من ديوان الشعر الفصيح : عتبت على "الكعبي" عتابا لعله ..
محضُ الصُّدَف..
عثرتُ صدفة قبل يومين على نسخة من كتاب " إتحاف أهل الوفاء بتحقيق نظم العمدة في الطب لأوفى" بقلم من يصف نفسه بأنه طالب العلم جمعه بن عبد الله الكعبي و يحمل تاريخ 12 محرم 1435 هجرية.
و نظم العمدة في الطب او كتاب "عمدة الطبيب " هو للعالم العامل المصطفى الملقب أوفى بن أبي بكر بن عبد الله بن ألفغ مصر الألفغي الشمشوي المولود سنة 1237 هجرية الموافق 1817 ميلادية و المتوفى سنة 1300 هجرية الموافق 1880 ميلادية عن عمر في حدود 63 سنة.
درس الشيخ أوفى على أبيه أبي بكر و جدته ميه بنت اعبيد و على بعض من أجلاء عصره و خاصة منهم الشيوخ الحاج ولد الكتاب القناني و أبي بكر بن فتى الشقروي المتوفى سنة 1324 هجرية و محنض بابَ ولد اعبيد الديماني المتوفَّى سنة 1277 هجرية و محمذن فال ولد متَّالي الذي أخذ عنه فضلا عن بعض العلوم وردَ الطريقة الشاذلية .
بعد أن تضلع أوفى من العلوم الشرعية تميز دون أقرانه في التخفيف من معاناة المسلمين بانتصابه لمعالجة المرضى و هو لعمري فضل كبير و قد أوتي فيه سرا عظيما بهر الخاصة و العامة و لا زال ذلك السر يسري في تلك الدوحة الطيبة وارفةِ الظلال و الخصال.
انتصب أوفى للقضاء فكان فيه أميل إلى الصلح منه إلى الحكم .و له مؤلفات طرق فيها مجالات مختلفة كالطب الذي وضع فيه ثلاثة مصنفات هي: " قواعد التدبير" و "عمدة الطبيب" و "علاجه" و كتابين في الإلهيات أحدهما في خواص أسماء الله الحسنى و هو نظم و الثاني في التضرع إلى الله و هو شعر استخدم فيه جل البحور الخليلية . و من أهم آثاره كرَّاسه الذي جمع فيه أجوبة مفيدة لأسئلة متنوعة كان قد طرحها على شيخه لمرابط محمذن فال ولد متالي و لا تكاد محظرة تخلو من ذلك الكتاب النفيس.و له ديوان شعر يستقطب فيه الإبتهال و المديح الجزء الأوفر.
بالرغم من المشاغل الجمّة للرجل القاضي الطبيب فلم يحد عن قاعدة أمثاله في التدريس و من أبرز تلامذته أبناؤه و أبناء عمه فكانوا له خير خلف لخير سلف. و من هؤلاء الشيخ محمدُّو ولد انددُّ المتوفَّى سنة 1298 هجرية و تَحضُرُني بالمناسبة نكتة وردتْ على لسان حفيده و سميه الفتى الأديب اللبيب محمدُّو ولد انددُّ حينما زارته في حاضرة انهكاره بعثة و كنت ضمنها في إطار حملة البلديات سنة 1988 فقال تلميحا:" سمعتكم تذكرون أن موضوع زيارتكم يتعلق بالعمدة و و الله إن لنا في العمدة لسرًّا عظيمًا !".
و أعود لأنتقل من مؤلف العمدة إلى محقق العمدة لأقول إن من أشد ما لفت انتباهي في هذه الطبعة الجديدة من الكتاب هو المحقق الوارد اسمه بارزا على الغلاف " جمعه بن عبد الله الكَعبي " .كنت لقيت هذا الرجل مرة واحدة عن طريق الصدفة مساء يوم 24 فبراير 2006 في منزل القائم بأعمال سفارة قطر في انواكشوط السفير في ما بعد و اسمه " مشعل" في موضوع يتعلق بحادث في مكان ما من منطقة تيرس أثناء رحلة صيد برِّي لأحد إخواننا من السيَّاح القطريين.لاحظتُ يومذاك أن الكعبي ذو طرافة و أدب و أنه يتكلم اللهجة الحسانية بطلاقة بل و يقرض الشعر الفصيح و الشعبيَّ على حد سواء و يروي نصوصا بديعة من الأدب الموريتاني بشقيْه. قدمه القائم بالأعمال على أنه مدير هيئة الشؤون الاجتماعية القطرية في موريتانيا و استرسل يعدد إنجازات مؤسسته الخيرية التي قال إنها تنحصر في بعض المناطق النائية من الوطنَ. و فجأة خلُصنا إلى موضوع الأدب و لا يزال الحديث فيه يتشعب إلى أن أنتج كل منا ما سمح به الحال على سبيل المداعبة.و من غريب الصدف أنني عثرتُ في وثائقي الخاصة على مداعبتي إياه و أنشرها لأختم بها هذه التدوينة.
عتبت على "الكعبي" عتابا لعله == يريني على شط النوى كيف يشعر
فأنشأ شعرا مرسلا فظننته == فتى من بني هَدَّارَ بل هو أشعر !
وأردف نثرا محكما قلت صحبتي == أأشعر هذا في الخطاب أو أنثر؟
فقالوا نمته للفصاحة دوحة == من العرب العرباء بالضاد تفخر
فتًى كعبُه يعلو على كعب صحبه == له الحظ من ذا الإسم و الحظ أوفر
وإن له في أرض شنقيط حكمة == ولكنها عن " أهل إيكيد" تستر
عسى الله أن يبدي لإكيد سره == فيذكر فيه سعيه ثم يشكر
فهذا عتابي فيه "مشعل" شاهد == فيا ليته في كنهه يتدبر
وسطرته في بيت من هو قائم == بأعمال قوم هم أعز وأطهر
لقد ساقت الأقدار تحدو إليهم == لدى صدفة والله أقوى وأقدر
لهم سقت قولي بالقريض دعابة == فيستر إن شاؤوا وإلا فينشر
صلاة على الهادي الأمين يمدها == سلام سليم دائم ليس يحصر
و نظم العمدة في الطب او كتاب "عمدة الطبيب " هو للعالم العامل المصطفى الملقب أوفى بن أبي بكر بن عبد الله بن ألفغ مصر الألفغي الشمشوي المولود سنة 1237 هجرية الموافق 1817 ميلادية و المتوفى سنة 1300 هجرية الموافق 1880 ميلادية عن عمر في حدود 63 سنة.
درس الشيخ أوفى على أبيه أبي بكر و جدته ميه بنت اعبيد و على بعض من أجلاء عصره و خاصة منهم الشيوخ الحاج ولد الكتاب القناني و أبي بكر بن فتى الشقروي المتوفى سنة 1324 هجرية و محنض بابَ ولد اعبيد الديماني المتوفَّى سنة 1277 هجرية و محمذن فال ولد متَّالي الذي أخذ عنه فضلا عن بعض العلوم وردَ الطريقة الشاذلية .
بعد أن تضلع أوفى من العلوم الشرعية تميز دون أقرانه في التخفيف من معاناة المسلمين بانتصابه لمعالجة المرضى و هو لعمري فضل كبير و قد أوتي فيه سرا عظيما بهر الخاصة و العامة و لا زال ذلك السر يسري في تلك الدوحة الطيبة وارفةِ الظلال و الخصال.
انتصب أوفى للقضاء فكان فيه أميل إلى الصلح منه إلى الحكم .و له مؤلفات طرق فيها مجالات مختلفة كالطب الذي وضع فيه ثلاثة مصنفات هي: " قواعد التدبير" و "عمدة الطبيب" و "علاجه" و كتابين في الإلهيات أحدهما في خواص أسماء الله الحسنى و هو نظم و الثاني في التضرع إلى الله و هو شعر استخدم فيه جل البحور الخليلية . و من أهم آثاره كرَّاسه الذي جمع فيه أجوبة مفيدة لأسئلة متنوعة كان قد طرحها على شيخه لمرابط محمذن فال ولد متالي و لا تكاد محظرة تخلو من ذلك الكتاب النفيس.و له ديوان شعر يستقطب فيه الإبتهال و المديح الجزء الأوفر.
بالرغم من المشاغل الجمّة للرجل القاضي الطبيب فلم يحد عن قاعدة أمثاله في التدريس و من أبرز تلامذته أبناؤه و أبناء عمه فكانوا له خير خلف لخير سلف. و من هؤلاء الشيخ محمدُّو ولد انددُّ المتوفَّى سنة 1298 هجرية و تَحضُرُني بالمناسبة نكتة وردتْ على لسان حفيده و سميه الفتى الأديب اللبيب محمدُّو ولد انددُّ حينما زارته في حاضرة انهكاره بعثة و كنت ضمنها في إطار حملة البلديات سنة 1988 فقال تلميحا:" سمعتكم تذكرون أن موضوع زيارتكم يتعلق بالعمدة و و الله إن لنا في العمدة لسرًّا عظيمًا !".
و أعود لأنتقل من مؤلف العمدة إلى محقق العمدة لأقول إن من أشد ما لفت انتباهي في هذه الطبعة الجديدة من الكتاب هو المحقق الوارد اسمه بارزا على الغلاف " جمعه بن عبد الله الكَعبي " .كنت لقيت هذا الرجل مرة واحدة عن طريق الصدفة مساء يوم 24 فبراير 2006 في منزل القائم بأعمال سفارة قطر في انواكشوط السفير في ما بعد و اسمه " مشعل" في موضوع يتعلق بحادث في مكان ما من منطقة تيرس أثناء رحلة صيد برِّي لأحد إخواننا من السيَّاح القطريين.لاحظتُ يومذاك أن الكعبي ذو طرافة و أدب و أنه يتكلم اللهجة الحسانية بطلاقة بل و يقرض الشعر الفصيح و الشعبيَّ على حد سواء و يروي نصوصا بديعة من الأدب الموريتاني بشقيْه. قدمه القائم بالأعمال على أنه مدير هيئة الشؤون الاجتماعية القطرية في موريتانيا و استرسل يعدد إنجازات مؤسسته الخيرية التي قال إنها تنحصر في بعض المناطق النائية من الوطنَ. و فجأة خلُصنا إلى موضوع الأدب و لا يزال الحديث فيه يتشعب إلى أن أنتج كل منا ما سمح به الحال على سبيل المداعبة.و من غريب الصدف أنني عثرتُ في وثائقي الخاصة على مداعبتي إياه و أنشرها لأختم بها هذه التدوينة.
عتبت على "الكعبي" عتابا لعله == يريني على شط النوى كيف يشعر
فأنشأ شعرا مرسلا فظننته == فتى من بني هَدَّارَ بل هو أشعر !
وأردف نثرا محكما قلت صحبتي == أأشعر هذا في الخطاب أو أنثر؟
فقالوا نمته للفصاحة دوحة == من العرب العرباء بالضاد تفخر
فتًى كعبُه يعلو على كعب صحبه == له الحظ من ذا الإسم و الحظ أوفر
وإن له في أرض شنقيط حكمة == ولكنها عن " أهل إيكيد" تستر
عسى الله أن يبدي لإكيد سره == فيذكر فيه سعيه ثم يشكر
فهذا عتابي فيه "مشعل" شاهد == فيا ليته في كنهه يتدبر
وسطرته في بيت من هو قائم == بأعمال قوم هم أعز وأطهر
لقد ساقت الأقدار تحدو إليهم == لدى صدفة والله أقوى وأقدر
لهم سقت قولي بالقريض دعابة == فيستر إن شاؤوا وإلا فينشر
صلاة على الهادي الأمين يمدها == سلام سليم دائم ليس يحصر
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
Commentaires
Enregistrer un commentaire