مجلس روحاني طيب مع الخليفة العام لأسرة أشياخنا آل الشيخ سيديا


حظيت بعد العصر من يوم أمس الجمعة ( 22 ابريل 2016) بمجلس روحاني طيب مع الخليفة العام لأسرة أشياخنا آل الشيخ سيديا و هو الشيخ ابراهيم بن الشيخ سيد المختار (اباه علما) بن الشيخ سيدي محمد ( سيدن علما ) بن الشيخ سيديا الكبير.
استقبلني الشيخ في محل إقامته بكل ما يتوسم في مثله من إكرام و إحسان و رغم قصر المجلس فقد كانت مواضيعه متشعبة بقدرما هي ممتعة و خاصة عندما يتحدث الشيخ الخليفة عن شيخه الشيخ عبد الله بن داداه.
حدثنا عن مبتدإ أمر ذلك الشيخ الرباني الجليل فقال إنه روى له
أنه بعد أن بلغ رشده و نال حظا من العلم تاقت نفسه توقا شديدا إلى شيخ مرب يسلم إليه قلبه و ظل مضطربا لا يهدأ له بال و يتساءل باستمرار: لما ذا لا أستطيع أن أجهر عاليا بكلمة التوحيد إلا من خلال ترديد مفردات الأذين؟!
و لا زال على ذلك الحال حتى جاء يوما إلى والده الراجل بن داداه و هو شيخ محظرة و عالم معروف فقال له: أتوق إلى التربية فربني! فقال له والده أخذت طريقة الشيخ سيديا الكبير و لكن ما أنا بمرب! فذهب من عنده فجاء إلى الشيخ سيد المختار ( اباه) بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا فقال له مثل ما قال لأبيه و صدر عنه بمثل ما صدر به عن أبيه إذ قال له: إنما أخذت طريقة الشيخ سيديا و ما أنا بمرب و لكنه قص عليه مبتدأ أمره فقال: كان جدنا الشيخ سيديا يعتاد أن يطلبنا أنا و أخي باب و نحن صغار في كل صباح و مساء فيضعنا في حجره و يضمنا إليه ضما ويأمرنا بأن نلتزم النظر نحو السماء و كلما صرف أحدنا عنها النظر وضع يده على جبهته و أعاده برفق إلى وضعيته الأولى !
و لما توفي والدنا استدعت جدتنا امامه رحمها الله أربعة من كبار تلاميذ الشيخ سيديا الكبير هم: الشيخ أحمدو بن اسليمان و الشيخ أحمد بن الفالي و الشيخ أحمد بن الزوين و الشيخ الحسن الحسني و خاطبتهما قائلة: هذان حفيدا شيخيكما أصبحا يتيمين فانظروا ما أنتم لهما فاعلون!قال فدأب هؤلاء على أن يذهبوا بنا إلى خارج الحي فتارة يحملوننا على ظهورهم و تارة يدخلوننا تحت ثيابهم .
ثم استدرك الشيخ سيد المختار فقال:و لكنني أتذكر أنني لقيت مرة في مدينة اندر بالسنغال تلامذة للشيخ التراد بن العباس مريد الشيخ سعد بوه ألا إن اؤلئك ليمتازون بسلوك يذكرني سلوك تلامذة الشيخ سيديا الكبير!
قال الشيخ عبد الله بن داداه :انعقد العزم مني على أن أظفر بمطلوبي و لو تطلب ذلك السفر خارج المنطقة و لكنني كنت حريصا على ألا أغادر حتى أقنط من الظفر به في الحيز الجغرافي المحلي.
واصلت البحث جاهدا فجئت أحمد بن باب بن الشيخ سيديا فقلت له مثل ما قلت لأبي و لعمه فردني برفق بمثل ما رداني به إلا أنه زاد فقال: أذكر أن الشيخ الوالد باب ألح في طلبي يوما و لكن أتيته متأخرا فقال لي : كنت أريدك أن تلتمس الدعاء من ضيف نزل عندنا في طريقه إلى الحوض بعد أن سرحه شيخه الشيخ سعد بوه اسمه التراد أو المراد فلا أظنه إلا و قد نال منه حظا عظيما ! و بالحسانية " إلعادت مزالت فم ندوة ظاهر ل عن اطفكه امعاه !". هنا علق الشيخ الخليفة ابراهيم قائلا: لو كنته لاقتفيت أثره حتى ألحق به !
ثم واصل روايته عن شيخه فقال: روى لنا الشيخ عبد الله أنه تفاءل كثيرا بكلمة " المراد " الواردة على لسان محدثه و قرر جازما شد الرحال إلى الشيخ التراد بن العباس في الحوض الشرقي.
قال الشيخ الخليفة ابراهيم: لم يمض الشيخ عبد الله بن داداه مع شيخه الشيخ التراد أكثر من عام كما يتضح ذلك من نظم له متداول.
قال ذلك و أنشأ يحكي مختارات من شعر الشيخ التراد منها قوله:
لقد بيع وصل الله بالشرب و الأكل == و ذكر أحاديث مضين بلا أصل
و بيع بخود لا بقاء لودها == يضللن وصلا ذا السيادة و العقل
و لو علموا ما كان في الوصل من غنى == و ما فيه من أنس لما بيع بالكل
ففي الوصل من خمر الشهود سلافة == تنسيك حسن الخود و المال و الأهل
أما أنا فقد تذكرت و الشيء بالشيء يذكر قوله في الجهر بالذكر:
و عمر الأوقات بالتهليل == فذاك أقوى سبب التحصيل
لمن يريد في إلهنا الفنا == عما سواه و هو غاية المنى
و الجهر أعلى عندنا مزيه == و نفعه أسرع دون مريه
و من له لازم قد ينخرق == عنه حجابه و ذا محقق
و الذكر بالمفرد كالتهليل في == كل الفوائد لدى من يقتفي
و القدح بالذكر به مردود == و ما به علته مفقود
و تذكرت قوله كذلك:
جزى الله بالإحسان سعدا فإنه == سقانا كؤوسا لا يمل شرابها
جزى الله بالإحسان من كان ساقيا == لأرواحنا حتى أبين حجابها!
رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..