مقارنة بين قصة يوسف و قصة موسىَ عليهما السلام في القرآن..

من صفحة Mohameden Ould Sidi Bedena

من كنَّاشِ الأنظامْ:

نظم مقارنة بديعة بين قصة يوسف و قصة موسى عليهما السلام في القرآن ..

التاريخ : الثلاثاء 12 مايو 2020 م

مقدمة :

الحمد لله على وسائلِ
تواصلٍ تؤْذن بالتواصلِ
يَلْقَى بها المبحرُ في الفضاءِ
 من دررٍ قرةَ عينِ الرائي
و قد يرى المبحر عكس ذا إذا
أبحرَ  لا يلقى بها سِوى الأذى
و إنما الناسُ أوانٍ ترشحُ
بما اكتوى القلب به أو يُشرحُ
فاصبرْ و لاَ ترمْ بأنْ تَصَدَّا
لقلبِ مَنْ بالسوء قد تصدَّا
لأنه بالسوءِ ما تطبَّعا
فاعذرْهُ و اتركهُ و ما قد صنعا
لا يُشهدُ الشهودَ و اللهِ العظيمْ
على أذى المسلمِ ذو قلبٍ سليمْ
و أحمدْ إذا لاقيتَ ذا قلب صفا
فالخير كلُّ الخير فيه و كفى
و اعفُ و لا تذكر جفاً بعد الصفا
ذكر الجفاَ بعد الصفا من الجفا

غيابة الجبِّ و قاعُ اليمِّ :

هذا و قد صادفتُ أَمْسِ من نقلْ
قصة يوسفٍ و موسى في جُمَلْ
مُقارناً  بيْنهما إذْ للذي
قد جاء في نصِّ الكتابِ يَحْتَذِي
جواهرٌ لنظمها أبادرُ
عسى بنظمٍ تُحفظُ الجواهرُ 
كلاهما كان بمصرَ مُبْتَدَا
قصته و كان قبلُ فُقِدَا
كلاهما قد كان في مأْوًى ففي
غيابةِ الجبِّ و يمٍّ فاعرفِ
موسى بيمٍّ أمُّهُ قد ألقتِ
ويوسفٌ ألقاه بعض الإخوةِ
في الجبِّ والمُلقون بعضُ الرَّحِمِ
لحبٍّ أو لعكسهِ فلتعلمِ
إلقاء يوسفٍ بتدبيرِ البشرْ
لكنما إلقاء موسى قد أَمَرْ
بفعله ربٌّ من أُمٍّ أو أبِ
أرأفُ أو ذي حسبٍ و نسبِ
كلاهما عاش بقصرٍ بطلبْ
زوجٍ  و زوجةٍ لظاهر السببْ
كلاهما  طالبُهُ به أرادْ
نفعاً به أو  ولداَ بذا أفادْ
عزيز مصر قالَ ذا لامرأتهْ
كما روى  فرعونُ ذا عن زوجتهْ
و امرأةُ العزيزِ  كانت مصدرَا
في ما بقصرٍ عند ذلك جرى
ليوسفٍ و لمْ يلاقِ بُوسَا
 من زوجِ فرعون الكليمُ موسى
كلاهما لمَّا الأَشُدَّ بلغا
أوتيَ من حُكْمٍ و علمٍ مُبتغَى
كما أتى في مُحكمِ الذكر المبينْ
ذاك من اللهِ جزاءُ المحسنينْ
و يوسفٌ أسفَ من أحزانِ
أبوهُ حتَّى ابْيَضَّتْ العينانِ
و أمُّ موسى أصبحَتْ حُزْناً وَرَاهْ
منها الفؤادُ  فارغًا ممَّا سواهْ
كلاهما مِنْ أبويهْ مَنْ أمَرْ
بالبحثِ عنهُ مَنْ بأَمرهِ ائْتمرْ
كإخوةٍ  ليوسفٍ قال : اذهبوا
تحسَّسُوا من يوسفٍ ذاك الأَبُ
و أمُّ موسى أختَهُ قد أمرتْ
قالتْ لها قُصِّيهِ بعْدُ بَصُرَتْ
به و آلُ قومه فرعوناَ
لا يشعرون حيث لا يرونا

عندما يأتي الفرج :

و فرجٌ لأمِّ  موسى وقعا
لمَّا عليه حرَّم المراضعاَ
ربٌّ كريمٌ فيهِ من أمٍّ أحنْ
و من أبٍ أحنُّ في تلك المحنْ
بل مِنَحٌ تي ظهرتْ في طيِّ
من محنٍ من ربِّنا العليِّ 
و فرج بيوسُفٍ قدْ استجدْ
للأبِ إذْ للريحِ منهُ قدْ وجدْ
أَوحى  إلى الأم إلهُ العالمينْ
بردّ موسى مرسلاً  في المرسلينْ
و قال يعقوبُ ألمْ أقلْ لكمْ
بأنَّني أعلمُ فوقَ علمكمْ
من رحمةٍ من الإلهِ مُرْسَلَهْ
و الفضلِ و الإحسان لا شريك لهْ
و يوسفٌ خرجَ من قصرٍ أُدِينْ
من أهلهِ وهْوَ مَكينٌ و أمينْ
كان العزيزُ بعد أن قد خلَّصهْ
لنفسهِ يريد أن يستخلصهْ
لكنما موسى من القصر خرجْ
في خوفٍ أو ترقُّبٍ و في حرجْ
يرجو النجاةَ من إلهِ العالمينْ
من شر قومٍ للعبادِ ظالمينْ
و الله في قصة يوسفَ اكتفى
بأَبِهِ عن ذكر أمِّ  يوسفاَ
كذاك في قصة موسى يقتفي
إذْ عنْ أَبٍ بأُمِ موسى يكتفي

الخاتمة:

يا ربَّنا على إمامِ الرُّسُلِ
محمدٍ صلِّ بقدرٍ أكملِ
و صلِّ ربَّنا عليهما بما 
من حُكمٍ أو علمٍ به قد أُلهِمَا
و صلِّ ربَّنا على كلِّ نبي
بما من الإفضالِ منك قد حُبِي
و أصلحْ اللَّهمَّ حالنَا لنا
و أصلحنْ معْه لنا مآلنا
و أصلحنْ أيضا لنا عيالنا
و أصلحنْ لنا كذاكَ مالَنَا
و صلِّينْ يا ربِّ في الختامِ
على النَّبي و صحبهِ الكرام 
 و آلهِ الأعلامِ ثمَّ سلِّمِ
عليهِمُ في البدءِ و المُختتمِ

رحم الله السلف و بارك في الخلف.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..