العلامة امحمدْ بن أحمد يوره: أقسم على الله فأبرهُ ..
موافقة ..أقسم على الله فأبرَّه..
حدثني شيخي العلامة كراي بن أحمد يوره راويا عن ابن عمنا القارئ المقرئ الصدوق سيدي بن القارئ المقرئ محمدْ بن والد بن الحريري و هو صاحب محظرة قرآنية عريقة يرجع سندها إلى محمذ فال ولد بوفره قال: دعاني تلميذ والدي في القرآن العالم العلامة امحمد بن أحمد يوره ذات صيف و أنا شاب لمرافقته كالعادة في سفر إلى محصر أولاد أحمد بن دمان و الأمير آنذاك أحمد سالم بن اعلِ - بيَّاده علماً- فوصلنا الحي زوالا و قد تخلف المطر و الناس مسنتون .. و لم يزل الأمير يستثير ذلك العالم الأديب الوليَّ بمداعبته إياه بعبارات مثل : أنتم الطلبة تدعون أن لكم دعوات إلى الله مجابة فلأي شيءٍ تدخرونها بعد اليوم و حال الناس على ما ترون من حاجة ماسة إلى الغيث ؟!
و لم يزالوا كذلك حتى قال امحمد : أقسم بكذا : إن فرضتَ لي "شاديَّ " على كل صائم من هذا الحيِّ لنزل المطر بإذن الله ! فما كان من الأمير إلا أن ردَّ فقال: و أنا أقسم بذات القسم ما إن ينزل المطر حتى أفرض لك فريضة من شاة على كل صائم في الحي!
قال الراوي : و كنت أستمع إلى مداعبتهم و أنا مضجع على الحصير في طرف المجلس حتى إذا نمت من فرط عناء السفر و و الله الذي لا إله إلا هو ما أيقظني من نومتي تلك إلا ماء المطر ينهمر من تحتي و قد أمر الأمير مناديا ينادي في الحي بصوتٍ جهوريٍّ و هو يقول : " من منكم يريد ألا تصيبه صاعقة من هذا المطر الداهم فليفِ بعهدنا لولد أحمد يوره و ياتيه بشاته على الفور !
و يستطرد فيقول و هو الثبت المدقق : و كانت الفنانة المشهورة فاطمة السالمة بنت الببَّان هي السبَّاقة إلى الوفاء بذاك العهد إذ أرسلت لنا شاةً رقطاء جاءت من الناحية الجنوبية الغربية من المخيم يقتادها فلان بن فلان!
و فاطمة السالمة هذه هي دفينة " تندكصاله " و هي التي يرثيها الشاعر الصالح ابن أحمد يورة بقوله :
يا روضة عند تندكصالَ حُيِّيتِ
و من أذًى و صدًى في القبر نُجِّيتِ
يا ذاتَ صوت و صيتٍ بعد فقدهما
لم يبق في الحيِّ من صوت و لا صيتِ!
و بالمناسبة حدثني شيخنا العارف بالله إحماده بن محمدُّ بن ابّا أنه سأل مرة و بإلحاح شديد أحد الأولياء و قد رويت له عنه موافقة غريبة مماثلة، بما يفسر ذلك فقال بصوت خافت منكسر بالحسانية بعد إحجام طويل : " خالكَينْ اعبيْداتْ الْ ملانَ إكَولُ شِ اعْياتْ أتوافقُ القدرَ !".
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
Commentaires
Enregistrer un commentaire