من ذكريات الطالب الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو..

من ذكريات الطالب الشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو..
حدثني أخي في الله الشاعر الكبير محمد الحافظ ولد أحمدو قال إنَّ من أطرف المراحل التي عاشها في مسيرته الطلابية هي تلك التي قضاها في معهد بوتلميت خلال السنة الدراسية الأولى 1970 - 1971 حين كان يحظر على المقيمين من التلاميذ في القسم الداخلي استجلاب أدوات الشاي فيحرمون بموجب ذلك ما اعتادوه في حياتهم البدوية من احتساء كاساته في كل مناسبة و بدون مناسبة أو تلك الفترة التي قضاها بعد ذلك في القسم الداخلي في الثانوية الوطنية حينما كان هو و رفيقه في الحي السكني و الفصل الدراسي المرحوم جمال ولد الحسن يعبران في بداياتهما الشعرية عن بعض ما يتعرض له التلاميذ من مضايقات في الدنيا و الدين.
أما عن افتقاد الشاي في المعهد و تبِعات ذلك فيقول :
حانَ الأَتَايُ و ما بالدار من نارِ == و لمْ أَجِدْ فرنةً و الخالقِ الباري
إن الرؤوس بها مُومٌ تَضمَّنه == ما عكَّرَ الصفوَ من همٍّ و أكْدارِ
قال الشاعر صادف البيتان هوًى في نفوس هواةِ الشعر و الشايِ من الطلاب فتناقلوهما على نطاق واسع فبلغا المدير الأديب فاستحسنهما و تعامل معهما بإيجابية محمودة و لكنها محدودة إذْ اقتصر مفعولها على منشيءِ البيتيْن دون منشِديهِما. فقد انفرد لوحده بحظوة الإمتياز بصناعة الشاي في مكانه المخصوص.
و أما المُقامُ في القسم الداخلي في الثانوية الوطنية فقد تعرض الشاعر بشاعريةٍ لبعض ملامحه المميِّزة.من ذلك لسع البعوض إذ لم تكن الناموسيات يومئذ مشبعة كما لم تكن المساكن و لا الموائد ذات سعة . فيُطعم الطلاب من لسع البعوض أكثر مما يُطعمون من طعام المطعم المدرسي . و شملتْ صرامة المدير كلّ طالب و أجيرْ، فضيق على سائر الدوائر حتى في إقامة الشعائر
و لم يفُت على ذلك الطالب الشاعر بامتهان اللغة العربية آنذاك على يد أساتذتها المبرزين الوافدين من أرض الكنانة تهاونهم بالإمتحانات و تأخرهم في إعطاء نتائجها للطلاب المتلهفين على معرفة درجاتهم..و كلما سُئلوا عن تلك النتائج بإلحاح أجابوا بقولهم بلسان دارجي غير فصيح لِسَّ أي لم تكتمل بعد !
يقول الطالب الشاعر في كل ذلك و غيره :
ربع التقى مُقفر يا قومُ في ليسا == عاينتُ في لِيسَ أيمُ الله تدليسا
يبيت يطعمنا البعوض لسعتَه == و في الغداة مجاويعًا مفاليسا
شُغْلٌ عن الله في غُدْواتنا و إذا == ما النوم زار ترى ليسًا كوابيسا
و قد عدتْ ليس ليسًا فهْي جامدةٌ == و مثل ذى العُرِّ ظلمًا قد عدت بيسا
و إن تسل عربيا عن نتائجه == يقول لم يكتملْ تصحيحها ليسا
و إن تخلف حتى للصلاة فتًى == فلا يرون إذن في طرده بوسا
و ليس يسلم في ذا الطرد من أحد == من التلاميذ لا سَاسٌ و لا سِيسَا
إذا مؤذنهم قامت إقامته == قالوا إليك فإنَّ اكلوشَ قد ديسا
و في الصحون لدى الإفطار داهية == كما دهى الصرح ذو اللجَّاتِ بلْقِيسا
و هكذا نحن في ليسا و مسكنها == أيضا على ذلك المنوال قد قيسا
رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..