الطريقة الشاذلية الغظفية : الإرشاد والإمداد والجهاد ..قصة الكتاب

 عودٌ على بدءٍ 

الطريقة الشاذلية الغظفية : الإرشاد والإمداد والجهاد ..


التاريخ: الجمعة 13 مايو 2022م


أبدأ فأذَكِّرُ بالشعار الذي كنت رفعته عالياً ابّان ولوجي هذا الفضاء واتخذتُ منه منهجا ثابتاً ألتزمه بصرامة مَا بقيتُ فيه وهو : إن رأيتموني أسأتُ إلى أيِّ أحد من خلال هذه الصفحة أو دفعتُ أيةَ إساءةٍ إلاَّ بالتي  هي أحسن فنبِّهوني إلى أنَّ حسابي قد اختُرِق !

وأواصل فأقول : عاد الحديث عن هذا الكتاب يطفو على السطح من جديد بمناسبة ذِكرَى وفاة الشريف الشهيد سيدي بن مولاي الزين ومقتل القائد الاستعماري الفرنسي كبلاني في 12 مايو 1905م.وأنبه إلى أن بعض المدونين قد اعتمدوا في كتاباتهم عن هذه البطولة التاريخية نسخة رقمية مغلوطة من هذا الكتاب نحن منها برآءُ .. و أنبه كذلك إلى أن النسخة الصحيحة الوحيدة المعتمدة من هذا الكتاب هي تلك الورقية التي لم يتمّ توزيعها حتى كتابة هذه السطور .. وقد تناول فيها الباحثون بطولة مقتل القائد الفرنسي كبولاني اعتمادا على التقارير الرسمية و الشهادات الموثوقة المروية عن شهود العيان .. ومعلوم أن واقعة مقتل كبولاني تتألف من فصلين اثنين : فصل التمهيد للعملية والمرجع الوحيد فيه هو المجاهدون وفصل تنفيذ العملية والمرجع فيه هو تقارير الضباط الفرنسيين المشاركين وبعض الوثائق الرسمية المتعلقة بالموضوع بالإضافة إلى روايات المشاركين .. 

قصة هذا الكتاب ..

بدأت قصة هذا الكتاب منذ حوالي أربع سنوات عندما كان محمدْ أحمد بن محمد الأمين - وزير الداخلية واللامركزية الحالي - سفيراً للجمهورية الإسلامية الموريتانية في أنقرة عاصمة الجمهورية التركية، وكاد موضوع الكتاب أن يكون منحصرا في سيرة الشريف المجاهد المهاجر الشيخ محمد الأمين بن زيْني وجماعته من الشناقطة الأتراك القاطنين -حالياً- في منطقتيْ قوزان وأضَنَه، والقادمين إلى هذه الربوع من أقصى منطقة في الحوض الشرقيِّ بُعيْدَ الحرب العالمية الأولى.

يقول الأخ محمد أحمد: ابَّان تقديم أوراق اعتمادي إلى الرئيس التركي عبد الله گُلْ في مكتبه يوم 17 ذو الحجة عام 1431 الموافق 23 نوفمبر عام 2010م، بصفتي أولَ سفير لبلادي في تركيا، فوجئتُ به يحدثني بإسهابٍ وإعجاب إلى حدّ الانبهار عن تلك الفئة الطيبة من الشناقطة الأتراك من الطائفة الغُظْفيَّة التي قدِم أجدادُها إلى تركيا من أقصى الشرق في بلاد شنقيط على ظهور العيس بُعَيْدَ الحرب العالمية الأولى، واستوطنوا أقصى الشرق من تركيا في عهد الدولة العثمانية.

وكان يقود هذه الجماعة الشيخ الشريف محمدْ الأمين بن زيني القَلْقَميّ الغُظْفِيّ، فصادف قدومُها بدايةَ حكم الرئيس مصطفى كمالْ أتاتورك، ونال الشيخ لديه حظوةً كبيرةً اقتطع بموجبها لتلك الطائفة الوافرة الوافدة أرضا شاسعة للسكن والتنمية الزراعية والرعوية لا يزال أبناؤها يستغلونها حتى اليوم.

ولم يزل الرئيس گُلْ يتحدث بإعجاب وإسهاب  عن قدرة هؤلاء على الإندماج في المجتمع التركي المسلم وقد أصبحوا جزءا لا يتجزأُ منه ولا ينفك عنه. وفوجئ الرئيس التركي بدوره عندما حدثته بالقواسم المشتركة الكثيرة بيْني وبين تلك الطائفة من بني جِلْدَتي في الأصْل و من بني وطنه اليوم.

و قد استقطبتْ الطائفة الغُظْفيَّة التركية اهتمامي طوال مقامي هناك 1431-1439/2010-2018، فإذا بالقوم - رغم اندماجهم الكبير في المجتمع التركي بالإنفتاح والمصاهرة - لا يزالون يحتفظون ببعض العادات والتقاليد الموريتانية الأصيلة و يتمسّكون بقوة بالمنهج الغُظفي!.

وقال: إنَّ الرئيس عبد الله گُلْ أخبره أنه  تعرف صدفة على هذه الجماعة عندما حضر مرة مناسبة داخل البلاد لاحظ فيها -من حيث لم يكن يتوقع - وجود صديقه الحميم ورفيقه القديم في العمل في البنك الإسلامي، الخبيرُ الاقتصاديُّ الموريتانيُّ المنصور بن فتىً فأمر أحد معاونيه بأن يتخذ الإجراءات اللازمة من أجل أن يرتب له معه لقاء في مكتبه بالقصر الرئاسيّ، وهنالك كانت المفاجأة إذ حدثه عن ذلك الشيخ الشِّنقيطيّ الصُّوفي الذي هجر بلاده فارا من الاستعمار في مطلع القرن الماضي يصطحب معه حوالي ستمائة من المريدين، وطفق يبحث عن لواء مُنعقد باسم الاسلام يمارس في ظله فريضة الجهاد في سبيل الله.

وحدثه الرئيس عن جهاده في ليبيا إلى جانب شيخ المجاهدين عمر المختار حيث تعرف على القائد العثماني آنذاك أتاتورك كما حدثه عن  مشاركاته في معركة سواني بن يادم في ليبيا والتلعة  في مصر مع العثمانيين و صويلح  قرب عمّان.

وفضلا عن دوره المشهود في الجهاد، حدثه كذلك عن جهوده المحمودة في الإرشاد و الإمداد وخاصة في الأردن وسوريا حيث علم الناس القرآن ومبادئ الفقه و اللغةَ العربيةَ، و أنشأ مدينة الرشادية، وفجّر فيها الماء الشُّروب لأول مرة في التاريخ، وهو ما اعتبره الناس كرامة آنذاك.. وحدثه كذلك عن تلك المناظرة شبه المحاكمة التي نظَّمها الأميرُ عبدُ الله - وكان حديثَ عهد بالحكم - مع الأردنيين الغُظْف الذين أحدثوا ثورة عارمة في تلك المنطقة البدوية، بذكرهم المدوي ومنهجهم القويّ، وكيف أن مفاجأة الأمير كانت كبيرة عندما حظي هؤلاء ابّان تلك المناظرة  بتزكية صريحة من فقيه البلاط الأميريِّ، و ذلك بقولته المشهورة: أيها الأمير! إنَّ ما عليه هذه الجماعة هو ما أَدينُ به لله عزَّ وجلَّ !ولم يكن ذلك الفقيه سوى الشيخ محمد الخضر بن مايأبى الجَكَنِيُّ الشِّنقيطيُّ.

وحدثه كذلك عن انتقال ابن زيني وجماعته إلى تركيا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبدعوة من رئيسها الجديد مصطفى كمال أتاتورك رفيق الدرب السابق للشيخ ابن زيني في ليبيا في مواجهة الايطاليين! وحدثه أيضا عن دور ابن زيني في تركيا وكيف أنه عَمَرَ الأرض بالتنمية الزراعية والحيوانيه و التجارة، و استأنف التدريس في محظرته على المنهج الشِّنقيطيّ التقليديِّ مدعمة بمكتبته الزاخرة، وبذلك استقطب آلافاً مؤلفةً من المريدين الأتراك والمغاربة وخاصة منهم الحزائرين.

وحدثه أخيرا عن وفاة الشيخ محمد الأمين بن زيني وكيف أنها تزامنت مع ذِكرَى استقلال البلاد ولكن الحكومة التركية العِلمانية أمرت - إجلالًا له - أنْ تُنَكَّسَ الاعلامُ في تلك المقاطعة و أن لا يظهر بها أي مظهر من مظاهر الاحتفال!

ولعله طمأنه في الخلاصة على أن أبناء الشيخ الفقيد و أحفادَه وتلامذته في تركيا والشام وليبيا لا يزالون حتى اليوم أوفياء لنهجه في التربية والتدريس والعمل.

هكذا إذن تعرف الرئيس التركيُّ عبد الله گُلْ بمحض الصدفة- بواسطة الخبير الاقتصادي الموريتاني المنصور بن فتىً- على تلك الفئة من مواطنيه ذات الأصول الشِّنقيطيّة والمرجعية الشاذلية الغُظْفيَّة.

أما الأستاذ منصور بن فتىً فقد حدثني- هو الآخر- عن قصة تعرفه أولَ مرة على هذه الجماعة الغريبة فقال: إن أول من حدثني عن وجود فئة  من المواطنين الأتراك ذات الأصول الشِّنقيطيّة هو السيد محمد المختار ولد الزامل عندما كان وزيرا للخارجية والتعاون.

قال معالي الوزير: إنه عندما كان طالبا في أوروبا مطلع الستينات سافر مرةً ضمن جماعة من الطلاب الموريتانيين بين أوروبا الشرقية والغربية، فصادفوا في تركيا - من حيث لم يتوقعوا- أفرادا قدموا لهم أنفسهم على أنهم من ذوي القربى والرحم ومن منطقة كوش بالذات، وسردوا عليهم تفاصيل هجرتهم العجيبة مطلع القرن المنصرم، ومقامهم في منطقة قوزان في أقصى شرق تركيا.

قال الأستاذ منصور بن فتىً: ومنذ ذلك التاريخ وأنا أتحين الفرصة الملائمة لزيارة تلك المنطقة للتعرف أكثر على هذه الفئة من أحفاد اؤلئك العِصامِيِّين، حتى جاء اليوم الذي دعاني فيه جمعٌ من التجار الأتراك لألقيَ عليهم محاضرةً عن فرص الاستثمار في افريقيا أثناء ملتقىً ينظمونه في مدينة أضنه، فانتهزتُ الفرصة وسافرت إلى حيث يقيم أؤلئك الشناقطة الأتراك واستمعت إليهم عن قرب يقصون علي بسند متصل ما عاناه الآباء والأجداد خلال تلك الرحلة الطويلة المثيرة على ظهور العيس من كوش في أقصى الشرق الموريتاني إلى قوزان في أقصى الشرق التركيّ مرورا بليبيا و بلاد الشام، وما مر هؤلاء في طريقهم بقرية إلا تتلمّذ عليهم نفر من أهلها، واصلوا معهم المسار والجهاد.

هذا وكان من بين جماعة ابن زيني الشيوخ والنساء والأطفال من كل القبائل، وقد فقدوا العديد من الأفراد على امتداد الطريق، منهم من استُشْهد في الجهاد، ومنهم من قضى بسبب الظروف القاسية من مرض داهم، أو نقص في الزاد، أو بسبب بردٍ قارسٍ كما حصل لهم في منطقة الأناضول حيث حلوا ابّان مجيئهم محلَّ الأرمن في منازلهم الأولى.

قال الأستاذ منصور: ابّان مقامي في تلك المنطقة، أخبرني المضيفون أنهم ينتظرون زيارة فخامة رئيس الجمهورية التركية- آنذاك- السيد عبد الله گُلْ في إحدى المناسبات، ودعوني للإنضمام إليهم لاستقباله، ففعلتُ، ولم يكونوا يعرفون أن لي به  علاقةً أخوية وطيدة!

فهو في الواقع صديق لي حميم، جمعني معه  العمل في البنك الإسلامي بجده ردحا من الزمن باعتبارنا مجرد موظَّفَيْن فيه، قبل أن يعود إلى بلاده لممارسة السياسة.

ولما حضر فخامة الرئيس التركي فوجئ بي في صف المستقبلين فبادر إلى مصافحتي وهو يضحك و يكرر ممازحاً: هل أصدِّق حقا عَيْنَيَّ في ما أرى ؟! هل أنت منصور بن فتىً ؟! وأنا أردُّ عليه بالمثل: نعم إنه أنا جئت مع أبناء قريتي لاستقبال ضيفنا  فخامة رئيس الجمهورية!

وبعد مراسيم السلام استدعى أحد معاونيه المقربين - وهو نجل صديق مشترك لنا - وأمره بأن يرتب لي موعدا معه في الأيام الموالية في القصر الرئاسي في أنقره.

وأثناء ذلك اللقاء الأريحيّ، استقطب الشيخُ الشريفُ محمد الأمين بن زيني القَلْقَمٍيّ وجماعتُه موريتانية الأصل الجزء الأوفر من حديثنا  الذي استغرق زهاء ساعتين!

وأختم فأقول: إنَّ أخي منصور أكد لي ما كان رواه لي من قبلُ سعادة السفير محمد أحمد بن محمد الأمين نقلا عن الرئيس عبد الله گُلْ نفسه من أن لصديقه منصور بن فتى دورا حاسماً في إقناعه أصلا بضرورة ممارسة السياسة في بلاده وذلك ما أفضى به لاحقا إلى الترشح للإنتخابات الرئاسية التي أصبح بموجبها أول رئيس إسلامي لتركيا سنة 2007!

وأعود فأقول: كادَ هذا الكتاب إذن أن يتخذ من الشيخ محمد الأمين بن زيني وجماعته موضوعا خالصا له والشخ حري بذلك ، ولكن بالتشاور الوثيق مع الباحثَيْن رأينا أن لا نجتزئ هذا الفرع اليانع من أصله الوارف. ذلك أن الطريقة الشاذلية الغُظْفيَّة في كل مكان تميزت بالارشاد بشحنتها الروحية الدافقة، و بالامداد بمنهجها الدقيق في العلم والعمل والبناء، وبجهادها الصارم في سبيل الله، ولنا في الشريف الشهيد سيدي بن مولاي الزين مريد الشيخ الخلَف دليلا صادقا في تگانت وآدرار، و في الشيخ عالي ولد آفه الدليمي في الحوض مثالا ساطعا، كما أن لنا في الشيخ أبو بكر ألْفَا عثْمانْ كَنْ  في گورگُلْ أسوة حسنة، ومثالا يُحتذى، وفي الشيخ المختار بن يوسف التنواجيوي  في السودان ونجله المختار بن يوسف إمام الحرم المكي في المشرق العربي أروع مثال.

وهكذا صادفت الفكرة هوىً في نفوسنا كلٌّ من زاويته الخاصة غير الغُظْفيَّة طبعا ، فأنا قادري مختاري ، و الدكتور يحيى تجاني حافظي و الاستاذ احريمُ " مالكي جنيديّ سلَفيّ أشعريّ " كما يصف نفسه.

و تحت سقف بيت ابن عاشر ذاك،  وبين جدرانه الثلاثة دون بقية الأركان كان لقاؤنا الميمون، وانطلاق مشروعنا المبارك لإنجاز هذا العمل العلمي البحت، بالتعاون مع الزاوية الشاذلية الغُظْفيَّة التي رأت النور في خضم العشرية المنصرمة.

وقد بدأنا ذلك المشروع  برِحلات ميدانية متشعبة وطويلة، ولكنّ رحلاتنا داخل رفوف المكتبات و في بطون المخطوطات وعقول الرجال و بين السطور في الوثائق الاستعمارية كانت أكثر عددا و أطول أمداً.

وكنا في كل مرة نكتشف  الجديد المثير عن تلك الطائفة، ولعل من أغرب ذلك تلك المراسلات المتبادلة بين الحاكم الفرنسي العام في اندرْ بالسنغال والسفير الفرنسي لدى الدولة العثمانية حول موضوع ابن زيني وجماعته وذلك يَنُمُّ عن حرص المستعمر الفرنسي الكبير على متابعة الغُظْفِ أينما حلوا وحيثما ارتحلوا.

هذا وقد تحدثت عن مشروع هذا الكتاب في تدوينة سابقة، وذكرتُ أننا تشاورنا بخصوص عنوانه مع خليلنا الخليل النَّحْوٍيّ . أما أنا فلم يتجاوز حظي فيه شرف التنسيق بصفتي مدير مكتب الرشاد للدراسات والاستشارات الذي أُسْنِدَتْ إليه مهمة المتابعة في إطار عقد موثق.

وكنا نؤمل أن يكتمل الكتاب قبل الحملة الانتخابية عام 2019، ولكن ظروفاً قاهرةً حالت دون ذلك.

والخلاصة؛ إن هذا الكتاب يحمل بين دفتيه مادة علمية رصينة نادرة تتعلق بمحطات مضيئة مهمة من تاريخ بلادنا المجيد لا تزال مجهولة، ولا شك أنه سيستقطب اهتمام المثقفين المخلصين الصادقين من أبناء الوطن بصورة عامة وبصورة عفوية.

وفي الختام نرجو من أن يكون هذا الكتاب هو حقاً كما وصفه الدكتور محمد ولد احظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سابقا  بأنه:[كتاب متميز، محكم منهجيا، محيط تاريخيا، وارد سياقا، مطلوب قراءة، متثبت علميا، مقنع موضوعيا، يسد ثغرة كبيرة في المباحث الصُّوفية بالغرب الصحراوي، وأهم ما يبرهن عليه الكتاب القيم هو أن الطريقة الغُظْفيَّة لم تكن طريقة دراويش، وإنما كانت طريقة للإصلاح الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي المقاوم، إلى جانب الاعتدال العرفاني والاستقامة السلوكية؛ فهي تصوف متكامل الأركان، إلى جانب أنها كانت طريقة مقاومة بامتياز حيثما حلت، والكتاب مقنع شكلا ومضموناً، متميز تقديما ومنهجا. ولم أعثر فيه بعد التأمل على مطعن؛ بل رأيته مرجعا موثوقا، وكتابا متكامل الأركان، يفيد الباحث ويمتع القارئ، فأشكر مؤلِّفَيْه والأستاذَيْن المتميزَيْن واضع المقدمة العلامة الحُجَّة الشيخ عبدَ الله ابن بَيَّه، وكاتب الخاتمةِ أستاذنا الدكتور  محمد المختار بن ابّاه، و أحث المؤلفين الجادين المحققين على توسيع دائرة نشره حتى تحصل الإفادة، وينسد الفراغ الكبير في المعلومات الدقيقة عن هذه الطريقة الشاذلية الإشراقية التي لمَّا يكتب عنها بعدُ بهذا الزخم والجهد البحثي الرصين، رغم حضورها الديني والمكاني والزماني، واتساعها الجغرافي في المنطقة كلها؛ بميزات إصلاحية اجتماعية واقتصادية و سياسية مقاومة، هذا مع تميزها بإعادة الانطلاق من موريتانيا بحمولتها الإصلاحية السنية المالكية لتؤثر  في الشرق الأوسط من الجزيرة العربية إلى آسيا الصغرى.

وأعتقد أن عودة الانتشار المتجدد وعودة التوطن الروحي في المنطلقات التي انتشرت منها الشاذلية في المشرق العربي وتركيا وجوارها في آسيا الصغرى، بعد التوطن الإصلاحي في الغرب الصحراوي، كان ميزة فريدة لهذه الطريقة من بين سائر الطرق الصُّوفية المنتشرة في موريتاني].

 

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

رحم الله السلف وبارك في الخلَف .

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...