من ديوان الشعر الفصيح - خطابا للشريف العالم الامام بن عمر بن بوود بن محمد بن مولاي العباس بن مولاي اسماعيل..



ألا نعمَ ذا الإمامُ في البدو و الحَضَرْ == عنيتُ الإمامَ بن الشريفِ الرِّضَى عُمَرْ
محمَّدُ مولودُ الشريفُ أبوهمُ  ==  يكنونه " بَوُّودَ " لَفْظٌ  به  اشتهرْ
و بوُّودُ يُنمى للشريف محمدٍ == مريد الصعيديِّ الذي صيتُه انتشرْ
نماهُ لمولايَيْنِ حسن انتمائه == فموْلايٌ العباسُ جدهمُ الأبرْ
من المغرب الأقصى أَوَى لِرُبُوعِنَا == فكانتْ له تكند احسن  مستقرْ
و مولايُ اسماعيلُ ايضا نَمَاهُ إذْ ==  ببيعته في الملك عهدٌ له ذكرْ
أؤلائك من آل النبيِّ محمدٍ == عليه صلاةُ اللهِ مَنْ خَلَقَ البشرْ
فذِي دوحةُ الأشرافِ فخرٌ لحينا == نباهِي بها كلَّ القبائل و الأسَرْ
فهم شرفاءٌ في المحافل زينة == لمجمعنا و في الزمان لنا غرر
أقاموا على ظهر المحجة قلعة == يمرُّ بها الأضياف في كلِّما سفَرْ
لأبدانهمْ فيها غذاءٌ مُهَيَّأٌ == و أرواحهمْ بالذكر تُغْذَى  و بالفِكَرْ
و فيها لهمْ منْ باسِقاتِ نخيلِهمْ ==  تفيُّؤُ ظِلٍّ و اجْتِنَاءٌ بهِ الثَّمَرْ
بها مُلتقى أَهْلِ التُّقَى و لهُمْ بِهَا == مَجَالِسُ عِلْمٍ كم يطيبُ بهَا  السَّمَرْ
هم القوم لا يُشقى جليسٌ بهمْ و هُمْ == لمن رام سعدا سعدهُ إِنْ بهمْ ظفَرْ
و في المُنْتَدَى منهمْ إمامٌ يَؤُمُّنَا == به نقتدي مهما  أسرَّ و إن جهرْ
و نتبعه عند السجود و رُكَّعًا == و نغبطه لدى خشوعٍ له استمَرْ
و نحجم عن أمر إذا عنه قد نهي  == و نعمل بالأمر الذي منه قدْ صَدَرْ
بنا يَقتفِي مشهورَ مذهبِ مالِكٍ == حريصا بنا دومًا علَى قَفْوِهِ الأثَرْ
و يسلُكُ نهْجَ الأشعَرِيِّ عقيدةً == و يقرأ عن ورش بصوتٍ له بهرْ
ترى جنده خلف الجنيد مجندا ==  فما منهمُ إلاَّ و في نهجه انصهرْ
و كم قد دعا في الحق دعوة صادق == فيَأتِي بمَا في القلبِ لمْ يَكُ قَدْ خَطَرْ
لقد فاقنا عند الصلاة و صومه == كما فاقنا بالشيء في صدره وقرْ
إذا ما ابن بوُّودٍ تبدَّى بمحفل == بدا قمَرًا فوق السِّمَاكيْنِ قد ظهَرْ
بذلتُ قُصَارَى الْجُهْدِ  فِي  المَدْحِ إنَّمَا == خيَالِي علَى بعضِ المَرَامِ قدْ اقْتَصَرْ
إذا بالغ امْرُؤٌ بمقدارِ جُهْدِهِ == فإنَّ قُصُورَ المَرْءِ للْمَرْءِ يُغتفرْ
و لكنْ كفانا مدحه و كفاه ما == به الشيخ قد حلاه  من خالص الدُرَرْ
فتى نادرٌ في الحيِّ فردٌ كمثله == فمثلُ ابنُ بوُّودٍ بأحيائنا  ندرْ
ففيهِ لكلِّ المسلمينَ منافعٌ == و ما فيه من بأس و ما فيه من  ضررْ
فمهما تُصب من وصفه كلَّ رائق == تكنْ مُخْطِئًا غُرًّا من أَوْصَافهِ الأُخَرْ
وددتُ بأنْ لا أنتهي حينَ عدِّهَا == و لكنَّ من حدِّ النهاية لا مَفَرْ
انواكشوط بتاريخ 8 ابريل 2018 م

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

فصل الغزل و النسيب من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره

الشيخ التراد ولد العباس: قصتي مع الديوان...

فصل الغزل من ديوان العلاَّمة امحمد بن أحمدْ يوره..