مُفاجأةً سارةً بمجموعة مُختارة من نفائس الكتب

مُفاجأة سارة..
فوجئتُ مُفاجأةً سارةً بمجموعة مُختارة من نفائس الكتب تنتظرني في المنزل مرفوقة برسالة إحالة من " دار الرضوان" للنشر لصاحبها الفاضل والدنا أحمدْ سالك ولد ابُّوه حفظه الله.
تتصدر قائمة الكتب موضع الهدية أربعة مؤلفات متميِّزة معتمدة في الفقه المالكي هي الحطَّاب و الميسَّر و اللوامع و الكفاف.أما الكتب الثلاثة الأُوَّلُ فتحمل تحقيقا جيِّدا يعكس مدى الجهد العلمي الكبير المبذول من قبل القائمين على هذه المنشأة،و أما الكتاب الرابع فيحمل شرح مؤلفه نفسه.
و تشمل المجموعة كذلك ديوان امحمدْ بن الطلبَه محققًا مرفوقا بكتاب آخر يتضمن بحوثا جيدة حول مختلف الجوانب المتعلقة بملامح الإبداع في شعر الرجل أنجزتها مجموعة من الباحثين الموريتانيين بإشراف "دار الرضوان" و بالتّعاون مع كلية الآداب و العلوم الإنسانية التابعة لجامعة انواكشوط.و من هؤلاء أستاذُنا الدكتور محمد المختار بن ابَّاه بَابَ علَمًا.
و من ضمن ما أتحفتني به دار الرضوان كذلك من منشوراتها مجموعة تآليف العلامة الموسوعي محمد مولود بن أحمدْ فال آدَّ علَمًا.
سُرِرتُ بهذه التحف النادرة و ازددتُ فخرًا بهذا الجهد العظيم الذي يتميز بأنَّه قد اشترك فيه في مراحل مختلفة إمام دهره و فريد عصره العلامة محمد سالم بن عدود رحمه الله إذ ساهم في تحقيق الحطاب و ديوان ابن الطلبه كما كتب بيمينه الشريفة ترجمتيْن إحداهما للعلامة محمد مولود و الأخرى للشاعر ابن الطلبه.
و لعلَّ إسهامَ ابنِ عدود في تحقيق الحطاب هو ما أغرى مدير إحدى دور النشر في الجزائر الشقيق هي "دار المدوَّنة للنشر" بأن يشدَّ الرحال إلى انواكشوط لا لهدف سوى اقتناء كمية من ذلك المرجع النفيس.هذا ما أكده لي ذلك المدير الباحث المولع بكتب فروع المالكية عندما لقيته حينئذ في فندق حليمة صحبة أخينا الأستاذ يحيى بن البراء .
اطلعتُ في مناسباتٍ متفرقة على مقطوعات شعرية بديعة ينوه فيها أصحابها بدور هذه الدار في إحياء التراث الموريتاني عمومًا و المتعلق منه بالفقه المالكيِّ على وجه الخصوص.من هؤلاء العلامة محنض باب بن امَّيْنْ و الأستاذ محمد فال بن عبد اللطيف و الشاعر محمد الحافظ بن أحمدو و غيرهم كثير.
و تأسيا بهؤلاء تأتي القطعة المرفقة. :
لَكَأنَّما من جُرعة السّلوان == ما قدْ سَقَتْنِي " دارةُ الرضوان "
أهدتْ إليَّ اليومَ من نَفَحاتها == نَشرًا يُأَجِّجُ فَرحةَ النَّشوانِ
كُتبٌ رضيتُ بنشرها و بطيِّها == أسلو بها عن صُحْبَةٍ و غَوَانِ
و لقد سلوتُ بدرسها عن جيرتي == و أحبَّتي و الأهل و الإخوان
و سلوتُ عن غيِّ لنفسٍ إذْ لها == غيٌّ له الشيطان قد أغواني
كتبٌ أروضُ النصَّ في صَفَحَاتها == روضًا فوَاكِهُهُ إليَّ دَوَانِ
لا أنثني عن درسها في هدْأَةٍ == حتَّى أعودَ إليه بعدَ ثَوَانِ
فالشُّكر منِّي للبنين أزفُّهُ == و مديرِها و لِسائِر الأعوان
كَمْ طبعةٍ راقَتْ برقَّة طبعهمْ == سِرٌّ رَوَاهُ إليْهُمُ الأَبَوَانِ
كم سالكٍ نهجًا لأحمدَ سالكٍ == منهمْ بلا كَلَلٍ و لا بتَوَان
كمْ منهمُ مُحيٍ لدينٍ قد عفا == رسمٌ له أودى به المَلَوَان
كم منهمُ أحيَى المروءةَ بعد مَا == لاقت بذي الأوطان كلَّ هَوَان
فجَزَاهُمُ عنِّا الإلهُ بفضله == بسحائب الرِّضْوَانِ كُلَّ أَوَانِ
و جزاهم التعميرَ في طاعاتِهِ == و أَقَامَهُمْ فِي جَنَّةِ الرِّضْوَانِ
رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...