دعاءُ السفر..
دعاءُ السفر..
قال العارف بالله اليدالي ولد أَبٌ تواضعًا رحمه الله : ما أَخلصتُ لله قط قدرَ إخلاصي له عندما أركبُ الطائرة. و بذلك يعبر ذلك الرجل الصالح عن ذلك التوجه الصادق الذي يتملُّك الإنسان كلما ركب المخاطر أو داهمتْه فجأة فإذا به لا حول له و لا طول فنبَّهه وعيُه الباطني أنْ لا ملجأ من الله إلاَّ إليه.
و حالُ الإنسان مع الطائرة هو حالُه ذاتُه مع السيارة و الدراجة و حتى مع الجمل و الحمار، و لا أخالُه إلا حالُه بالنسبة لشتى المراكب الفضائية. و يتفاوت حجمُ نوبات الخوف و الجزع تبعًا لمستوى الخطر الداهم و لدرجة إيمان المسلم و توكله و ثقته بالله. فأين صاحبنا العارف بالله من تلك الفتاة العربية المحجبة التي حدثني أستاذُنا الخليل النحوي أنه اشترك معها مرة في رحلة جوية متوجهة من جدة إلى تونس ، فما إن استوتْ الطائرة في الجو و أُذن للركاب في فك الأحزمة ،حتى فوجيء بها تنتصب واقفة فتزيل حجابها عن الوجه و غطاءها عن الرأْس ثم تنزع عباءتَها فتدخلها في محفظة لديها ثم تتبدَّى متبرجة بوقاحة في ملابسها الأوروبية الخفيفة التي لا تكاد تغطي نصف جسدها و كانها أمِنت مكر الله !لا شك أن الأستاذ قد ارتاع إذْ ذاك كما لم يرتع من قبل و هو القائل لي يومًا " إن السفر في الطائرة بالنسبة للمسلمين هو عبارة عن سياحة جوية ممتعة "!
و أعود لأقول إن ارتكاب مخاطر الأسفار نشأ عنه ذلك الكمُّ الهائلُ من أدعية السفر و التحصُّن المصاحبة له و التي لا يكاد أحدنا ينفك منها من بدايته إلى نهايته و تتصاعد وتيرتُها بصورة مطردة تبعًا لسرعة و توازن المركب .و لكنْ أين كل هذه الأسفار المنقطعة و الفُلْكِ السائرة في فَلَكٍ معلوم ، من ذلك السفر الطويل المتواصل، على ذلك المركب المعقد السريع في سريانه الخفيِّ ذي المخاطر الجمة المؤذنة بتدمير الكون برمته؟
نعم إن الإنسان و هو مستلْقٍ على سريره الوثير في غرفة نومه الهادئة تركض به الدقائق و الثواني في رحلة صاخبةٍ متواصلة على مركب ذي سرعة هائلة هو كوكب الأرض التي تدور حول نفسها على مستوى خط الوسط بسرعة 463 مترًا في الثانية الواحدة.و هي في المستوى الذي نحن فيه الآن تدور بنا حول نفسها بسرعة تبلغ حوالي 431.7 متر في الثانية الواحدة أي 1142.6 كلم في الساعة تنضاف إلى ذلك حركتُها و هي تدور حول الشمس بسرعة 29.77 كلم في الثانية الواحدة أي 107172 كلم في الساعة .و زيادة على ذلك فإن الشمس تدور حول مجرتنا و نحن معها بسرعة 255 كلم في الثانية الواحدة أي 918000 كلم في الساعة.
فَلْنَسْتَحْضِرْ دائما أننا في سفر متواصل و أن مركبنا فيه ذو حجم أكبر و سرعة أخطر و أن أي اختلال في توازن مركبنا المشترك هذا يُفضي بنا جميعا إلى نهاية الكون فكيف نكون اذن أقلَّ من الله خوفًا و أضمر فيه رجاءً في هذا السفر من ذاك؟!. فلاَّ نكنْ مثل تلك المسافرة السافرة فنأْمن مكر اللهَ من حيث نحن أولى بأن تخشاه و ترجوه في خضمِّ سفر طويل على متن مركب خطير. و لنُكثر من التحصُّن و الدعاء و التوكٌل على الله.
اللهمَّ أنتَ الصاحبُ في السفر و الخليفة في الأهل. ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ما السموات السبع والأَرَضُون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم"..
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
.
و حالُ الإنسان مع الطائرة هو حالُه ذاتُه مع السيارة و الدراجة و حتى مع الجمل و الحمار، و لا أخالُه إلا حالُه بالنسبة لشتى المراكب الفضائية. و يتفاوت حجمُ نوبات الخوف و الجزع تبعًا لمستوى الخطر الداهم و لدرجة إيمان المسلم و توكله و ثقته بالله. فأين صاحبنا العارف بالله من تلك الفتاة العربية المحجبة التي حدثني أستاذُنا الخليل النحوي أنه اشترك معها مرة في رحلة جوية متوجهة من جدة إلى تونس ، فما إن استوتْ الطائرة في الجو و أُذن للركاب في فك الأحزمة ،حتى فوجيء بها تنتصب واقفة فتزيل حجابها عن الوجه و غطاءها عن الرأْس ثم تنزع عباءتَها فتدخلها في محفظة لديها ثم تتبدَّى متبرجة بوقاحة في ملابسها الأوروبية الخفيفة التي لا تكاد تغطي نصف جسدها و كانها أمِنت مكر الله !لا شك أن الأستاذ قد ارتاع إذْ ذاك كما لم يرتع من قبل و هو القائل لي يومًا " إن السفر في الطائرة بالنسبة للمسلمين هو عبارة عن سياحة جوية ممتعة "!
و أعود لأقول إن ارتكاب مخاطر الأسفار نشأ عنه ذلك الكمُّ الهائلُ من أدعية السفر و التحصُّن المصاحبة له و التي لا يكاد أحدنا ينفك منها من بدايته إلى نهايته و تتصاعد وتيرتُها بصورة مطردة تبعًا لسرعة و توازن المركب .و لكنْ أين كل هذه الأسفار المنقطعة و الفُلْكِ السائرة في فَلَكٍ معلوم ، من ذلك السفر الطويل المتواصل، على ذلك المركب المعقد السريع في سريانه الخفيِّ ذي المخاطر الجمة المؤذنة بتدمير الكون برمته؟
نعم إن الإنسان و هو مستلْقٍ على سريره الوثير في غرفة نومه الهادئة تركض به الدقائق و الثواني في رحلة صاخبةٍ متواصلة على مركب ذي سرعة هائلة هو كوكب الأرض التي تدور حول نفسها على مستوى خط الوسط بسرعة 463 مترًا في الثانية الواحدة.و هي في المستوى الذي نحن فيه الآن تدور بنا حول نفسها بسرعة تبلغ حوالي 431.7 متر في الثانية الواحدة أي 1142.6 كلم في الساعة تنضاف إلى ذلك حركتُها و هي تدور حول الشمس بسرعة 29.77 كلم في الثانية الواحدة أي 107172 كلم في الساعة .و زيادة على ذلك فإن الشمس تدور حول مجرتنا و نحن معها بسرعة 255 كلم في الثانية الواحدة أي 918000 كلم في الساعة.
فَلْنَسْتَحْضِرْ دائما أننا في سفر متواصل و أن مركبنا فيه ذو حجم أكبر و سرعة أخطر و أن أي اختلال في توازن مركبنا المشترك هذا يُفضي بنا جميعا إلى نهاية الكون فكيف نكون اذن أقلَّ من الله خوفًا و أضمر فيه رجاءً في هذا السفر من ذاك؟!. فلاَّ نكنْ مثل تلك المسافرة السافرة فنأْمن مكر اللهَ من حيث نحن أولى بأن تخشاه و ترجوه في خضمِّ سفر طويل على متن مركب خطير. و لنُكثر من التحصُّن و الدعاء و التوكٌل على الله.
اللهمَّ أنتَ الصاحبُ في السفر و الخليفة في الأهل. ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ما السموات السبع والأَرَضُون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم"..
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
.
Commentaires
Enregistrer un commentaire