإذا بخادمه الخاص يتدخل عَفويا فيستبدل تلك الملابس حتى ليعصرها عصرا ثم يستأف الشيخ معي الحديث فيذكر لي من عجائب ما شاهده أو من شاهده أثناء ذلك الحال الرباني الغريب الدال على رسوخ قدمه و عُلُوِّ مَقامه!
و في معرض مغادرته حضرة الشيخ يقول الأستاذ أحمدو:جئته للوداع فعطف علي و ألح في أن أقيم معه لتدريس أبنائه مبادئ الدين و اللغة العربية فاعتذرت و قبل الاعتذار.
أما أبناء الشيخ المعنيون آنفا فهم الأطر و السادة المعروفون لديكم اليوم: النائب محمد عالي شريف و إخوته الفضلاء الأكارم و منهم الشيخ الخليفة عبد المجيد حفظه الله و رعاه. !
ولد الشيخ محمد عبد آلله بن بودادية سنة 1890 م في الحوض الشرقي و توفي سنة 1957م في مدينة سكله و بها دفن قرب مسجده على بعد مئات الأميال من العاصمة الغينية كونكري.
رحمه الله فقد كان من أبرز سفرائنا المعتمَدين المبلِّغين الأمانةَ ، الحاملين الرسالةَ ، الرافعين رايةَ الدعوة خفَّاقة في السماء كما استلموها أول مرة بيْضاءَ ناصعةً من أيدي الفاتحين من الرعيل الأوَّل من المجاهدين بالسيف و القلم المنطلقين من ثغرهم الحَصين و مأمنهم المكين في أرض المنارة و الرباط.
Commentaires
Enregistrer un commentaire