فى محل نصب.

فائدة :
كان لمرابط محمد سالم ولد عدود رحمه الله تعالى يقسم الإعراب إلى أربعة أقسام:
ظاهر ونيابي وتقديري ومحلي ويمثل لكل قسم بآية من القرآن العظيم.
أولا: الإعراب الظاهر
يمثل لمرابط تغمده الله برحمته الواسعة للإعراب الظاهر بقوله تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}~[البقرة : 197].
فكلمة (الحج) ظهرتْ عليها علاماتُ الرفعِ والنصبِ والجرِّ.
جاء في كتاب " إعراب القرآن":
(الْحَجُّ) مبتدأ.(أَشْهُرٌ) خبره.(مَعْلُوماتٌ) صفة.(فَمَنْ) الفاء الفصيحة من اسم شرط جازم مبتدأ.(فَرَضَ) فعل ماض والفاعل هو، وهو فعل الشرط.(فِيهِنَّ) جار ومجرور متعلقان بفرض.(الْحَجَّ) مفعول به وجملة: (فرض) جواب شرط غير جازم لا محل لها والجملة الاسمية.(الْحَجُّ أَشْهُرٌ) استئنافية لا محل لها.(فَلا) الفاء رابطة لجواب الشرط لا نافية للجنس تعمل عمل إن.(رَفَثَ) اسمها مبني على الفتح.(وَلا فُسُوقَ) عطف على فلا رفث.(وَلا جِدالَ) عطف عليها.(فِي الْحَجِّ) متعلقان بمحذوف خبر لا وجملة: (لا رفث) في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر من].
ثانيا : الإعراب النيابي
ويمثل للإعراب النيابي وهو الذي تنوب فيه الحروفُ أو الحركاتُ عن العلاماتِ الأصليةِ بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }~[سبأ : 16-17].
فكلمة (جنتان) نابت فيها الألف عن الضمة وكلمة (بجنتيهم) نابت فيها الياء عن الكسرة وكلمة (جنتين) نابت فيها الياء عن الفتحة.
جاء في " إعراب القرآن" كذلك :
[(لَقَدْ) اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق (كانَ) فعل ماض ناقص (لِسَبَإٍ) متعلقان بالخبر المقدم المحذوف (فِي مَسْكَنِهِمْ) متعلقان بمحذوف حال (آيَةٌ) اسم كان والجملة مستأنفة (جَنَّتانِ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره الآية جنتان مرفوع بالألف لأنه مثنى ].
[(فَأَعْرَضُوا) الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ) فعل ماض وفاعله ومفعوله والجار والمجرور متعلقان بأرسلنا والجملة معطوفة (الْعَرِمِ) مضاف إليه (وَبَدَّلْناهُمْ) معطوف على ما سبق (بِجَنَّتَيْهِمْ) متعلقان بالفعل قبلهما (جَنَّتَيْنِ) مفعول به ثان لبدل منصوب بالياء لأنه مثنى ].
ثالثا: الإعراب التقديري
ويمثل للإعراب التقديري بقوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}~[الأنعام : 71].
فكلمة (الهدى) وقعت مجرورة ومنصوبة ومرفوعة بحركات مقدرة.
وقد ورد في المرجع المذكور :
[والجملة الفعلية (يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى) في محل رفع صفة أصحاب.(ائْتِنا) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره لأنه معتل الآخر أتى وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، ونا مفعوله، والجملة مقول القول لفعل محذوف تقديره يقولون ائتنا، والجملة المقدرة حالية وجملة (قُلْ) بعدها مستأنفة لا محل لها (إِنَّ هُدَى اللَّهِ) إن واسمها واللّه لفظ الجلالة مضاف إليه (هُوَ) ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ (الْهُدَى) خبره، والجملة الاسمية (هُوَ الْهُدى) في محل رفع خبر إن، وجملة إن هدى اللّه مقول القول].
رابعا : الإعراب المحلي
يمثل لمرابط محمد سالم كذلك للإعراب المحلي بقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}~[الأحقاف : 5].
فكلمة (مَنْ) الأولى في محل رفع مبتدأ
و (مَنْ) فى قوله تعالى "ممن"فى محل جر
و( مَنْ) فى قوله تعالى: " مَنْ لا يستجيب "
فى محل نصب.
وقد جاء في المصدر آنف الذكر :
["(وَمَنْ) حرف استئناف ومبتدأ (أَضَلُّ) خبر والجملة مستأنفة (مِمَّنْ) متعلقان بأضل (يَدْعُوا) مضارع فاعله مستتر (مِنْ دُونِ) متعلقان بالفعل (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة صلة (مَنْ) مفعول به ليدعو (لا) نافية (يَسْتَجِيبُ) مضارع فاعله مستتر والجملة صلة من (لَهُ) متعلقان بالفعل (إِلى يَوْمِ) متعلقان بمحذوف حال (الْقِيامَةِ) مضاف إليه (وَهُمْ) الواو حالية ومبتدأ (عَنْ دُعائِهِمْ) متعلقان بغافلون (غافِلُونَ) خبر المبتدأ والجملة الاسمية حال].
خامسا : إعراب الأفعال
ثم يقول لمرابط محمد سالم إن إعراب الأفعال الخمسة جمعه قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}~[آل عمران : 188],
(يحبون) مرفوع (يحمدوا) منصوب (يفعلوا) مجزوم.
وقد جاء في المصدر ذاته :
(لا تَحْسَبَنَّ) لا ناهية جازمة تحسبن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد وهو في محل جزم بلا والفاعل أنت (الَّذِينَ) اسم موصول مفعول به(يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) الجار والمجرور متعلقان بالفعل المضارع بيفرحون والجملة صلة الموصول الذين، وجملة أتوا صلة الموصول ما (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا) ويحبون عطف على يفرحون والمصدر المؤول من أن والفعل المضارع المبني للمجهول في محل نصب مفعول به والجار والمجرور (بِما) متعلقان بالفعل قبلهما (لَمْ يَفْعَلُوا) الجملة صلة الموصول].
سادسا : إعراب الإسم
ويقول لمرابط محمد سالم كذلك إن إعراب الاسم جمعه قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ}~[الأحقاف : 23]
(العلمُ) مرفوع (عندَ) منصوب (اللهِ) مجرور.
و قد جاء كذلك في المصدر المذكور :
[(قالَ) فعل ماض فاعله مستتر والجملة مستأنفة (إِنَّمَا) كافة ومكفوفة (الْعِلْمُ) مبتدأ (عِنْدَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر والجملة مقول القول (اللَّهِ) لفظ الجلالة مضاف إليه].
رحم الله السلف وبارك في الخلَف .

 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..