عندما تكتنف الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه و سلم حاجةَ المسلم ..
عندما تكتنف الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه و سلم حاجةَ المسلم ..
حفظ الله الوالدة كادت تكون تربَّت في كنَف الشريف العارف بالله خالِ أبيها المختار اسلامَ " امَّامَّ عَلَمًا" ولد أحمدْ ا"لمُريدْ علمًا" ولد حمدن "ادَّنْ علمًا " ولد عبد الله ( زوج جدَّتِنا غديجه منت محمد العاقل) ولد ألفغَ مينَّحنَ ولد مودِ مالك.
توفي عنها والدها ثم والدتُها بعد ذلك بقليل و لمَّا تبلغ الحلُم فعوَّضَها خالُها ذاك حنان الأب و عطْف الأم و تعهَّدها بالعناية و الدعاء في سائر الأوقات. تذكر أنه كان يقاسمها فضلا عن مائدته الخاصة عَبَاءَتَهُ إذْ يَرتديها بالليل و يُؤْثِرُها بها في النهار. تعلقتْ الوالدة بالشيخ الشريف تعلّقا شديدا و بالرغم من ذلك توفي رحمه الله في منتصف الخمسينات دون أن تأخذ عنه طريقتَه القادرية المختارية ربما بسبب سنها آنذاك. و كان الشيخ مرجعية كبيرة في التصوُّف في ذلك العهد و خاصة في تلك الطريقة التي أخذها عن ابن عمِّه الشريف العارف بالله احمَادَه ولد أَلْمَامِ من آل مودِ مالك الذي نالها بدوره من الشيخ أحمدُّو ولد اسليمان و هو كما هو معروف من أكبر مريدي شيخنا الشيخ سيديَّ الكبير.
و لكن الوالدة سرعان ما أخذتْ هذه الطريقة عن شيخِنا خليفته و ابنِهِ الشيخ أحمد محمود ولد ادَّنْ المتوفَّى سنة 1989 م رحمه الله.
لا تفتأُ الوالدة تذكر الشيخ المختار اسلامَ و خوارقه و مآثره . و بعد أن وهنتْ قُواها الجسمية بفعل السن و الحمد لله ما فتئتْ تؤكد جازمةً أنه يكاد لا يُفارقُها و أن اتصالاتِهما المتواصلة كثيرا ما تنعقد في المنام و قليلا ما تحصل في اليقَظة و العهدة عليها في كل ذلك . ولنا معشرَ المتصوِّفين كما للنابهين من علماء النفس مذاهبُنا المتباينة في تفسير تلك الظاهرة بما تطمئنُّ إليه بعض القلوب!
كلما التمس أحدُنا منها الدعاء تقول بداهةً قال لي المختار اسلامَ مرة و قد التمستُ منه الدعاء كما أنكم تلتمسونه مني الآن:هلاَّ دعيتِ اللهَ لنفسكِ فسبقتِ دُعاءَكِ و ختمتِهِ بالصلاة على النبيِّ صلَّى الله عليه و سلم فيُستجاب لك؟!
ثم إنها إذا أرادت أن تدعوَ درجت أن تُحيطَ دعاءَها بالصلاة التالية:" اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمدٍ النبيِّ المَحْبُوبْ الذي لا شكَّ فيه و لا ريْبْ".
و لكثرة ما ترددت هذه الصلاة على لسانها مرفوقةً بالدعاء أصبحتْ ديدنَها تسوقها لملتمس الدعاء مجردةً و دأبت على ترديدها في كل مناسبة و بدون مناسبة.و لم يزل ذلك شأنها مع تلك الصلاة إلى أن لمْ يعد يُطاوعها لسانُها في النطق.
قال ابن القيم: (الموطن السابع من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الدعاء، وله ثلاث مراتب، إحداها: أن يصلي عليه قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى، والمرتبة الثانية: أن يصلي عليه في أول الدعاء وأوسطه وآخره، والثالثة: أن يصلي عليه في أوله وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهما.
فأما المرتبة الأولى: فالدليل عليها حديث فضالة عن عبيد وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء .
وقال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله تعالى ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل الله تعالى فليبدأ بحمده والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح أو يصيب.
وأما المرتبة الثانية: فقال عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب، فذكر الحديث وقال: اجعلوني في وسط الدعاء وفي أوله وفي آخره .
وقد تقدم قول عمر ـ رضي الله عنه ـ: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء بمنزلة الفاتحة من الصلاة، وهذه المواطن التي تقدمت كلها شرعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أمام الدعاء، فمفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن مفتاح الصلاة الطهور، فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة، والله أكرم أن يرد ما بينهما ).
اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب الذي تتعشقه الأرواح وتحن إليه القلوب.اللهم احفظ امهاتنا و أمهات المسلمين. اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمدٍ النبيِّ المحوبْ الذي لا شكَّ فيه و لا ريْبْ.
توفي عنها والدها ثم والدتُها بعد ذلك بقليل و لمَّا تبلغ الحلُم فعوَّضَها خالُها ذاك حنان الأب و عطْف الأم و تعهَّدها بالعناية و الدعاء في سائر الأوقات. تذكر أنه كان يقاسمها فضلا عن مائدته الخاصة عَبَاءَتَهُ إذْ يَرتديها بالليل و يُؤْثِرُها بها في النهار. تعلقتْ الوالدة بالشيخ الشريف تعلّقا شديدا و بالرغم من ذلك توفي رحمه الله في منتصف الخمسينات دون أن تأخذ عنه طريقتَه القادرية المختارية ربما بسبب سنها آنذاك. و كان الشيخ مرجعية كبيرة في التصوُّف في ذلك العهد و خاصة في تلك الطريقة التي أخذها عن ابن عمِّه الشريف العارف بالله احمَادَه ولد أَلْمَامِ من آل مودِ مالك الذي نالها بدوره من الشيخ أحمدُّو ولد اسليمان و هو كما هو معروف من أكبر مريدي شيخنا الشيخ سيديَّ الكبير.
و لكن الوالدة سرعان ما أخذتْ هذه الطريقة عن شيخِنا خليفته و ابنِهِ الشيخ أحمد محمود ولد ادَّنْ المتوفَّى سنة 1989 م رحمه الله.
لا تفتأُ الوالدة تذكر الشيخ المختار اسلامَ و خوارقه و مآثره . و بعد أن وهنتْ قُواها الجسمية بفعل السن و الحمد لله ما فتئتْ تؤكد جازمةً أنه يكاد لا يُفارقُها و أن اتصالاتِهما المتواصلة كثيرا ما تنعقد في المنام و قليلا ما تحصل في اليقَظة و العهدة عليها في كل ذلك . ولنا معشرَ المتصوِّفين كما للنابهين من علماء النفس مذاهبُنا المتباينة في تفسير تلك الظاهرة بما تطمئنُّ إليه بعض القلوب!
كلما التمس أحدُنا منها الدعاء تقول بداهةً قال لي المختار اسلامَ مرة و قد التمستُ منه الدعاء كما أنكم تلتمسونه مني الآن:هلاَّ دعيتِ اللهَ لنفسكِ فسبقتِ دُعاءَكِ و ختمتِهِ بالصلاة على النبيِّ صلَّى الله عليه و سلم فيُستجاب لك؟!
ثم إنها إذا أرادت أن تدعوَ درجت أن تُحيطَ دعاءَها بالصلاة التالية:" اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمدٍ النبيِّ المَحْبُوبْ الذي لا شكَّ فيه و لا ريْبْ".
و لكثرة ما ترددت هذه الصلاة على لسانها مرفوقةً بالدعاء أصبحتْ ديدنَها تسوقها لملتمس الدعاء مجردةً و دأبت على ترديدها في كل مناسبة و بدون مناسبة.و لم يزل ذلك شأنها مع تلك الصلاة إلى أن لمْ يعد يُطاوعها لسانُها في النطق.
قال ابن القيم: (الموطن السابع من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الدعاء، وله ثلاث مراتب، إحداها: أن يصلي عليه قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى، والمرتبة الثانية: أن يصلي عليه في أول الدعاء وأوسطه وآخره، والثالثة: أن يصلي عليه في أوله وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهما.
فأما المرتبة الأولى: فالدليل عليها حديث فضالة عن عبيد وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء .
وقال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله تعالى ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل الله تعالى فليبدأ بحمده والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح أو يصيب.
وأما المرتبة الثانية: فقال عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب، فذكر الحديث وقال: اجعلوني في وسط الدعاء وفي أوله وفي آخره .
وقد تقدم قول عمر ـ رضي الله عنه ـ: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء بمنزلة الفاتحة من الصلاة، وهذه المواطن التي تقدمت كلها شرعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أمام الدعاء، فمفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن مفتاح الصلاة الطهور، فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة، والله أكرم أن يرد ما بينهما ).
اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب الذي تتعشقه الأرواح وتحن إليه القلوب.اللهم احفظ امهاتنا و أمهات المسلمين. اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمدٍ النبيِّ المحوبْ الذي لا شكَّ فيه و لا ريْبْ.
رحم الله السلف و بارك الله في الخلف.
Commentaires
Enregistrer un commentaire