الفرحُ عند لقاءِ الله..بين لمرابط محمد سالم بن أَلُمَّا و حمَّ بن عابدين الصعيدي

الفرحُ عند لقاءِ الله..
رحم الله الوالدة فما أكثر ما كانت تقول لي: كيف لا يكون الشيخ الرضا صالحا و أبَوَاهُ كان أَبوهُما صالحًا ، و قد مكثا بعد زواجهما عقديْن كامليْن من الزمن و هما يُخلصان الدعاء لله تعالى و هو الرزاق الكريم من أجل أن يرزقهما ذرية صالحة،حتَّى إذا ما رُزِقَاهُ مكثا عقديْن إضافييْن و دعواتهما الصالحة الخالصة مصروفة إليه، منحصرة فيه لا تتعدَّاه إلى غيره..
قلتُ: ولما وُلِدَ لهما الشيخُ الرضَا كان أصدق تعبير عن الإحتفاء بمولده ما قاله فيه شيخُنَا و شيخُهُ العلاَّمة كرَّايْ ولد أحمدْ يوره:
تضاعفت البشرى من الثقلين == بمولد طفل طيب الطرفين
حوى شرفين اثنين لا شك فيهما == ويندر مولود حوى شرفين
علي الرضا ذاك اسمه وهو وسمه == ولا عجب إن فاز بالصفتين
فلا زال إنسانا لعين زمانه == ولا زال للأعيان قرة عين
وعمره الرحمن في العلم والتقى== وعمر معه الأهل والأبوين
وإني أعيذ الأين والكيف منه با== س من جل عن كيف وجل عن اين
وفي جيب خير الخلق أدخلته وجي== ب فاطمة الزهراء والحسنين
أما والدتُه فهي مريم الملقبة تانِ بنت محمد الأمين بن عابدين الصعيدي حفظها الله و رعاها،و أما والده فهو محمد ناجي رحمه الله (صاحب الصورة المرفقة) بن سيدي محمدْ " حمَّ علمًا " بن محمدْ بن عابدين بن ابَّاه الشريف بن الشريف سيدي محمد الصعيدي.ومحمد ناجي هذا من كبار تلاميذ لمرابط محمد سالم بن أَلُمَّا و لابن ألُمَّا تعلُّق شديد بوالده سيدي محمدْ " حمَّ علمًا " الذي كان يقول عنه إنه قطب زمانه . من ذلك أنني سمعتُ محمد ناجي رحمه الله يقول:" اعتدتُ طوال الفترة التي قضيتُها في محظرة شيخنا لمرابط محمد سالم بن أَلُمَّا في ربوع تِنْدَكْسمِّ أن أقضي شهر رمضان المبارك مع الأسرة في ابَّير التَّورس أؤمُّهم في صلاة التراويح و ذلك باتفاق بين الوالد و لمرابط محمد سالم.و كنت كلما ودَّعتُ لمرابط محمد سالم ذاهبًا إلى ابَّير التَّورس، يقول لي خفية بلغ سلامي إلى الوالد حمَّ و قل له إني أطلبُ منه أن يضمن لي على الله الفرح عند لقائه.
و في كل موسم رمضانيٍّ كنتُ أبلِّغ رسالة الشيخ بأمانة إلى الوالد و أتشوف منه للجواب كلما ودعته عائدًا فلا أظفر به منه .و كان أعظم ما يُحرجني لدى العودة لاستئناف الدراسة المحظرية أن ألقى الشيخ للسلام فيسألني عن حال الوالد كالمترقب لجواب رسالته فلا يلقى مني أي جواب. و استمرت المواسم على تلك الحال حتَّى إذا جاء ذلك اليوم الذي فُوجئْتُ فيه بالوالد يقول لي و هو يودعني بلغْ لمرابط محمد سالم أنني أضمن له على الله الفرحَ عند لقاء الله ! قال محمد ناجي عندئذ تملًّكني الفرح العارم و ما إن وصلتُ إلى تندكسمِّ حتى أسرعتُ إلى الشيخ و ما إن بقينا على انفراد حتَّى بلَّغْتُه رسالة الوالد فانشرح صدره و تهللتْ أَسارير وجهه و لكنني فوجئتُ به يناولني ورقة و قلمًا و يطلب مني أن أكتب له الرسالة كما سمعتها من الوالد ففعلت و ختمت كتابتي بقوله تعالى : ( جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). و لكن ما إن تسلَّم مني المكتوب ليقرأه حتى انتابتْه نوبة بكاء شديد حتّى ابتلَّتْ الورقة في يده و هو يمسح بها على وجهه! يقول محمد ناجي و صادف أن توفي لمرابط محمد سالم في السنة الموالية أو تلك التي تليها."

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..