رجل من ذهب ومسك ..

 

رجل من ذهب ومسك ..
أديت صلاة الجمعة المنصرمة 28 أغشت 2021 في المسجد الجامع في قرية ابير التورس.. جنحتْ بي الذكريات إلى عهد جميل صليتها فيه لأول مرة منتصف الستينات خلف أئمة أجلاء منهم : القاضي محمذن بن محمد فال (امّييْ ) و العلامة محمد عال بن محنض و الأستاذ المختار بن أبنُ بن ألمانه ( توتاه) ولمّا أبلغ الحلم .. ولم أنس ذلك اليوم من شهر رمضان المبارك الذي بلغت فيه درجة الحرارة داخل المسجد أعلى مستوى لها و الناس يتصببون عرقا في انتظار الامام ولعلهم كانوا يخافون طول الخطبتين .. وفجأةً صعد الأستاذ توتاه على المنبر و توكأ على العصا بصورة خاطفة و خطب خطبة أولى موجزة جدا ثم جلس برفق و قام و خطب خطبة ثانية أكثر إيجازا هذا نصها :" أيها الناس اتقوا الله في ما أمر ، و انتهوا عما نهى عنه وزجر .. يغفر الله لنا ولكم ".لم يضجَّ المسجد بالتصفيق المدوِّي كما يُتوقع تعبيرا عن الارتياح الشديد ، و إنما صدح أحد الشباب المصلين بقوله راجزا على منوال الإمام ولكن بالحسانية هذه المرة و بنبرة موازية :" نشهد بعد انك مانك كدرْ "! استقطب الفتى الراجز نظرات المصلين من كل الصفوف ولا أظنها إلا نظرات إعجاب لا استنكار نظرا للسياق الذي وقعت فيه!
و أعود فأقول كانت الجمعة المنصرمة هي أولى جمعة أصليها في ابير التورس بعد وفاة لمرابط محمد فال ببَّها - اممْ علماً- في فاتح السنة الهجرية 1443 .. كان الحر شديدا خارج المسجد وتحت أشعة الشمس المحرقة حيث انتهى بيَ الصف ، ولكن خطبة الامام لم تطل إلا بقدر ما يتحمله المتقاعدون من حر أغشت الخيْر تخفف وطأته بشائر فصل خريف واعد إن شاء الله ..
نظرت تلقائيا إلى وسط الصف الأول خلف الإمام مباشرة حيث اعتاد الفقيد امَّمْ رحمه الله أن يجلس وقد كُسي هيبة وبهاءً و هو يتلقى طلبات الدعاء و يوزعها يمنة ويسرة بأريحية وسخاء ويلتمس منها تواضعا أكثر مما يسدي في مظهر روحاني مَهيب ..و والله إنه ليصدق عليه حينئذ ما وصف به الإمام سفيان بن عيينة الخليل بن أحمد حين قال: "من أراد أن ينظر إلى رجل من ذهب ومسك فلينظر إلى الخليل" ! أما أنا فيصدق عليّ قوله حين نُعِيَ إليه ابن وهب : "أصيب به المسلمون عامة وأصبت به أنا خاصة"!
وهكذا تكون لديّ الإنطباع التالي :
ابّير التورس نتخممْ
بسمْ الحالْ ابلا گاعْ امَّمْ
اتلَ للهمْ الْ خص ؤعمْ
دون المَنْ ؤ دون إذايَ
ؤ لا فم امَّمْ أذاكْ أطمْ
الْ لگرايَ والولايَ
ؤ لا فم اتل للمسجد گمْ
امم الْ حديث ؤ لآيَ
إأذن و إقيّمْ و إمْ
و إگوم امواصلْ لوفايَ
عند امنين إسلّم وإتَمْ
فَمْ إلى ما لا نهايَ
ألا فم امم الْ متگدَّمْ
لعرب وازوايَ لِلْغايَ
يرگعه والخلق امسلّم
لامّمْ ؤُ فيهمْ گطّايَ
يا ربِّ ظرك امم ارحم
بلّ يرگع من لغواي
ؤ بلِّ يگرَ كامل وابْيمْ
الولايَ ذيك اروايَ
وامّمْ أرحم بِعْمارْ الْ لِمْ
سيدْ ؤ دوام العنايَ
بذانْ السدسْ ؤ هو فَمْ
ألّ حامل فيه الرايَ
و ارحم زاد امّمْ الْ يهتم
بمر الخلقْ اعرب وازوايَ
وامَّمٌ ؤ يسو ننوَّ
اف لمروّ والدين آيَ
ؤ فالولايَ و الفتوَّ
آيَ وابلا زادْ أطاي
فيهم وامّمْ ألاّ هو
موگف فيهم گاعْ الغايَ!
وبالمناسبة أروي الطرفةَ التالية : حضر شيخنا حمدن بن اتّاه حفظه الله مرة إحدى حلقات صالون الولي محمذن بن محمودن فأثنيتُ عليه خلال تدخلي بما هو أهلٌ له .. فعلق بقوله بالحسانية و بطرافته المعهودة : "حگْ أهل خالُنَا ما يحسدُ " و أومأ إلى بعض الحاضرين مبتسما فضحك منهم من كان مُخاطَباً ممن " لم ينبُ فهمه عن القرائن " على حد تعبير لمرابط محنض باب ولد امَّين حفظه الله :
وقد يشيرون لأمر بكِنَا
ياتٍ لهم لا تعدم القرائنا
فهم امرئ ليس بها مخاطَبا
و لغيرهم أقول إن الأستاذ حمدن أشار بصورة طريفة إلى عبارة متداولة " يعيِّرُنا " بها أهل إگيدِي يقولون بالحسانية :" أهل خالُنا ما يحسدُ بيهم الّ متخيلْ لهم عن البركَ والصلاحْ في إدابهمْ ألِّ فاظل عنهم منهم ألاّ ذاك الِّ جايْ من شورهم ! شاكين عن قبول امحمد ولد أحمد يوره جايبُ من والدتُ امنْيانَ بنت محمد فال بن والدْ بن المصطفى بن خالُنا و عن صلاح الشيخ أحمد بن الفاللّ جايبُ من والدته خديجة ( هاكُ) بنت أحمذُ بن محمد فال بن والد بن المصطفى بن خالُنا وعن نصر أهل ادّاً جايبينُ من والدتهم أم المومنين بنت أحمدْ بن محمدي بن عبد الله بن المختار بن خالُنا و هلمَّ جرا هههه.
قلت: " ذوك التخيُّلاتْ اصَّ أثرِ ابگرعتِ فيهم "!!
و أذكر أن أخانا د. الشيخ بن الامام - و هو من رواد الصفحة -كان حاضرا يومذاك في الصالون فاستوعب الموضوع واستحسنه ..
رحم الله السلف وبارك في الخلَف .
 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..