أقسام العلماء .. أتشفغ موسى و ابنه المختار نموذجا
أقسام العلماء .. أتشفغ موسى و ابنه المختار نموذجا
قال أحمد سالم بكا علما: قال والد بن المصطفى بن خالنا علما في معرض كلامه على أقسام العلماء ما نصه: " فمن العلماء من يتحرج في الدين ويشدد في الأحكام الشرعية ويتوغل فيها ورعا واحتياطا وتكلفا وتحفظا في الدين امتثالا واجتنابا واجتهادا في التقوى وهو ترك ما لا باس به خوفا من ما به باس، وابتغاء للورع الذي هو ترك ارتكاب الشهوات خوف الوقوع في المحرمات .
ومنهم من يلين للناس ويرخي طرق الشرع ويلتمس له أيسر وجوهه وأرفقها وأوسع أقوال المذهب وأهونها امتثالا للآية: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" وآية: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وعملا بحديث : "دين الله يسر" وحديث: "سددوا وقاربوا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا" وبحديث: "إنما هلك من قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم". وقال تعالى : "كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا".
فالقسم الأول كالفقيه موسى اليعقوبي، فمن ورعه ما حدثني به حفيده محمد بن شيخنا المختار أن رجلا من قومه ذبح بقرة وأهدى له عظم صدرها كما يفعل لأمثاله عادة من العلماء والرؤساء. وقد كان بلغه أن الذي تولى تذكية تلك البقرة من شك في اجزاء ذكاته، وكانت له بنت حامل فلما وضع العظم بين يديه اهتم برده لربه خوفا من ربه هو من حيثيتين: من حيث الذكاة وحيث أن مختار مال مسلم وهبه ظاهرا وهو في الباطن "سيف حياء" المنصوص في غير ما محل أنه كسيف بحديد و لأنه لا خيار في أموال الناس في الزكاة اللازمة فضلا عن غيرها.
ولما أردا أن يرده قالت له زوجته:" لا تقتل ابنتك من يسير فلعل نفسها تبعت ما اشتهته، فإنك إن رددته لا يؤمن عليها منه ، أفلا تتقي الله في حقها كما اتقيته في العظم؟ فما جاء العظم تجد وإياها هي لا تجد وليست وجوه الورع.
ولم تزل تحاوره في ذلك حتى ساعدها على إمساكه فصنعوا للبنت منه صنيعا ثم أرادت أن تمسح وجهها بيديها كالعادة فمنعها قائلا إن التلطخ بالنجاسة لا يسوغ فحسبك ما تقدم من جراء الضرورة.
وفي كلام والد على أقسام العلماء المتقدم ذكره ما نصه: قيل إن شيخنا المختار بن اتشفغ موسى استضاف يوما قوما من تلامذته وفيهم ابنه محمد فأضافوهم و أتوهم في الليل بآنية من لبن ووضعوها عند رؤوسهم وهم نائمون لا يشعرون. فبينما هم نيام إذ نبههم صوت ولوغ كلب يلغ في أحد الأواني فميّزوه ونحوه عن سائر الأواني إذ كرهته أنفسهم. وقال قائل منهم: ردوه لأهله أو اطرحوه أرضا أي أريقوه" بمسمع من الشيخ فأنكره عليهم وقال لهم : أما إهراقه فلا سبيل إليه أما تسمعون قول الإمام مالك أراه عظيما أن يعمد إلى رزق الله فيهرق أجل ناولونيه لأشربه حلالا طيبا." قالوا: ما لك به من أرب فنحن عنه في غنى فدعنا نرده لأهله وها نحن عندنا ما يحسبنا مما لا تعافه النفوس.
ثم لم يزالوا يراودونه في رده أو إراقته يريدون تنزيهه عنه ويزيدون إلى أن ألجاؤوه إلى أن قام إليه وحازه لنفسه وأقسم أو كاد أنه لا يتعشى الليلة بغيره ولو وجد أنواع الطعام الشهي وأنواع الشراب اللذيد، ففعل جزاه الله على رغم أنوفهم. جزاه الله عن الشرع خيرا. انتهى منه بحروفه.
وفي معرض الحديث عن اتشفغ موسى قال المرحوم باكا: وقفت على نقلة هذا نصها: روى المختار عن حيبلل أمجار عن أحمد بن العاقل أن أتشفغ موسى سار في أهل الإبل وزوجته مقرب وعنده ثلاثون مدا من الزرع يحملها لزوجته المقرب، ولزمته زكاة الفطر ولم يوجد في تلك البلدة من الزرع إلا المحمول لهذا العذر والمعاش اللبن. فأعطى ذلك الزرع في زكاة فطره ولم يبق إلا مد واحد. وولد من ذلك البطن الذي رجحت عليه زكاة الفطر المختار بن اتشفغ موسى ويكفي هذا دليلا في أن المعشر لا يجزئ غيره إن وجد !
ومنهم من يلين للناس ويرخي طرق الشرع ويلتمس له أيسر وجوهه وأرفقها وأوسع أقوال المذهب وأهونها امتثالا للآية: "وما جعل عليكم في الدين من حرج" وآية: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وعملا بحديث : "دين الله يسر" وحديث: "سددوا وقاربوا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا" وبحديث: "إنما هلك من قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم". وقال تعالى : "كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا".
فالقسم الأول كالفقيه موسى اليعقوبي، فمن ورعه ما حدثني به حفيده محمد بن شيخنا المختار أن رجلا من قومه ذبح بقرة وأهدى له عظم صدرها كما يفعل لأمثاله عادة من العلماء والرؤساء. وقد كان بلغه أن الذي تولى تذكية تلك البقرة من شك في اجزاء ذكاته، وكانت له بنت حامل فلما وضع العظم بين يديه اهتم برده لربه خوفا من ربه هو من حيثيتين: من حيث الذكاة وحيث أن مختار مال مسلم وهبه ظاهرا وهو في الباطن "سيف حياء" المنصوص في غير ما محل أنه كسيف بحديد و لأنه لا خيار في أموال الناس في الزكاة اللازمة فضلا عن غيرها.
ولما أردا أن يرده قالت له زوجته:" لا تقتل ابنتك من يسير فلعل نفسها تبعت ما اشتهته، فإنك إن رددته لا يؤمن عليها منه ، أفلا تتقي الله في حقها كما اتقيته في العظم؟ فما جاء العظم تجد وإياها هي لا تجد وليست وجوه الورع.
ولم تزل تحاوره في ذلك حتى ساعدها على إمساكه فصنعوا للبنت منه صنيعا ثم أرادت أن تمسح وجهها بيديها كالعادة فمنعها قائلا إن التلطخ بالنجاسة لا يسوغ فحسبك ما تقدم من جراء الضرورة.
وفي كلام والد على أقسام العلماء المتقدم ذكره ما نصه: قيل إن شيخنا المختار بن اتشفغ موسى استضاف يوما قوما من تلامذته وفيهم ابنه محمد فأضافوهم و أتوهم في الليل بآنية من لبن ووضعوها عند رؤوسهم وهم نائمون لا يشعرون. فبينما هم نيام إذ نبههم صوت ولوغ كلب يلغ في أحد الأواني فميّزوه ونحوه عن سائر الأواني إذ كرهته أنفسهم. وقال قائل منهم: ردوه لأهله أو اطرحوه أرضا أي أريقوه" بمسمع من الشيخ فأنكره عليهم وقال لهم : أما إهراقه فلا سبيل إليه أما تسمعون قول الإمام مالك أراه عظيما أن يعمد إلى رزق الله فيهرق أجل ناولونيه لأشربه حلالا طيبا." قالوا: ما لك به من أرب فنحن عنه في غنى فدعنا نرده لأهله وها نحن عندنا ما يحسبنا مما لا تعافه النفوس.
ثم لم يزالوا يراودونه في رده أو إراقته يريدون تنزيهه عنه ويزيدون إلى أن ألجاؤوه إلى أن قام إليه وحازه لنفسه وأقسم أو كاد أنه لا يتعشى الليلة بغيره ولو وجد أنواع الطعام الشهي وأنواع الشراب اللذيد، ففعل جزاه الله على رغم أنوفهم. جزاه الله عن الشرع خيرا. انتهى منه بحروفه.
وفي معرض الحديث عن اتشفغ موسى قال المرحوم باكا: وقفت على نقلة هذا نصها: روى المختار عن حيبلل أمجار عن أحمد بن العاقل أن أتشفغ موسى سار في أهل الإبل وزوجته مقرب وعنده ثلاثون مدا من الزرع يحملها لزوجته المقرب، ولزمته زكاة الفطر ولم يوجد في تلك البلدة من الزرع إلا المحمول لهذا العذر والمعاش اللبن. فأعطى ذلك الزرع في زكاة فطره ولم يبق إلا مد واحد. وولد من ذلك البطن الذي رجحت عليه زكاة الفطر المختار بن اتشفغ موسى ويكفي هذا دليلا في أن المعشر لا يجزئ غيره إن وجد !
Commentaires
Enregistrer un commentaire