حكمةٌ من غيرِ حكيمْ..

حكمةٌ من غيرِ حكيمْ..
مَنْ يلتزمْ بآية الكرسيِّ == بعد صلاة العصر في العَشيِّ
سبْعة عشْر مرَّةً و مرَّهْ == قبل منامه رأى ما سرَّهْ
إذْ قد حوتْ مِنْ ٱسْمِهِ عَزَّ و جَلْ == سبْعَةَ عَشْرةً عليها العدُّ دَلْ
من ظاهرٍ أو من ضميرٍ فيه سِرْ == مُتَّصلٍ ، مُنْفَصلٍ أو مُستترْ
ذي حكمةٌ لِكُلِّ ذِي قَلْبٍ سَلِيمْ == لاَ ضَيْرَ أَنْ تُؤْخَذَ مِنْ غَيْرِ حَكِيمْ
أما فضل الإلتزام بقراءة آية الكُرْسيِّ سبعة عشر مرة بعد صلاة العصر و واحدة عند المنام فلعلِّي صادفتُها منذ القِدَمِ في بعض آثار الشيخ التراد بن العبَّاس ، و أما أنَّ آية الكرسيّ تحتوي على سبعة عشر اسمًا من أسماء الجلالة ما بين اسم ظاهر أو ضمير متَّصلٍ أو منفصلٍ أو مستترٍ ، فقد أفادني بها بعد ذلك أستاذنا الدكتور محمد المختار بن ابَّاه "بَابَ" علَمًا في نهاية السبعينات ضمن حديث شيِّق مفيد أخذ فيه من كل فنٍّ بطرف أثناء رحلة جوية بين الدار البيضاء و دكار.
و بالمناسبة فقد بهرني منه في تلك الرحلة أمران :أولهما عنايتُه الفائقة بأحد الركاب المسنين العائد كما يتضح من حاله من رحلة استشفائية في المغرب و يبدو على وجهه وسمُ خير و هو ذو إعاقة بادية يعكسها تعذُّر في الكلام و صعوبة في الحركة و لا زال الأستاذ محمد المختار يُحيطه بالعناية في مختلف مراحل التسجيل و الصعود مع سلم الطائرة ثم الجلوس بهدوء على المقعد المخصص له حتَّى خُيِّل إليَّ أنه مرافقه الوحيد و أنه أقرب القرباء إليه. فلما أخذ مكانه إلى جانبي بادرني بالقول:ذلك سيدي محمد الديِّين وزير الداخلية في عهد المختار ولد داداه مطلع الستينات!
و أما المسألة الثانية فهي أنه كان يجلس إلى جانبه الآخر راكب قدم له نفسه على أنه مسؤول موريتاني في قطاع الرياضة عائد في ما يبدو من مهمة رسمية دولية..و فوجئتُ به يخوض معه بإسهاب مُنقطع النظير في مجال كرة القدم الوطنية و الدولية بأدق تفاصيلها فيذكر كبار الأندية و مشاهير اللاعبين و ربما عرَّج إلى ما يتميَّز به البعض من تقنيات عالية خوَّلته التفوق و أكسبته الشهرة.و لا يزال كذلك حتى خُيِّل إليَّ أنها مجال اختصاصه الأول ثم تنبهتُ إلى أنه كان قد شغل منصب وزير الشباب و الرياضة في أول حكومة يشكلها الرئيس الأسبق المختار ولد داداه.
و أذكر أنه خلال جلستنا الهوائية تلك، كتب عندي طلعتْ " عَصْرْ الهولُ " المشهورة و التي يَنسبها البعض لبعضهم تارةً إلى أحمدُّ بمبَ ولد أحمد بن الأمين و تارةً إلى أبْنُ ولد الأمين و هي هذه :
عاكِبْ كنَّ شبَّانْ مُرْدْ == بكْففنْ مدهوناتْ كِردْ
و ابسنَّين زينين سَدْ == ماهِ شكوَ للبارِ
عدنَ و احمدنَ ذاكْ بَعْدْ == للَّهْ الحمد الجارِ
الحَيَانَ بُويْخْ طلْ == أُ شيْبْ انواظرنَ وارِ
و ابلدْ لكْفِفِ عادْ الصْطَلْ == أُبَلْ السنَّيْنْ ٱفْرَارِ!
و عبارة " بُوَيْخْ طَلْ " باللَّهجية الولفية تعني ناصعةُ البياض.و القوم كلهم أو جلهم كانوا من رواد مدينة اندر عاصمتنا المشتركة آنذاك مع السنغال.
رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...