آيات بيِّنات في غرفة العمليات..

التاريخ : 27 مايو 2016 م

آيات  بيِّنات في غرفة العمليات..

حضرتُ مرةً في مصحة " إيمان" ِ في مقاطعة تفرغ زينه للحوار التالي الدائر بين أخصَّائي التخدير و المريض المستيقظ للتو بُعيد خضوعه لعملية جراحية..

قال أخصَّائيُّ التخدير  للمريض مداعباً : ما كان يجدر بك أن تنام عنَّا بغتة في غرفة العمليات و لمَّا نكمل حديثنا بعدُ !

قال المريض: عَهدي بك تتلو من قوله تعالى في سورة القصص: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}، 

ففهمت أن الفريق قد اكتمل بوصول قرينك الجرَّاح ، ثم سمعتُك تتلو بعد ذلك قوله تعالى من سورة الأنفال :{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} ، فنزل وقعها باردا على قلبي و استشعرت منها إيذانا ببدء عملية التخدير!

قال الطبيب : أما أنا فقد سمعتك تتلو قوله تعالى من سورة آل عمران: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، فحرصتُ على أن تكون نهاية الآية مُبْتَدَأً لعملية التخدير !

 و قد ذكرني هذا الحوار - و الشيء بالشيء يذكر - أنني عدتُ في نهاية السبعينات شيخَنا العلامة محمد سالم ولد عدود في عيادة شلا بالرباط في المملكة المغربية حيث أجرى عملية جراحية  و سمعته يقول: قد استعصتْ عملية التخدير على فريق الجراحة أيما استعصاء فما استطاعوا تنويمي إلا بعد أن  أمروني بالكف عن تلاوة القرآن فائتمرت فنمت!

رحمَ الله السلف و بارك في الخلف.