ما سامع في وصفه كالرائي..
ما سامعٌ في وصفه كَالرَّائِي
:24.10.2017
من سنن الترمذي:
"حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن البراء ( ابن عازب ) قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل" قال أبو عيسى وفي الباب عن جابر بن سمرة وأبي رمثة وأبي جحيفة وهذا حديث حسن صحيح.
ما سامعٌ في وصفه كَالرَّائِي == يَصِفُ النَّبِيَّ بِأُفْقِهِ الْمُتَرَائِي
مثلُ "الْبَرَاءِ" يقولُ في تمثيلِهِ == لمَّا رآه بِأُمِّ عَيْنِ الرَّائِي
ما إن رأيتُ بمُقلتي كجماله == ذَا لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءِ
لا بالقصيرِ و لا الطويل و شَعْرُهُ == لِمَنَاكِبٍ ضَرْبٌ لَهُ لِوَرَاءِ
و بَعِيدُ بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ كَمَا أَتَى == برِوَايَةٍ قَدْ أُسْنِدَتْ لِبَرَاءِ
كَمْ مِنْ مَآثِرَ قدْ رَوَاهَا صَحْبُهُ == أَوْ سِيرَةٍ فِي حُلَّةٍ سِيَرَاءِ
أَجْرَى الإلهُ وِدادَهُ بقلوبهمْ == من قبْلِ ما آوَى لِغَارِ حِرَاءِ
مِنْ "عَازِبٍ" مَا عَازِبٌ عَنْهُ مَدَى == مَا قَدْ جَرَى مِنْ مُحْكَمِ الإِجْرَاءِ
خَبَرَ النَّبيَّ صِحابُهُ فاعْدُدْهُمُ == في شأنه هُمْ خِيرَةُ الْخُبَرَاءِ
باعُوا لربهمُ الغداةَ نفوسَهُمُ == فزكتْ نفوسٌ منهمُ بشراء
بَاعُوا نُفُوسَهُمُ لَهُ بِجِنَانِهِ == بَاتُو لِقَاءَ الأَجْرِ كَالأُجَرَاءِ
في صفقة عُلْوِيةٍ مذْ أُبرمتْ == منها الْبَريَّةُ لم تكن بِبَرَاءِ
كمْ ثغرةً سدُّو لدَى ثَغْرٍ لهُمْ == كَمْ مِنْ خَفِيرٍ بَاتَ فِي ٱلْخُفَرَاءِ
سَعِدُوا بِهِ لكنَّمَا لِجَهَالَةٍ == شَقِيَ الْعِدَاةُ بِهِ من الضرَّاء
ما ضرَّه جهلٌ به إلاَّ كما = قد ضرَّ جهلُ المَرْءِ بالطُّغْرَائِي
أغْرَوْا كما قد حذَّروا خيرَ الورى == بغرائب التحذير و الإغراء
نبذ الذي أغروْا به أو حذَّروا == من خيرهمْ أو شرِّهمْ بعَرَاءِ
يسموا بحِلْمٍ كلَّما آذَوْهُ إذْ == ما هُمْ لَهُ في الحِلْمِ بِالنُّظَرَاءِ
كم مِنْ رَفِيعٍ مِنْ قُريْشٍ حطَّهُ == مَا قدْ أَتَى مِنْ فَعْلةٍ نَكْرَاءِ
لاَ فَضْلَ فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ بِالتُّقَى == لاَ اللَّوْنِ لاَ الأَحْسَابِ لاَ بِثَرَاءِ
هذا بلالُ وذَا صُهَيْبُ و ذاك سل== مَانٌ فهمْ مِنْ نُخْبَةِ الكُبَراءِ
كَمُلَتْ مَحَاسِنُهُ ترى عن حصرها == عجْزا لدَى الكتَّابِ و الشُّعَرَاءِ
إذْ ما وفوه حقه بمَقَالَةٍ == بكْرٍ وَ لاَ بقصيدةٍ عَذْرَاءِ
لمْ يَبلُغُوا إذْ بَالَغُوا مِقْدَارَ مَا == قَدْ ضَمَّهُ مِنْ مُوجِبِ الإِطْرَاءِ
فَبِهِ كَمَالُ الدِّينِ بِالإِسْلاَمِ إذْ == قَدْ جَاءَنَا بِشَريعَةٍ غَرَّاءِ
دِينٌ بِهِ إِثْلاَجُ صَدْرٍ بَرْدُهُ == يَسْرِي لَدَى كَبِدٍ لَنَا حَرَّاءِ
ما حازه في الحكم لمْ يظفرْ به == مَلِكٌ و لا أحدٌ مِنَ الأُمَرَاءِ
كسرى بَدَا منهُ انكسارُ حضارةٍ == عن مثل ما قد صار في الصَّحْرَاءِ
و لَقيْصَرٌ تقْصِيرُهُ عن شأْوِهِ == بادٍ فما يحتاجُ لاستقراء
بيْنا ذِهِ الأعرابُ في صحْرائِهِا == في نظْرةٍ لمَصيرها زَوْرَاءِ
يَهْوُونَ في دَرَكِ الحَضِيضِ لشِرْكِهِمْ == و نفوسُهُمْ عَهِدتْهُ باستِمْراء
إذْ جاءَهمْ وحْيُ السَّمَا فَسَمَا بِهِمْ == لمدارج التَّرتيلِ و الإقراءِ
و الأمْنِ و الإيمان فِي مِنْهَاجِهمْ == في بيْعِهِمْ و شِرائهِمْ و كِرَاءِ
إنِّي حَلَفْتُ و مَا أَرَانِي حَانِثًا == إذْ مَا أنَا فِي وَصْفِهِ بِمُرَاءِ
أنْ مَا عَلاَ ظَهْرَ الْمَطِيِّ كَخَلْقِهِ == أوْ خُلْقِهِ مَاشٍ عَلَى الْغَبْراءِ
يا سيِّدي يا قدوتي ووسيلتي == للهِ فِي الضَّرَّاءِ و السَّرَّاءِ
يَا مَنْ يَحِلُّ شِغَافَ قلبِي ثاويًا == و ثَواؤهُ فِي القُبَّةْ الخضراء
بكَ أسألُ المُعْطِي عَطاءً إنَّنِي == لعَطائه حَقًّا مِنَ الفُقَرَاءِ
كَمْ مِنْ ذنُوبٍ جئتُهَا يَا خَيْبَتِي == إنْ ذِمَّتِي بَقيَتْ بِلاَ ٱسْتِبْرَاءِ
قد قلتُ لمَّا مُهجتي قد فاتها == رأْيًا أتي من جملة الآراء
فبِجَاهِهِ أَرْجُو لِقَاهُ دَائِمًا == يَقِظّا ولُقْيَا دَائِمًا بِمَرَاءِ
و شفاعةً يوم اللقاء بجاهه == إذْ ما شفاعتُه لنا بِمِرَاءِ
و بِآلِهِ مِنْ كُلِّ بَدْرٍ مِنْهُمُ == أَوْ زَهْرةٍ تُنْمَى إِلَى الزَّهْرَاءِ
و بِصَحْبهِ مِنْ أَنْجُمٍ زُهْرٍ فَهُمْ == عنْهُ بِحُكْمِ الشَّرْعِ كالسُّفَرَاءِ
صلَّى عليه وآلِه و صِحابِهِ == ربٌّ حَبَاه بِليْلةِ الإسْرَاء
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
Commentaires
Enregistrer un commentaire