من ديوان الشعر الحساني : مساجلة اخوية مع اخي الاكبر أحمَدْ ولد المَحْمُودِي..
بيْن الأديبيْن ابِّيهْ ولد هدَّارْ و أحمَدْ ولد المَحْمُودِي..
تابعتُ مؤخرا في إحدى القنوات الوطنية برنامجا في الأدب الحساني ينسب مقدمه خطأ للطيِّبْ بن ديدي و بَابَ ولد هدَّارْ مساجلة مشهورة أكاد أكون من شهودها العيان وقعت نهاية السبعينات بين الصديقيْن الأديبين الظريفيْن: أحمدْ ولد المحمودي حفظه الله و ابيه ولد هدَّار رحمه الله.
قال ابِّيه ولد هدَّارْ رحمه الله يخاطب صديقَه أَحْمَدْ:
ما زيْن أَعليكْ أَعليكْ إشيع == فالْبيظانْ أُلا فالسودانْ
ٱتعودْ اتبادلْ فادْراريعْ == لمظلَّعْ و ٱحبيبكْ عريَانْ
فأجابه أحمدْ ولد المحمُدي قائلاً:
ٱلْباسِ ما كط ٱتأتَّ == فيَّ ماهُ لِفْلانْ ٱفْلانْ
و انتَ طيْتُ لك غيْر آنتَ == عايد لِ حوتتْ سليمان!
فأردف ابِّيهْ قائلاً :
حوتت عايدْ كايلْ عَنِّ == سُليْمَانْ أُ ذاك الميدانْ
كِدْ ٱلِّ كايلْ فيه ٱنِّ == كيفتْ شِ ما فصَّلتْ انبانْ!
و حكيْتُ هذه المساجلة مرةً بحضرة الأديب العبقري نافع ولد يَيِّينْ رحمه الله فاستحسنها قائلاً: " ذيك ٱنْتَ و ٱنتَ بعد زينَ"!
و لهما من المساجلات الطريفة غير ذلك.
و بالمناسبة أرسل لي أخي الأكبر أحمدْ بن المحمودي هذا ابَّان الإستفتاء الأخير الكاف التالي يتظلم لديَّ فيه نيابةً عن أحد المتعاونين في اللجنة الإنتخابية صرفتْ له مصالح المحاسبة فيها مستحقاتٍ فإذا بها نصف ما كان يتوقع:
شواسِ يالْبِيَّ == حدْ ٱمْنْ المسلمين
كانْ إحانِ ميَّ == عكبتْ عادتْ خمسينْ؟
و بعد التحريات اللازمة تبيَّن أنَّ المُتَظَلَّمَ باسمه كان من ضمن القلَّة المحظوظين المحتفَظِ بهم من المتعاونين و أنَّ التعويضات المعتادة في الإستحقاقات الماضية تم تقليصُها بالنصف في الإستفتاء فأجبته قائلا:
حد ٱمْنْ أهل اللَّجلنَ == و ٱهْنَ يجبرْ خمسينْ
و النِّصْ ٱمْعَ لِهْنَ == كاعْ أَزْكَ من نصَّيْنْ!
ثم أردف قائلا:
اجوابَكْ لِي مِنْ بَابْ == البدع اجْوَابْ ؤُ زَيْنْ
والثَّانِ ذاكْ اجْوَابْ == النَّاسْ المَعْلُومِينْ
فقلتُ مجيبًا:
كافكْ ذَ الثَّانِ بيهْ == جَاوْ الْكفانْ ٱثنَيْن
أُ لِكْطاعْ ٱجوابَكْ فيهْ == أَلاَّ كِدْ آبْكدَّيْنْ!
و أحمد هذا هو الذي يقول في صديقه الولي محمذن بن محمودن:
وَلِينَ مَا جَيْتُ زَايِرْ == ما كَامْ إِرَحَّبْ و إِعَاِيرْ
و أمجياتِ زاد ٱمراير == من كثرت يالناس أمجيَّ
و إحجب لِ و إج داير == ذاكْ أَلِّ داير فيديَّ
ؤ هاذ باحر شنواسِ فيهْ == يحد أعليَّ تتريَّ
كان نمش و أنتم أنجيه == و أنعود أثقلْ لاَدَمِيَّ
ولَّ زاد أنتم أنجوليهْ == ذِ كاعْ أَرْخَسْ هِيَّ فِيَّ !
و بالمناسبة فإن محمذن هذا هو أول من درستُ عليه دراسة شبهَ محظرية في نهاية الستينات أو بداية السبعينات .كان هو و شيخنا الشيخ بن حمَّ الصعيديّ من أصغر تلامذة العلامة محمد عالِ بن محنض و من هؤلاء كما هو معلوم العالمان الجليلان كراي بن أحمد يوره رحمه الله و حمدن بن التاه حفظه الله .و لكن سرعان ما أصبح هذان الطالبان هم أكبر تلامذة العلامة كراي و هو مَنْ خلَفَ شيخه محمد عالِ في المحظرة إثر وفاته سنة 1970 م بعد أن تربع على عرش التدريس مدة أربعين سنةً كاملةً.
اما الولي محمذن ولد محمودن لأقول إنه بموجب السن و ربما غيرها كان يتمتع في محظرة العلامة كرّايْ بسلطة محظرية تخوله حق النيابة عن شيخ المحظرة في تدريس أمثالي من صغار الطلاب البالغين و كنت أقلهم نباهةً. و لحسن الحظ فقد ظفرتُ آنذاك من الوليِّ محمذن بامتياز خاص خارجا عن السياق المحظري الرسمي إذ عرض علي دروسًا ليلية مكثَّفةً ضمن خطة استعجالية خلال شهر رمضان درستُ عليه فيها مبادئ الفقه و النحو و المنطق.أما النصوص المعتمدة فهي ثلاثة أولها نظم ابن عاشر في الفقه و الثاني مؤلف في النحو فُقد للأسف الشديد هو عبارة عن كراس يتضمن حصيلة وضعها هو و الشيخ بن حمَّ لدراستهما للألفية (و يذكر الشيخ بن حمَّ أنه قرأَ على شيخه محمد عال ثلاثة أرباعها)، و الثالث طرة جدتنا غديجه بنت محمد العاقل في المنطق.
كانت خطتُنا تلك تتضمن منهجية " مبتكرة" يلزمني الشيخ بموجبها بأن أوافيه في بداية كل درس من دروس المنطق على الأقل بملخص مكتوب عن الدرس السابق و هذا ما يستدعي مني من الإنتباه أثناء الدرس و الدقة في التعبير و التحرير أوان التلخيص جهدًا أكبر من المعتاد خاصة أن الشيخ التلميذ اعتاد أن يعرض على أصدقائه من الطلاب و غيرهم ملخصاتنا تلك و ربما استدعاني لقراءتها علنًا على هؤلاء ..
و لكن لم يعد هنالك أي دافعٍ بعد ذلك يدفع للإحتفاظ بما أُتيح وعيه من تلك المعلومات المفيدة في الذاكرة و ما هو بالكثير و لذلك فإن جميع تلك الدروس تكاد تتبخر من تلك الحافظة المتبلدة في اليوم الموالي.
المهم أن هذا الشيخ المزاوج بين الشريعة و الحقيقة قد بذل آنذاك جهدا محمودًا في إكسابي بعض مبادئ العلوم المحظرية و نتيجة لذلك فليس مستغربًا أن أرد له بعض الجميل فأمدحه ربما بأول نص أنشئه من الشعر الحساني فيما بعد:
هاذَ وليُّ اللهْ == هُوَّ سَنْدْ أهْلْ إلاَهْ
أ ظاهر مزَّاه ٱنْراهْ == آنَ و انتِ و ٱنْتَ
ما رَدْ إلى وساهْ == كاعْ أَعليه اللَّفْتَ
علمْ الظاهر سنتاهْ == من سغرُ و اسْتَفْتَ
و ٱعمَلْ بيه أُكرَّاهْ == أُ وَلَّفْ منُّ و ٱفْتَ
أُ علم الباطن معناهْ == أُوفَ بيه أُ سَنْتَ
و ٱفْعِرْضُ حد ٱسماهْ == ما يِكْبِلْ دَفَنْتَ
و ٱعطاه الله الجاهْ == خرَّفْ فيه أُ شَتَّ
تجبرْ لا جيتْ ٱمعاه == الناس ٱلْ مِشَّتَّ
أُ يمشِ حد إلى جاهْ == ٱذنوبُ متحتَّ
أُ دُونِ عَايِدْ مَعْطاهْ == وَتَّ يَوْكِ حَتَّ!
قال ابِّيه ولد هدَّارْ رحمه الله يخاطب صديقَه أَحْمَدْ:
ما زيْن أَعليكْ أَعليكْ إشيع == فالْبيظانْ أُلا فالسودانْ
ٱتعودْ اتبادلْ فادْراريعْ == لمظلَّعْ و ٱحبيبكْ عريَانْ
فأجابه أحمدْ ولد المحمُدي قائلاً:
ٱلْباسِ ما كط ٱتأتَّ == فيَّ ماهُ لِفْلانْ ٱفْلانْ
و انتَ طيْتُ لك غيْر آنتَ == عايد لِ حوتتْ سليمان!
فأردف ابِّيهْ قائلاً :
حوتت عايدْ كايلْ عَنِّ == سُليْمَانْ أُ ذاك الميدانْ
كِدْ ٱلِّ كايلْ فيه ٱنِّ == كيفتْ شِ ما فصَّلتْ انبانْ!
و حكيْتُ هذه المساجلة مرةً بحضرة الأديب العبقري نافع ولد يَيِّينْ رحمه الله فاستحسنها قائلاً: " ذيك ٱنْتَ و ٱنتَ بعد زينَ"!
و لهما من المساجلات الطريفة غير ذلك.
و بالمناسبة أرسل لي أخي الأكبر أحمدْ بن المحمودي هذا ابَّان الإستفتاء الأخير الكاف التالي يتظلم لديَّ فيه نيابةً عن أحد المتعاونين في اللجنة الإنتخابية صرفتْ له مصالح المحاسبة فيها مستحقاتٍ فإذا بها نصف ما كان يتوقع:
شواسِ يالْبِيَّ == حدْ ٱمْنْ المسلمين
كانْ إحانِ ميَّ == عكبتْ عادتْ خمسينْ؟
و بعد التحريات اللازمة تبيَّن أنَّ المُتَظَلَّمَ باسمه كان من ضمن القلَّة المحظوظين المحتفَظِ بهم من المتعاونين و أنَّ التعويضات المعتادة في الإستحقاقات الماضية تم تقليصُها بالنصف في الإستفتاء فأجبته قائلا:
حد ٱمْنْ أهل اللَّجلنَ == و ٱهْنَ يجبرْ خمسينْ
و النِّصْ ٱمْعَ لِهْنَ == كاعْ أَزْكَ من نصَّيْنْ!
ثم أردف قائلا:
اجوابَكْ لِي مِنْ بَابْ == البدع اجْوَابْ ؤُ زَيْنْ
والثَّانِ ذاكْ اجْوَابْ == النَّاسْ المَعْلُومِينْ
فقلتُ مجيبًا:
كافكْ ذَ الثَّانِ بيهْ == جَاوْ الْكفانْ ٱثنَيْن
أُ لِكْطاعْ ٱجوابَكْ فيهْ == أَلاَّ كِدْ آبْكدَّيْنْ!
و أحمد هذا هو الذي يقول في صديقه الولي محمذن بن محمودن:
وَلِينَ مَا جَيْتُ زَايِرْ == ما كَامْ إِرَحَّبْ و إِعَاِيرْ
و أمجياتِ زاد ٱمراير == من كثرت يالناس أمجيَّ
و إحجب لِ و إج داير == ذاكْ أَلِّ داير فيديَّ
ؤ هاذ باحر شنواسِ فيهْ == يحد أعليَّ تتريَّ
كان نمش و أنتم أنجيه == و أنعود أثقلْ لاَدَمِيَّ
ولَّ زاد أنتم أنجوليهْ == ذِ كاعْ أَرْخَسْ هِيَّ فِيَّ !
و بالمناسبة فإن محمذن هذا هو أول من درستُ عليه دراسة شبهَ محظرية في نهاية الستينات أو بداية السبعينات .كان هو و شيخنا الشيخ بن حمَّ الصعيديّ من أصغر تلامذة العلامة محمد عالِ بن محنض و من هؤلاء كما هو معلوم العالمان الجليلان كراي بن أحمد يوره رحمه الله و حمدن بن التاه حفظه الله .و لكن سرعان ما أصبح هذان الطالبان هم أكبر تلامذة العلامة كراي و هو مَنْ خلَفَ شيخه محمد عالِ في المحظرة إثر وفاته سنة 1970 م بعد أن تربع على عرش التدريس مدة أربعين سنةً كاملةً.
اما الولي محمذن ولد محمودن لأقول إنه بموجب السن و ربما غيرها كان يتمتع في محظرة العلامة كرّايْ بسلطة محظرية تخوله حق النيابة عن شيخ المحظرة في تدريس أمثالي من صغار الطلاب البالغين و كنت أقلهم نباهةً. و لحسن الحظ فقد ظفرتُ آنذاك من الوليِّ محمذن بامتياز خاص خارجا عن السياق المحظري الرسمي إذ عرض علي دروسًا ليلية مكثَّفةً ضمن خطة استعجالية خلال شهر رمضان درستُ عليه فيها مبادئ الفقه و النحو و المنطق.أما النصوص المعتمدة فهي ثلاثة أولها نظم ابن عاشر في الفقه و الثاني مؤلف في النحو فُقد للأسف الشديد هو عبارة عن كراس يتضمن حصيلة وضعها هو و الشيخ بن حمَّ لدراستهما للألفية (و يذكر الشيخ بن حمَّ أنه قرأَ على شيخه محمد عال ثلاثة أرباعها)، و الثالث طرة جدتنا غديجه بنت محمد العاقل في المنطق.
كانت خطتُنا تلك تتضمن منهجية " مبتكرة" يلزمني الشيخ بموجبها بأن أوافيه في بداية كل درس من دروس المنطق على الأقل بملخص مكتوب عن الدرس السابق و هذا ما يستدعي مني من الإنتباه أثناء الدرس و الدقة في التعبير و التحرير أوان التلخيص جهدًا أكبر من المعتاد خاصة أن الشيخ التلميذ اعتاد أن يعرض على أصدقائه من الطلاب و غيرهم ملخصاتنا تلك و ربما استدعاني لقراءتها علنًا على هؤلاء ..
و لكن لم يعد هنالك أي دافعٍ بعد ذلك يدفع للإحتفاظ بما أُتيح وعيه من تلك المعلومات المفيدة في الذاكرة و ما هو بالكثير و لذلك فإن جميع تلك الدروس تكاد تتبخر من تلك الحافظة المتبلدة في اليوم الموالي.
المهم أن هذا الشيخ المزاوج بين الشريعة و الحقيقة قد بذل آنذاك جهدا محمودًا في إكسابي بعض مبادئ العلوم المحظرية و نتيجة لذلك فليس مستغربًا أن أرد له بعض الجميل فأمدحه ربما بأول نص أنشئه من الشعر الحساني فيما بعد:
هاذَ وليُّ اللهْ == هُوَّ سَنْدْ أهْلْ إلاَهْ
أ ظاهر مزَّاه ٱنْراهْ == آنَ و انتِ و ٱنْتَ
ما رَدْ إلى وساهْ == كاعْ أَعليه اللَّفْتَ
علمْ الظاهر سنتاهْ == من سغرُ و اسْتَفْتَ
و ٱعمَلْ بيه أُكرَّاهْ == أُ وَلَّفْ منُّ و ٱفْتَ
أُ علم الباطن معناهْ == أُوفَ بيه أُ سَنْتَ
و ٱفْعِرْضُ حد ٱسماهْ == ما يِكْبِلْ دَفَنْتَ
و ٱعطاه الله الجاهْ == خرَّفْ فيه أُ شَتَّ
تجبرْ لا جيتْ ٱمعاه == الناس ٱلْ مِشَّتَّ
أُ يمشِ حد إلى جاهْ == ٱذنوبُ متحتَّ
أُ دُونِ عَايِدْ مَعْطاهْ == وَتَّ يَوْكِ حَتَّ!
رحم الله السلف و بارك في الخلف.
Commentaires
Enregistrer un commentaire