الجفن الكتوم: شعر ناجي محمد لمام

الجفن الكتوم ..

شعر الأستاذ ناجي محمد الامام

بذلك العنوان استعضتُ لهذه القطعة الشعرية الجميلة المؤثرة عن عنوانها الأصلي و هو : أخماس ..

ما آذنت بانبلاج الفجر أخماس
وانساب من نفحات الخلد نسناس

ولا تنفس صبح حاملا أملا
 إلاو في فيه من ذكراك انفاسُ

واها لدمعة حزن ظَلْتُ أحبسها
بالرمش والشعر عند الصبح حساسُ

كادت تفر من الجفن الكتوم الى
 مهوى سحيقٍ لكي لا يعلم الناس!!

استيقظتُ صباح اليوم الجمعة على هذه القطعة الشعرية البديعة لأخي ناجي محمد لِمام ذي الحَجْرَينِ : الحجر الصحي و الحَجْر المهجري منشورة على صفحته المفيدة الماتعة في فيس بوك .
و تحمل هذه القطعة كما هو واضح جليّ شحنة عاطفية طافحة مؤثرة ..
و ما إن أكملتُ قراءة القطعة حتى بادرت إلى التعليق عليها بالاعجابِ و بالرأي كذلك و كان ذلك مؤذنًا بتبادل الآراء بيني و بينه حولها و من ذلك :
قلتُ :
و لا تنفسَ صبح حاملاً أملاً (كدتُ أقرأها ألماً)
إلاَّ و في فيهِ من ذكراك أنفاسُ !
هاذِ " في فيهِ " مانِ شاكْ عنْ گطْ حدْ سبگكْ الهَ و الله أعلمُ ..
قال :
في علم الله أنها كانت كذلك..يعني " ألَماً " قبل أن يتدخل الرقيب الذاتي لينصح بالتخفيف على المتلقي في ظرفه ..
قلت :
و لكنك ما إن منحتَ المتلقيَ بريق الأمل هذا حتى عاجَلْتَهُ بآهةٍ دَعَمتْها دمعة حزن دفين ظلت حبيسة في الجفن بل  و بقيت كذلك لأنها لم تذرف فتصبح طليقةً تخفف بعض العناءِ و إن كانت كادتُ أن تفعل ، و لو أنها فعلت لبلَّغتها قوة الدفع  إلى مهوًى سحيقٍ كفيل بأن يحجبها عن الناس ..أنت وحدك من تملك سلطة التقدير في تلك القوة ..ولعلها خارقة ..هبْ الدمعة لم تكتمْ فتعلم كما أردتَ لها وفق تعبيرك ، فهل كان وقعها في نفس المتلقي سينفثُ إلى أبعد من ما بلغه و هي حبيسة بالرمش ؟!انت إذن حجبتها عن عيون الناس و هي طليقة و فعلتَ بها الأفاعيل في نفوس الناس و هي حبيسة ..سبحان الله .. هو الشعر عندما يكون حساسًا ساعة انبلاج الصبح !.. إن من الشعر لسحرا..و لكنني أرفع عنك من المسؤولية في ما ذكرت آنفاً بقدر الذي يتحمل منها الرقيب الذاتي الناصح " بالتخفيف على المتلقي في ظرفه ".. ليته كان تركنا نتمثل من أول وهلة واقع الألم  كما يعيشه الشاعر فنتدرج في تلك المدارج برفق و أمانٍ بدلاً من أن يدفعنا دفعاً إلى أمل افتراضي ننتقل منه فجأةً و بسرعة البرق إلى واقع الآهات و القلب الحزين و الدمع الدفين القابع تحت نيْر الحجر الشاعريِّ خوفاً من عدوى العاطفة تماما كما نقبع نحن تحت نير الحجر الصحي خوفًا من عدوى المرض !
أما أنت فقد أمسكتَ دمعكَ الجموح ، و ما أظن جميع المتلقين كذلك و أنا و أيمُ الله منهم.و لو كنت راعيتَ الإنصافَ بين حالتيْ الأمل و الألم في النص لكنتَ عمدتَ إلى دمعك فأطلقتَ بعضه و قيدت بعضاً ، و لك من  ابن أحمدْ يوره  في ذلك أسوة حسنة و مثال يحتذى ، و إن كانت النتيجة جاءت عكسية باعترافه هو نفسه :
فأطلقتُ دمعي ثمَّ قيدتُ بعضه
فأنشأ يجري مطلقاً و مقيداَ !!
حفظك الله ..

رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...