من ديوان الشعر الفصيح : فلله بيت قد مضى و هو أشهر..

عرية و هدية ...
سعدت عشيةَ هذا اليوم (الأربعاء 19 دجمبر 2018 ) بزيارة الشريف الباحث المعلوم ولد لمرابط في المنزل ، يحمل إلي كتابين أحدهما عريةً و الثاني هديةً .
أما العرية فهي نسخة مخطوطة من الجزء الثاني من معين ابن القاضي (شرح الشيخ خليل) قال إن العلامة يابَّ بن محمادي أخبره أنه بينما كان تلميذا في محظرة لمرابط محمد سالم بن ألمَّا، إذ قدم إليهم أحمد سالم بن القطب و سلمه هذا المخطوط قائلا : هذه كشوتي لمحظرتكم! فقال له شيخه لمرابط محمد سالم : بادر فخذ إليك الهدية تيامنا ، ففعل ..و هي اليوم من أنفس مقتنيات المكتبة العامرة للمحظرة الزاخرة للشيخ ياب بن محمادي حفظه الله!
أما الهدية فهي نسخة من ديوان فتًى بن سيد أمين بن الشيخ محمد المامي ، جمع و تحقيق و دراسة المعلوم بن لمرابط نفسه أو المعلوم محمد الحضرمي و هو من إصدارات مؤسسة قطر الندى لسنة 2018 و يطلب من ديوان الشناقطة في انواكشوط .
تصفحت الديوان بنهم شديد فصادفت فيه بيتين رقيقين طريفين أحفظهما منذ القدم و كنت قد ضمَّنت ثانيَهما في قطعة تصنف ضمن أدب الإدارة، و البيتان هما :
أبى الدهر إلا أن يكون مروِّعًا :: بجلب الذي يخشى الفتى و هو ينظر
إذا ما توقَّى جانب الروع جاءه :: من الجانب المأمون ما كان يحذر!
أما قصة التضمين فهي أنَّ أحد أصدقائي المقربين تقلد الوزارة الوصية علىَّ مرة ، فوعدني بترقية معينة . و بينما أنا أتشوف كل أربعاء للتعيين المرتقب ، إذ فاجأني بيان مجلس الوزاء بالتحويل إلى منصب أقل درجة مما كنت فيه..قد أكون أستحق عقوبة أكبر ، و لكن ثقتي في وعد ذلك المسؤول الصديق ربما تكون قد رفعت سقف أملي و طموحي فوق الحد المعتاد.
فقلت مداعبةً لصديقي ذلك الذي تبيَّنت في ما بعدُ أنه قد يكون في ما فعل بي آنذاك مسيَّرًا لا مخيَّرًا :
فلله بيتٌ قد مضى و هْو أشهر :: تذكرته و الشيء بالشيء يُذكر
تذكرت - لمَّا إن سمعت عشيةً :: و لي أملٌ فاق الذي يُتصوَّرُ
بيانا مُبينا بالأثير أثارني :: له كنت أصغي خاشعًا و هْو يُنشرُ
- إذا ما توقَّى جانب الروع جاءه :: من الجانب المامون ما كان يحذر- !

رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..