من ديوان الشعر الفصيح : ما سامعٌ في وصفه كَالرَّائِي...
:24.10.2017
ما سامعٌ في وصفه كَالرَّائِي == يَصِفُ النَّبِيَّ بِأُفْقِهِ الْمُتَرَائِي
مثلُ "الْبَرَاءِ" يقولُ في تمثيلِهِ == لمَّا رآه بِأُمِّ عَيْنِ الرَّائِي
ما إن رأيتُ بمُقلتي كجماله == ذَا لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءِ
لا بالقصيرِ و لا الطويل و شَعْرُهُ == لِمَنَاكِبٍ ضَرْبٌ لَهُ لِوَرَاءِ
و بَعِيدُ بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ كَمَا أَتَى == برِوَايَةٍ قَدْ أُسْنِدَتْ لِبَرَاءِ
كَمْ مِنْ مَآثِرَ قدْ رَوَاهَا صَحْبُهُ == أَوْ سِيرَةٍ فِي حُلَّةٍ سِيَرَاءِ
أَجْرَى الإلهُ وِدادَهُ بقلوبهمْ == من قبْلِ ما آوَى لِغَارِ حِرَاءِ
مِنْ "عَازِبٍ" مَا عَازِبٌ عَنْهُ مَدَى == مَا قَدْ جَرَى مِنْ مُحْكَمِ الإِجْرَاءِ
خَبَرَ النَّبيَّ صِحابُهُ فاعْدُدْهُمُ == في شأنه هُمْ خِيرَةُ الْخُبَرَاءِ
باعُوا لربهمُ الغداةَ نفوسَهُمُ == فزكتْ نفوسٌ منهمُ بشراء
بَاعُوا نُفُوسَهُمُ لَهُ بِجِنَانِهِ == بَاتُو لِقَاءَ الأَجْرِ كَالأُجَرَاءِ
في صفقة عُلْوِيةٍ مذْ أُبرمتْ == منها الْبَريَّةُ لم تكن بِبَرَاءِ
كمْ ثغرةً سدُّو لدَى ثَغْرٍ لهُمْ == كَمْ مِنْ خَفِيرٍ بَاتَ فِي ٱلْخُفَرَاءِ
سَعِدُوا بِهِ لكنَّمَا لِجَهَالَةٍ == شَقِيَ الْعِدَاةُ بِهِ من الضرَّاء
ما ضرَّه جهلٌ به إلاَّ كما = قد ضرَّ جهلُ المَرْءِ بالطُّغْرَائِي
أغْرَوْا كما قد حذَّروا خيرَ الورى == بغرائب التحذير و الإغراء
نبذ الذي أغروْا به أو حذَّروا == من خيرهمْ أو شرِّهمْ بعَرَاءِ
يسموا بحِلْمٍ كلَّما آذَوْهُ إذْ == ما هُمْ لَهُ في الحِلْمِ بِالنُّظَرَاءِ
كم مِنْ رَفِيعٍ مِنْ قُريْشٍ حطَّهُ == مَا قدْ أَتَى مِنْ فَعْلةٍ نَكْرَاءِ
لاَ فَضْلَ فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ بِالتُّقَى == لاَ اللَّوْنِ لاَ الأَحْسَابِ لاَ بِثَرَاءِ
هذا بلالُ وذَا صُهَيْبُ و ذاك سل== مَانٌ فهمْ مِنْ نُخْبَةِ الكُبَراءِ
كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ ترى عن حصرها == عجْزا لدَى الكتَّابِ و الشُّعَرَاءِ
إذْ ما وفوه حقه بمَقَالَةٍ == بكْرٍ وَ لاَ بقصيدةٍ عَذْرَاءِ
لمْ يَبلُغُوا إذْ بَالَغُوا مِقْدَارَ مَا == قَدْ ضَمَّهُ مِنْ مُوجِبِ الإِطْرَاءِ
فَبِهِ كَمَالُ الدِّينِ بِالإِسْلاَمِ إذْ == قَدْ جَاءَنَا بِشَريعَةٍ غَرَّاءِ
دِينٌ بِهِ إِثْلاَجُ صَدْرٍ بَرْدُهُ == يَسْرِي لَدَى كَبِدٍ لَنَا حَرَّاءِ
ما حازه في الحكم لمْ يظفرْ به == مَلِكٌ و لا أحدٌ مِنَ الأُمَرَاءِ
كسرى بَدَا منهُ انكسارُ حضارةٍ == عن مثل ما قد صار في الصَّحْرَاءِ
و لَقيْصَرٌ تقْصِيرُهُ عن شأْوِهِ == بادٍ فما يحتاجُ لاستقراء
بيْنا ذِهِ الأعرابُ في صحْرائِهِا == في نظْرةٍ لمَصيرها زَوْرَاءِ
يَهْوُونَ في دَرَكِ الحَضِيضِ لشِرْكِهِمْ == و نفوسُهُمْ عَهِدتْهُ باستِمْراء
إذْ جاءَهمْ وحْيُ السَّمَا فَسَمَا بِهِمْ == لمدارج التَّرتيلِ و الإقراءِ
و الأمْنِ و الإيمان فِي مِنْهَاجِهمْ == في بيْعِهِمْ و شِرائهِمْ و كِرَاءِ
إنِّي حَلَفْتُ و مَا أَرَانِي حَانِثًا == إذْ مَا أنَا فِي وَصْفِهِ بِمُرَاءِ
أنْ مَا عَلاَ ظَهْرَ الْمَطِيِّ كَخَلْقِهِ == أوْ خُلْقِهِ مَاشٍ عَلَى الْغَبْراءِ
يا سيِّدي يا قدوتي ووسيلتي == للهِ فِي الضَّرَّاءِ و السَّرَّاءِ
يَا مَنْ يَحِلُّ شِغَافَ قلبِي ثاويًا == و ثَواؤهُ فِي القُبَّةْ الخضراء
بكَ أسألُ المُعْطِي عَطاءً إنَّنِي == لعَطائه حَقًّا مِنَ الفُقَرَاءِ
كَمْ مِنْ ذنُوبٍ جئتُهَا يَا خَيْبَتِي == إنْ ذِمَّتِي بَقيَتْ بِلاَ ٱسْتِبْرَاءِ
قد قلتُ لمَّا مُهجتي قد فاتها == رأْيًا أتي من جملة الآراء
فبِجَاهِهِ أَرْجُو لِقَاهُ دَائِمًا == يَقِظّا ولُقْيَا دَائِمًا بِمَرَاءِ
و شفاعةً يوم اللقاء بجاهه == إذْ ما شفاعتُه لنا بِمِرَاءِ
و بِآلِهِ مِنْ كُلِّ بَدْرٍ مِنْهُمُ == أَوْ زَهْرةٍ تُنْمَى إِلَى الزَّهْرَاءِ
و بِصَحْبهِ مِنْ أَنْجُمٍ زُهْرٍ فَهُمْ == عنْهُ بِحُكْمِ الشَّرْعِ كالسُّفَرَاءِ
صلَّى عليه وآلِه و صِحابِهِ == ربٌّ حَبَاه بِليْلةِ الإسْرَاء
مثلُ "الْبَرَاءِ" يقولُ في تمثيلِهِ == لمَّا رآه بِأُمِّ عَيْنِ الرَّائِي
ما إن رأيتُ بمُقلتي كجماله == ذَا لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءِ
لا بالقصيرِ و لا الطويل و شَعْرُهُ == لِمَنَاكِبٍ ضَرْبٌ لَهُ لِوَرَاءِ
و بَعِيدُ بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ كَمَا أَتَى == برِوَايَةٍ قَدْ أُسْنِدَتْ لِبَرَاءِ
كَمْ مِنْ مَآثِرَ قدْ رَوَاهَا صَحْبُهُ == أَوْ سِيرَةٍ فِي حُلَّةٍ سِيَرَاءِ
أَجْرَى الإلهُ وِدادَهُ بقلوبهمْ == من قبْلِ ما آوَى لِغَارِ حِرَاءِ
مِنْ "عَازِبٍ" مَا عَازِبٌ عَنْهُ مَدَى == مَا قَدْ جَرَى مِنْ مُحْكَمِ الإِجْرَاءِ
خَبَرَ النَّبيَّ صِحابُهُ فاعْدُدْهُمُ == في شأنه هُمْ خِيرَةُ الْخُبَرَاءِ
باعُوا لربهمُ الغداةَ نفوسَهُمُ == فزكتْ نفوسٌ منهمُ بشراء
بَاعُوا نُفُوسَهُمُ لَهُ بِجِنَانِهِ == بَاتُو لِقَاءَ الأَجْرِ كَالأُجَرَاءِ
في صفقة عُلْوِيةٍ مذْ أُبرمتْ == منها الْبَريَّةُ لم تكن بِبَرَاءِ
كمْ ثغرةً سدُّو لدَى ثَغْرٍ لهُمْ == كَمْ مِنْ خَفِيرٍ بَاتَ فِي ٱلْخُفَرَاءِ
سَعِدُوا بِهِ لكنَّمَا لِجَهَالَةٍ == شَقِيَ الْعِدَاةُ بِهِ من الضرَّاء
ما ضرَّه جهلٌ به إلاَّ كما = قد ضرَّ جهلُ المَرْءِ بالطُّغْرَائِي
أغْرَوْا كما قد حذَّروا خيرَ الورى == بغرائب التحذير و الإغراء
نبذ الذي أغروْا به أو حذَّروا == من خيرهمْ أو شرِّهمْ بعَرَاءِ
يسموا بحِلْمٍ كلَّما آذَوْهُ إذْ == ما هُمْ لَهُ في الحِلْمِ بِالنُّظَرَاءِ
كم مِنْ رَفِيعٍ مِنْ قُريْشٍ حطَّهُ == مَا قدْ أَتَى مِنْ فَعْلةٍ نَكْرَاءِ
لاَ فَضْلَ فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ بِالتُّقَى == لاَ اللَّوْنِ لاَ الأَحْسَابِ لاَ بِثَرَاءِ
هذا بلالُ وذَا صُهَيْبُ و ذاك سل== مَانٌ فهمْ مِنْ نُخْبَةِ الكُبَراءِ
كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ ترى عن حصرها == عجْزا لدَى الكتَّابِ و الشُّعَرَاءِ
إذْ ما وفوه حقه بمَقَالَةٍ == بكْرٍ وَ لاَ بقصيدةٍ عَذْرَاءِ
لمْ يَبلُغُوا إذْ بَالَغُوا مِقْدَارَ مَا == قَدْ ضَمَّهُ مِنْ مُوجِبِ الإِطْرَاءِ
فَبِهِ كَمَالُ الدِّينِ بِالإِسْلاَمِ إذْ == قَدْ جَاءَنَا بِشَريعَةٍ غَرَّاءِ
دِينٌ بِهِ إِثْلاَجُ صَدْرٍ بَرْدُهُ == يَسْرِي لَدَى كَبِدٍ لَنَا حَرَّاءِ
ما حازه في الحكم لمْ يظفرْ به == مَلِكٌ و لا أحدٌ مِنَ الأُمَرَاءِ
كسرى بَدَا منهُ انكسارُ حضارةٍ == عن مثل ما قد صار في الصَّحْرَاءِ
و لَقيْصَرٌ تقْصِيرُهُ عن شأْوِهِ == بادٍ فما يحتاجُ لاستقراء
بيْنا ذِهِ الأعرابُ في صحْرائِهِا == في نظْرةٍ لمَصيرها زَوْرَاءِ
يَهْوُونَ في دَرَكِ الحَضِيضِ لشِرْكِهِمْ == و نفوسُهُمْ عَهِدتْهُ باستِمْراء
إذْ جاءَهمْ وحْيُ السَّمَا فَسَمَا بِهِمْ == لمدارج التَّرتيلِ و الإقراءِ
و الأمْنِ و الإيمان فِي مِنْهَاجِهمْ == في بيْعِهِمْ و شِرائهِمْ و كِرَاءِ
إنِّي حَلَفْتُ و مَا أَرَانِي حَانِثًا == إذْ مَا أنَا فِي وَصْفِهِ بِمُرَاءِ
أنْ مَا عَلاَ ظَهْرَ الْمَطِيِّ كَخَلْقِهِ == أوْ خُلْقِهِ مَاشٍ عَلَى الْغَبْراءِ
يا سيِّدي يا قدوتي ووسيلتي == للهِ فِي الضَّرَّاءِ و السَّرَّاءِ
يَا مَنْ يَحِلُّ شِغَافَ قلبِي ثاويًا == و ثَواؤهُ فِي القُبَّةْ الخضراء
بكَ أسألُ المُعْطِي عَطاءً إنَّنِي == لعَطائه حَقًّا مِنَ الفُقَرَاءِ
كَمْ مِنْ ذنُوبٍ جئتُهَا يَا خَيْبَتِي == إنْ ذِمَّتِي بَقيَتْ بِلاَ ٱسْتِبْرَاءِ
قد قلتُ لمَّا مُهجتي قد فاتها == رأْيًا أتي من جملة الآراء
فبِجَاهِهِ أَرْجُو لِقَاهُ دَائِمًا == يَقِظّا ولُقْيَا دَائِمًا بِمَرَاءِ
و شفاعةً يوم اللقاء بجاهه == إذْ ما شفاعتُه لنا بِمِرَاءِ
و بِآلِهِ مِنْ كُلِّ بَدْرٍ مِنْهُمُ == أَوْ زَهْرةٍ تُنْمَى إِلَى الزَّهْرَاءِ
و بِصَحْبهِ مِنْ أَنْجُمٍ زُهْرٍ فَهُمْ == عنْهُ بِحُكْمِ الشَّرْعِ كالسُّفَرَاءِ
صلَّى عليه وآلِه و صِحابِهِ == ربٌّ حَبَاه بِليْلةِ الإسْرَاء
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
Commentaires
Enregistrer un commentaire