استشفاء للشريف سيدي ولد عابدين الصعيدي رحمه الله ..
استشفاء للشريف المرحوم سيدي ولد محمد الامين ولد عابدين الصعيدي:
حنانيكِ تونسٌ لنا أنت مأنس
و مأمننا مما يُسيءُ وما يَسُو
و مربعك الأسنى ربيع قلوبنا
لنا فيه أمن في الحياة ومأنس
لديك اخضرار يستمد نصاعة
من القبة الخضراء ليس يُدَنَّسُ
لدن حل من آل الصعيديِّ سيِّدٌ
بربعك صار الربع باليمن يُحْرسُ
أتاك ابن سعد يقتفي أثر الألى
أتوك لدرس أو بك العلمَ درسوا
و جازوا سراعا حاملين سنا الهدى
إلى مجمع البحرين و الهدْيُ مُؤْنِسُ
و منك استمدوا للجهاد دعائما
على وفقها شَادُوا فسَادُوا وَ أسسوا
و هذا ابنُ عابدين سيدِ مجدد
ليحيي مواثيقا و ما هُنَّ دُرَّسُ
فإن أبا عمران مذ سار سره
ليحيى و من يحيى لقوم به كسوا
تلقفه عند الرباط أشاوس
و بثوه في الآفاق يتلى و يدرس
و شدوا على ذاك الوثاق لثامهم
فما فرطوا و ما تناسوا وما نسوا
فصارت ظهور العيس حضنا لدرسه
فطورا به تمسي وطورا تغلِّسُ
و قد لاح سعد في ابن سعد لقطرنا
فصان بنوه السر فينا وكرسوا
و قد جددوا دين الإله فأصبحوا
منارا لمن سُبْلَ الهدى يتلمَّسُ
عليهم مدار الأمر كالشمس إذ بها
تدور جوارٍ في الكواكب كُنَّسُ
وإحسانهم عم الأنام و مدحهم
يَنالُ به التيسيرَ و الفتحَ أكيس
فليس لهم من مشبه في زماننا
و إن شئتمُ عنه اذهبوا فتحسسوا
رضينا بنهج أسسوه و منهج
لنا فيه من نور الهدى مُتَنَفَّسُ
سلوا النازلَ الندبَ المباركَ مُنْزَلاً
لديكم لديه سرهم يتقدس
و هذا حديثٌ ذو شجونٍ و بَثُّهُ
يلين له صخر أصمُّ وأخرس
يُنَبِّئُكُمْ كيف اللسان يصونه
فليس بغير النصح للناسِ يَنْبُسُ
و يُنْبِئْكُمُ أين الطريق لربكم
و ما عارفٌ مثل الذي يتفرَّسُ
يدلكمُ نحو الإله مقاله
كما دل حال فاقتدوا و بهِ ائْتَسُوا
و يُنْبِئْكُمُ أن القلوب بصقلها
يكون لها طهر به الرجسُ يُكنَسُ
و يُنْبِئْكُمُ أن النفوس لغيها
إذا جمحت قيدٌ من النور يَحبسُ
فتصفو بذاك الروحُ تُحْظَى بغَيبة
عن الكون في رب به القرب يؤنس
و كم من مريد أيْ مراد مراده
تحقق من جذب له و هو مفلس
و لله عون ما استعان به امرؤ
و منه رجوت الوصل ما أنا أيأس
هلموا الزموا منه المعارف صفْوَها
وعبوا زلالا من صفاها أو احتسوا
ألا أكرموا مثواه بالنصح في الدوا
ومنه الدعا إن الدعا منه أنفس
أيا ربنا أجب دعاء الذي دعا
له بشفاء ما الدعا منك يُبْخَسُ
و حقق رجاء نرتجيه بعوده
معافى ويغذى ما اشتهاه و يلبس
على جده أزكى صلاة تعطرتْ
تطيب مدى ما طاب من سِيدِ مجلسُ
رحم الله السلف وبارك في الخلَف .
Commentaires
Enregistrer un commentaire