من ديوان الشعر الفصيح : زيارة القطب احمد بزيد..
هذه القصيدة أنشأتُها عساها تكون مساهمة متواضعة في الجهود المبذولة منذ بعض الوقت من أجل إعادة تأهيل موقع ” تمغرْتْ” لأهلنا أهل باركلل حيث يوجد قبر القطب أحمد بزيد .
إنَّ قوما بالخير و البركات == حين تأتي تأتي بوقْتٍ مؤَاتِ
إِيهِ ” تَمْغَرْتُ ” حدِّثينا حديثا == ذا شجون يفوح بالرحَمَاتِ
لكِ “بئْرُ السبيل” تُهدي سلاما == عجزتْ عن توصيله كلماتي
كلماتٌ تضيق عن حمْل ما في == طَيِّ ذاكَ السَّلامِ مِنْ مَعْنَاةِ
كلُّ معنًى عن حَصْره قد تسَامَى == في فَضَاءٍ عالٍ عن الحَصْر نَاتِ
قلتُ مَهْلاً فَلِلْمَعَانِي نَفاذٌ == بإشاراتٍ للحِجَا نافذات
نَيِّرَاتٍ فاقتْ أَدَا أدواتٍ == كمِدَادٍ ومُهْرَقٍ و دَوَاةِ
فهْي للوُدِّ إِنْ أتى من قلوب == قَدْ رَوَتْهُ عينُ الثقات الرُّوَاةِ
بالإشارات أفصَحَ القلبُ عمَّا == قد خَفَى مِنْ معنًى عَصيٍّ و عَاتِ
فالمعانِي لدى الإشارات ليستْ == لِمُرُورٍ تحتاج للشَّاراتِ
نُسرع الخطوَ لِلِّقَا بكُمُ إذْ == قد تلاقتْ أرواحُنا في أنَاةِ
أنتِ مأوى ذَوِي القَرابَة منَّا == أنتِ مَثْوًى للخير و البركات
بارك الله فيكِ فيكِ تجلَّتْ == بركات الأحياء و الأموات
كم لنا من مُرابط فيكِ قدما == في رباط به وثيق الصِّلات
جاء سعدٌ لنا بطالع سعد == ربَّ سعد بالخير و اليمن يأتي
كم مجيءٍ في ظاهر و خَفَاءٍ == قد روينا عن الرواة الثقات
فيهِ سعد بالخير يغمر أَهلا == لم يكونوا فيهِ على ميقات
ما على هؤلاَ مَلامٌ إذا ما == قابَلوهُ بالبشر و البسَماتِ
أنتمُ السادة الكرام بركب == نحن فيه من الحُدَاةِ الرُّعاة
أنتم اليُمن و اليَمين لدينا == أَينما قد حَلَلْتُمُ من جِهَاتِ
كم عمرتم من مسجد و قلوب == و عمرتمْ في أرضنا من مَوَات
كم أمرتم في الشرع كم قد نهيتم == كم حويتم من قادة و قضاة
كم قضيْتُمْ بمحكم النص عدلا == كم قضيتم للناس من حاجات
باركَ الله ” باركَ الله فيهِ ” == ملجأُ الخمس كاشفُ الأزَمَاتِ
فإذا ما ادْلَهَمَّ للخمس أمرٌ == أنتمُ النُّورُ في دُجَى الظُّلُمَاتِ
قد بَنَى” بَارِكَللَّ ” للخمس مجدا== بل مآتِ الآلافِ لا العَشَرَاتِ
إذ بناهُ لأهل ذا القطر طُرًّا == فسَمَوْا في شواهق الشُّرُفَاتِ
كيف حصرُ الوليِّ ذي النور حصْرا == و هْو مِصْبَاحٌ ضاءَ في مِشكاة
قد بَنَى الْمَجْدَ فوق أُسٍّ قويمٍ == رَاسِخٍ شَيَّدَتْهُ شُمُّ البُنَاةِ
و على ما بَنَى بَنَى ذو أداءٍ == مُخلص من أبنائه و البنات
و قضى في ” تَمْغَرْتَ ” أيضا بنوهُ == فائتا لو قد فاتهم من فواتِ
ساسةٌ سادة هداة حماة == من كرام السادات و السيِّدات
و ثنيْتُ الثَّنا فما لسواكمْ == حَصْرُ ما الأرضُ قد حوتْ من حَصاة !
أَحمدٌ يا ” أحمدْ بزيْدُ ” فَزَيْدًا == من عطايا من ربِّنا مرسلاتِ
يغمر القلب نورُها يزدهي من== نفحات من فوْحها عَطِرات
أرتجيها من الإله بقدر == لك عند الإله ذي النفحات
بامتثال لأمره و اتِّباعٍ == لاَ ابْتِدَاعٍ سموتَ في الدرجات
فمرامي بجاهكم زاد تقوًى== إنني ذو بضاعة مُزجاة
و أمانٌ به يُسَرُّ صديقٌ == و أمانٌ ممَّا يَسُرُّ عِدَاتي
فكأنِّي بحضرة أنتَ فيها== معْ حضور غابوا عن الكائنات
غُيِّبوا في ذات الإله فهاموا == من رحيق يُسقون في سكَرات
و تدير الكاساتِ بينهمُ إذْ == بيمينٍ مَجْرَى ذهِ الكاسات
فلهمْ من راحٍ براحكَ راحٌ == فارْتَوَوْا من ذاكَ المَعينِ الفُرَاتِ
عرفوا الله إذ لهم غيبةٌ في == ذاته أو أسمائه و الصفات
و لهم من شهودهم عَبرةٌ لو== كان يُجدي التعبير بالعبَرَاتِ
ذاك قطبٌ أبدى به الله آيا == مُحكماتٍ من آيِهِ البيِّناتِ
ذاك جدِّي فمَنْ يَجيءُ بجَدٍّ== نِدِّهِ أو شَبِيهِهِ قلتُ: هَاتِ
و صلاة على المشفَّع طه == و سلام من باريء النَّسَمَاتِ
لهما بالقبر الشريف قرار == و اتصال بذي عُرى موصلات
بقلوب الأحياء ذات اتصال == و قبور الأموات بعد الممات
Commentaires
Enregistrer un commentaire